جاء في وثيقة صادرة من المخابرات السعودية معنونة " سرى للغاية السودان و عاصفة الحزم" تؤكد الوثيقة إن المخابرات السعودية رصدت الأسباب الحقيقية التي أدت السودان للمشاركة في عاصفة الحزم، و أن يقف مع المملكة العربية السعودية ضد الحوثيين في اليمن. و تقول الوثيقة أن المملكة كانت مراقبة الدعم التسليحي الذي يأتي من إيران إلي الحوثيين في اليمن، حيث كان السودان يقوم بعملية التوصيل عبر جيبوتي. في يوليو 2013، و تقول الوثيقة أن المملكة عندما أرادت خوض حربها مع الحوثيين من خلال عاصفة الحزم تم استدعاء الرئيس البشير في المملكة لكي يحدد موقفه، إذا كان يريد أن يقف مع عاصفة الحزم و يحجم علاقته مع إيران. أو أن يختار جانب إيران. و تقول إن الرئيس البشير فاجأهم بأنه مع عاصفة الحزم و سوف يقطع علاقته مع إيران. و تشير الوثيقة المخابراتية إن الرئيس البشير أراد فقط أن يفك العزلة الدولية المضروبة عليه، و كانت المملكة السعودية من الدول التي استطاعت أن تفرض عليه حصارا اقتصاديا. و تؤكد الوثقية بعد مراجعات لدراسات مخابراتية عديدة كانت قد تمت تشير إلي إن الرئيس البشير شخصية لا يمكن الاعتماد عليها، و أنه يريد أن يمسك بكل أوراق اللعبة، أن يتحالف مع المملكة السعودية و في ذات الوقت يقيم علاقة مع إيران، و تشير الوثيقة إن المخابرات السعودية في الخرطوم قد رصدت بعد موافقة السودان الاشتراك في عاصفة الحزم إن هناك قيادات سياسية و أمنية قد سافرت إلي طهران سرا، كما كشفت مراسلات سرية قد تمت بين الخرطوم و طهران إبعاد هذا المخطط. و لذلك أوصت اللجنة الأمنية توخي الحذر من السودان و أن لا تبلغه أي قرارات أو معلومات إستراتيجية تتعلق بحرب المملكة مع الحوثيين. كما توصي بمسايرة السودان و أتخاذ سياسة النفس الطويل معهو مراقبة قياداتهم العسكرية في هذه المشاركة. الوثيقة قد وصلتني عن وسائل الاتصال الاجتماعي، و هي تحمل شعار الاستخبارات العامة السعودية، و موقعة من الفريق خالد بن علي بن عبد الله رئيس الاستخبارات السعودية. لكن يظل السؤال لماذا خرجت الوثيقة في الوقت الذي بدأت تتصاعد فيه أصوات كثيرة رافضة لمشاركة السودان في الحرب و مطالبة بسحب القوات السودانية من اليمن؟ أم تكون الوثقية نفسها هي أداة من أدوات الحرب النفسية؟ تحاول المملكة أن تثني الرئيس البشير بعدم سحب القوات السودانية من اليمن، خاصة إن المملكة لا تملك جنود علي الأرض في اليمن و تعتدم علي القوات السودانية، و انسحاب القوات السودانية من اليمن سوف يشكل تحدي كبير علي المملكة، بل أن الحوثيين سوف يعيدوا كل المناطق التي انسحبوا منها. هذه الوثيقة إذا تم إضافتها للمؤتمر الصحفي الذي عقده سفير السعودية في الخرطوم و الذي قال فيه إن السعودية و السودان سوف يوقعان علي اتفاقيات دفاعية و اقتصادية تدعم الاستثمار في السودان و لا سقف لها، يكون هناك تعارض بين توقيت خروج الوثيقة و ما تحمله من مضمون و بين ما جاء في المؤتمر الصحفي للسفير السعودي في الخرطوم. و أيضا رفض السعودية إمداد السودان بالمواد البترولية لمدة شهر بدلا من خمس سنوات كما طلب السودان. حقيقية إن قضية إنسحاب القوات السودانية من اليمن سوف تشكل قلقا في الدولتين. نسأل الله حسن البصيرة.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
زين العابدين صالح عبد الرحمن
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست