*وهو رقم قد لا يعني شيئاً لدى الكثيرين.. *مجرد رقم... مثل أرقام جهابذة اقتصادنا القومي التي يطلقونها كل يوم.. *ثم لا ينطلق مفعولها صوب واقعهم المعيش... (ولا يوم).. *تماماً مثلما لم ينطلق خير رفع العقوبات الأمريكية نحونا... إلى اليوم.. *بل حتى الدولار الذي استبشرنا بهبوطه ارتفع مرة أخرى.. *أو جنيهنا الذي استبشرنا بارتفاعه هبط سريعاً كما ارتفع... إلى أن خبط الأرض.. *وما ذاك إلا لأن مشاكلنا داخلية... وليست خارجية.. *مشكال إدارة اقتصادنا... وسياستنا... وتنميتنا... وملفاتنا الخاصة بحقوق الإنسان.. *بل حتى (دبلوماسيتنا) أدى عجزنا عن إدارتها إلى فضائح.. *والبارحة كانت الفضيحة رقم (4)... بما أننا نتحدث بلغة الأرقام.. *الفضيحة الرابعة في مجال التحرش الجنسي فقط... أما الفضائح الأخرى فكثيرة.. *وبعدد كثرتها تحدثنا عن ضرورة تجويد إدارتنا الداخلية.. *فإن كنا فعلنا ذلك لما طال الانهيار مجالات كنا نفاخر بها من قبل.. *لما طال عملتنا... وزراعتنا... وصناعتنا... ونواقلنا الوطنية.. *ولما طال (أخلاق) خدمتنا الوطنية إلى درجة تصدير فضائحنا إلى الخارج.. *ومن معاني التجويد هذا حسن اختيارنا لشاغلي الوظائف.. *سواء كانت داخلية ممثلة في التنفيذيين... أو خارجية ممثلة في الدبلوماسيين.. *وليكن معيار الكفاءة... والنزاهة... والاستقامة دقيقاً بالأرقام.. *وإن أدى الأمر إلى الاستعانة بمعايير الجهة التي (رقمها) هو عنوان كلمتنا هذه.. *وأما الرقم فهو رقم نيل شهادة (الأيزو) العالمية.. *وأما الجهة فهي مركز (نانو) للقياس والمعايرة الذي احتفينا به في كلمة سابقة.. *وقلنا أن (قياس) تقدم الأمم - في زماننا هذا - يُحسب بمثل هذا.. *وترقبنا أن يحظى المركز- سريعاً - بما يستحق من تقدير داخلي... وخارجي.. *ولم نتوقع أن يأتي هذا (السريع) بمثل هذه السرعة.. *وجاء الداخلي بعد الخارجي... كعادتنا دوماً... وبعد أن جاء التقدير من الخارج.. *وتمثل الخارجي في الشهادة المشار إليها... بالرقم المذكور أعلاه.. *وتمثل الداخلي في (شهادة) وزير الصناعة بأهمية المركز.. *ومنذ الآن- فصاعداً- ستخضع كل أدوات صناعتنا لمعايير نانو... أو هكذا يُفترض.. *وكذلك معايير أجهزتنا الطبية كيلا يُستخف بها في مصر.. *وذكرت مصر تحديداً لأن أطباءها هم الأكثر سخرية من (فضائحنا) المعملية.. *وليت (نانو) طورت لنا قياساً أخلاقياً لمعايير الكفاءة الخدمية.. *إذن لما كان سيتولى أمر (نهضتنا) الزراعية من (قعدوا) بها إلى يومنا هذا.. *ولما كانت تقارير مراجعنا العام ستضج بالفساد كل عام.. *ولما كانت مشاريع جسورنا- وطرقنا- ستُوكل إلى الذين يتسببون في تصدعها.. *ولما كانت دبلوماسيتنا سيُختار لها من يضاعفون أرقام فضائحنا.. *إلى أن يبلغوا بها - وبنا - الرقم (17025).. *وهو رقم (إنجاز نانو !!!).
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة