|
Re: غياب المشروع الوطنى و الازمة المستحكمة ، � (Re: عبدالغفار سعيد)
|
مربط الفرس و المفتاح السحري لكل ذلك الكم الهائل من الإخفاق و الفشل المتراكم عبر تأريخ السودان منذ الإستقلال هو ( الهوية )،،، و لن أزيد على ذلك لأن الكل قد تناول هذا الموضوع و قتله بحثا،،، لكن لماذا بعد ٦٢ عاما من الإنحدار المستمر لا يعترف البعض بأنهم فشلوا تماما و أنه قد حان الدور لمن هم غيرهم ليدلوا بدلوهم أيضا؟!!،،، أعني هنا بالبعض تلك الأحزاب و النظم التقليدية شمالية المنشأ و إستعرابية الهوى و الهوية،،، لقد جربوا حكم السودان بشتى السبل و الوسائل، إنتخابات ديمقراطية، إنقلابات عسكرية، ثورات شعبية، جميعهم من أقصى اليسار إلى أقصى اليمين، و لا زال الإنحدار ماثل و الفشل المزمن قائم،،، و أخيرا أتى نظام الإنقاذ ليمثل ذروة سنام تلك العقلية و قمة الفشل و الردة الحضارية و تمكنوا في حوالي ٣٠ عاما و هي قرابة نصف المدة من تأريخ الإنحدار ال ٦٢ من القضاء على آخر مقومات دولة إسمها السودان،،، لماذا يخشى البعض أهل الهامش إلى هذه الدرجة، حتى أن منظراتية الإسلام السياسي عندما يتحدثون عن حلحلة مشاكل السودان لا يستصحبون معهم أحزاب الهامش و يلغونها تماما و كأن لا وجود لها!!،،، و هو نفس السبب الذي يجعل عصبة المؤتمر الوطني يرفضون الديمقراطية و التداول السلمي للسلطة و يصرون على التمترس خلف آليات القمع و الإستحواز و القبلية و الإثنية بإعتبارهم يمثلون ذروة سنام العقل الرعوي المستعرب،،، و لو قدر للديمقراطية أن تفرض فرضا على السودان و لم يجد الكيزان بدا من الرضوخ فسوف يلجأون إلى خطتهم (ب) التالية و هي التزوير لإستبقاء السلطة بأيديهم بأي ثمن، و لو تمت محاصرتهم و لم يجدوا بدا إلى التزوير فسوف يلجأون إلى الخطة (ج) و هي الرفض و العنف للإحتفاظ بالسلطة،،،
لكن على الكيزان و على غيرهم أن يدركوا صدقا أن بلاد السودان لن تتقدم شبرا و لن يهدأ لها بال و لن تنعم بالإستقرار و السلام لطالما أن الديمقراطية و أهل الهامش مبعدان عن المشهد السياسي و الإقتصادي و الإجتماعي.
|
|
|
|
|
|