إذا كان من بيده السلطة يسرق ويحمي منسوبيه من المساءلة ويبيع كرامة الوطن من أجل البقاء فلن يحترمه الشعب ولا يتأسف على رحيله إذا سقط .
وإذا أصبح الخطاب السياسي للنخب المعارضة يناقض سلوكهم ولا يعبر عن واقع المواطن ، فمن حق المواطن ألا يستجيب لنداءاتهم .
السودان ومستقبله في خطر طالما أصبح النفاق دين للساسة وأضحى الكذب أخلاقهم . لا أحد منهم حتى الآن في الحكومة أو المعارضة يريد أن يعترف للمواطن الذي يحكم أو يعارض بإسمه أن يقر له بالفشل أو يعتذر عن الاخطاء والجرائم التي أرتكبت بأسم الدين أو حماية الوطن أو النضال من أجل الحرية .
أنهم كاذبون جميعا ، حين يستمع المواطن طيلة حكم الانقاذ إلي وعود وسياسات تجعل من السودان دولة تفوق العالم أجمع إكتفاءا ذاتيا زراعيا وصناعيا ، بل سيصبح دولة مهابة عسكريا من الدول الكبرى كروسيا وأمريكا ، فصارت تلك الوعود جزء من ماضي أدبيات الأنقاذ كانوا يتغنون بها في كل محفل حتى أصبح السودان بقايا دولة تتسول الطعام والوقود . وما زالوا يكذبون .
ومن يستمع لخطابات المعارضة وقدرتها في صنع الثورات ووعودها للشعب السوداني بأن النظام انتهى ومحاصر أقليميا ودوليا ومنهار اقتصاديا ورموزه مطلوبين دوليا { وكل هذا صحيح } مما جعل المواطن يقتنع بقرب الفرج الذي طال انتظاره ولا زال منتظرا حصاد السراب حتى أصيب باليأس والملل . ولكن لماذا لم يتحقق شئ حتى الآن ؟ هل الخلل في الخطاب السياسي المعارض أم في سلوك القادة ، أم في تناقض الخطاب مع الواقع ؟
المواطن لا ينتظر الاجابة لأنه كفر بتلك الوعود المكذوبة والمستمرة .
لقد ايقن المواطن بأن الساسة سواء في الحكومة أو المعارضة قد ماتت ضمائرهم وشبعت بطونهم على حساب المكلومين والضحايا وإعتناقهم مبادئ غير وطنية ومجردة من الإنسانية ليبرروا بها الوصول لأهدافهم وغاياتهم دون أن ينظروا في سلامة ووطنية واخلاقية وسائلهم ، فلا الحكومة أنجزت تقدما وتطورا كما وعدت ولا المعارضة استطاعت أسقاط الفاشل لتضع البلاد في المسار الصحيح ، فجعلوا شعبنا يدفع اثمان باهظة مرتين ، صبرا على مصائب الحكومة من جانب ، وندما على الثقة التي أولاها للمعارضة من جانب آخر ، فحصد من كليهما خيبات متتالية أصابت المواطن بفقدان الأمل في كل الساسة . نعم كل الساسة .
هذا الوضع جعل المواطن يكفر بكل من يدعي النضال أو من يمثله زورا في السلطة ويفكر في النظر إلي ما هو حوله ممن يخدمه بصدق ومهموم بقضاياه ، لقد أنفصلت الجماهير عن النخب التي افترضت فيها قيادتها إلي بر الأمان ، فخاب ظنهم فيها وحلت محل النخب الكسيحة ، فاعلين إجتماعيين جدد لصيقين بمجتمعاتهم ، حريصين على تحقيق تطلعاتهم وآمالهم دون رياء أو نفاق وحادبين على قضاياهم المحلية والوطنية .
أذن مستقبل الوطن يحدده هؤلاء الفاعلون الصادقون الجدد . كل واقع جديد يصنع أبطال جدد ، يقدمون مصالح المواطن العامة علي مصالحهم الخاصة بأخلاق سودانية أصيلة .
لا حل عند الساسة في الحكومة أو معارضة إلا بالإعتراف بالفشل والقبول بالمحاسبة الجماهيرية وإفساح المجال للشعب أن يقوده من يحترم عقله .
حافظ حمودة . 4/يوليو/2018
العنوان
الكاتب
Date
مصير السودان يختنق تحت أقدام ساسة كاذبون بقلم حافظ حمودة
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة