ما أتناوله اليوم ذو صلة بما ناقشته هنا أمس – الجمعة – وهو موضوع السياسات والقرارات الكارثية للبنك المركزي ، وفشله مع شريكته وزارة المالية والتخطيط الإقتصادي في إدارة البلاد ماليآ والنهوض بها إقتصاديآ ، أوعلى الأقل بالخروج بها من مستنقع الأزمات هذا ، والوحل الذي أُدخل فيه السودان ؛ والذي كان ربما لضعف الإرادة الوطنية ، مع الفساد وتغليب المصالح الحزبية والشخصية على الوطن ! . تابعنا بأسف ما نطق به الركابي وزير المالية والتخطيط يوم الخميس الماضي بالمجلس الوطني عن الأوضاع الإقتصادية ، والزيادات الأخيرة ، و تم أيضآ أثناء الجلسة إسقاط إجاباته حول بيع بنك الثروة الحيوانية ، وسيتم العمل على إستدعاء محافظ البنك المركزي ، وبإختصار سأتوقف عند النقطة التي أوردتها العديد من صحف الخرطوم التي صدرت الجمعة ونقلت عن الركابي (..) " أنهم في وزراة المالية قد تتبعوا كل وعود التمويل ( الصادقة والكذوبة ) ولم يحصلوا على شئ!" ... ولعلكم تلاحظون أن المجلس الوطني مؤخرآ أصبح مركزآ لإعلان الفشل ومكان للإقرار بخطورة الأوضاع الإقتصادية والسياسية التي تمر بها البلاد، و ليس أولهم غندور وبكري ، ولن يكون آخرهم سعد البشرى والركابي ، والبرلمان هنا يواصل دوره في الإستماع فقط حتي كاد أن يستحق لقب برلمان المستمعين ، والذي أفهمه أن البرلمانات تحجب الثقة عن الحكومات ، وتقرر في مثل الأوضاع التي نعايشها ، ويستجوبون ويقيلون ...الخ ، ولكن ! . ويبدو أن المُمولين الذين سعى الركابي للحصول على تمويل منهم قد عملوا بالآية الكريمة ( قياسآ ) في قوله تعالى : " ولا تؤتوا السفهاء أموالكم التي جعل الله لكم قيامآ وأرزقوهم فيها وأكسوهم وقولوا لهم قولآ معروفا " الآية الخامسة من سورة النساء ... فالسفه في المال تبذيره وعدم تدبيره ، ويُقال السفيه هو من لا يُحسن إستخدام المال أو لا يُحسن توظيفه ؛ وتابعنا كيف أن كثير من المانحين والمتبرعين يشرفون على توزيع الإغاثات بأنفسهم ( فهم يبغون الأجر كما نُقل عنهم ) لذا حريصين على أن تصل للمحتاجين ؛ حتى لا تتسرب ، وكذلك المانحين يشددون على أن تُوظف الأموال في البرامج التي خُصصت لها ... وإلا فحدثوني عن فيمَ أستخدمت المنح والودائع المالية ، وكيف تم توظيفها للنهوض بالإقتصاد ؟ ومعروف أن الودائع يجب أن توجه لدعم الناتج المحلي في مثل حالتنا ... وسابقآ تم الحصول على العديد من الودائع ؛ والحال من سيئ الى أسوأ . هذا ومع الأخذ في الإعتبار العديد من الأسباب التي قد تمنع الركابي من أن يحصل على تمويل ، وعليه أن يتحسس حوله ، وما فوقه ! . أما حديثه عن المُعَطلين ( العاطلين ) فهو لمساحة أخرى سأفردها لاحقآ إن شاء الله .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة