والجلابي هو الذي دخل السوق ومارس التجارة دون ان يستمر في تعليمه الاكاديمي ، فاتسم بجلافة الجهل وبوفرة المال ، والجلابي على هذا الوصف شخص لديه اعتقاد بأنه مكتمل تماما كبشري وأنه ذكي مادام قد تمكن من توفير المال ، وليس في رأس الجلابي الا شيئان : المال والجنس، فهو حيواني جدا ، حيث لا يحترم شيئا امامه لا رجلا ولا امرأة لأن في قرارة وعيه انه يستطيع ان يتفاوض مع اي شخص بالمال ، وهذه الثقة الشديدة لدى الجلابي بنفسه تجعله يقتحم المخاطر ويمارس الاغواء بكل صفاقة ولا يرعوي الا اذا تعرض لعنف جسدي او تم تهديده به تهديدا جديا. فالخوف والتمسك بالحياة هو وحده ما يكبح جماح رعونته تجاه الآخرين. إن أخلاق الجلابي انتقلت الى حكم الدولة حينما تم منح السلطة لجلابة منتفعين انتقل معهم العقل الجلابي عند ممارسة السلطة ، لذلك رأيناهم يتوسعون في النكاح والمال دون ان يطرحوا اي انتاج حقيقي لتحقيق المصلحة القومية للدولة ككل ، وادى ذلك الى هيجان وثورة ممن هم خارج السلطة بحيث باتوا يرغبون في الولوج الى السلطة لكي يستأثروا ببعض من المنافع فقلدوا العقل الجلابي او استوحوا سلوكه منه ، ان خوف الكثير من المفكرين في الواقع من الرأسمالية هو خوف من السقوط تحت سيطرة العقل الجلابي ، فليس من المخيف ابدا ان تكون هناك رأسمالية رشيدة وواعية ، تراعي المجتمع كما تراعي تحقيق الربح ، لكن الخوف كله كان واقعا على الرأسمالية المكونة من منهج العقل الجلابي البسيط شديد النفعية وشديد الجبن في نفس الوقت ... فلنلاحظ مثلا الفرق بين رأسمالي راشد ورأسمالي جلابي ، سنجد ان الرأسمالي الرشيد يساهم في خدمة مجتمعه ببناء جامعات او توفير منح دراسية للفقراء او بناء مرافق خدمية مجانية او دعم للفنون والآداب ...الخ ، في حين الرأسمالي الجلابي لا يفكر في اي شيء من هذا لأن داخله احتقار عميق لكل ما سبق ، ومحاولة للترفع على الشيء الذي يفتقده والشعور الانساني والضمير المستنير. ان الجلابي مهما تمكن من توفير المال فإن حياته تسير على نسق واحد ، فهو بعيد كل البعد عن المتع الجمالية كالرسم والنحت والشعر والقصة والرواية ، كما انه لا يهتم بالعلم من اجل العلم ، وبالتالي فهو لا يضع اي مشاريع تطويرية بما انها لا تنتج فائدة مادية محققة مهما كانت تحقق فائدة او تطويرا علميا.... لقد سألت احدى المذيعات فاروق الباز لماذا تنفق ناسا مليارات الدولارات على مكوكات قد تنفجر في اي لحظة ، وما الفائدة اساسا من الوصول الى المريخ او اي كوكب آخر فأجابها الباز ان القضية لا تتعلق بفائدة مادية بل بتطوير العلم فصناعة مكوك يعني تطوير لعلوم كثيرة اخرى كالهندسة والفيزياء والجيولوجيا والفلك وخلافه... فعقل المذيعة كان عقل جلابي بامتياز ، فحتى بعد اجابة الباز الا انه قد بدى عليها بوضوح عدم الاقتناع ..وربما كانت ترى ذلك تبذيرا ومجرد ادعاء زائف ... ان العقل الجلابي هو ذلك الذي يمكن ان تتوقع منه اي امرأة ان يقرصها فب فخذها وهو يناولها رزمة مال من اجل ممارسة الجنس... انه عقل شديد الهمجية ... وعندما تسقط الدولة في حكم العقل الجلابي فانها تتهاوى سريعا....
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة