|
Re: من الذي يصنع المستقبل في السودان؟ بقلم زي� (Re: زين العابدين صالح عبد الرحمن)
|
إن الأجيال الجديدة في السودان ؛ هي المناط بها أن تجيب علي سؤال كيفية صناعة النهضة في السودان ؟ .. و هي لكي تكون مؤهلة علي الإجابة لابد أن تقرأ التجارب السابقة قراءة جيدة غير منحازة ، و من خلال منهج نقدي، فقراءة الفترات التاريخية للنظم السياسية في السودان ضرورية لمعرفة ما هي مفاتح النهضة في البلاد، و معرفة العوامل التي تشكل عائقا لأية نهضة. حيث إن جيل الاستقلال و ما بعده و بجميع مكوناتهم السياسية و تياراتهم الفكرية، قد فشلوا في وضع العتبات الأولي للنهضة في السودان، بل إنهم حولو البلاد من حالة الاستقرار التي كانت فيها زمن الاستعمار، إلي نزاعات و حروب منتشرة في البلاد ، و هذه النزاعات و الحروب نتيجة للسياسات التى اتبعتها بممارسات ديكتاتورية و شمولية، و هي ممارسات كانت بعيدة تماما عن الديمقراطية و الحرية، الأمر الذي عطل العقل السياسي أهم أداة في عملية النهضة، تعطيل العقل كان سببا في عدم البحث عن أسباب الفشل، و حتى المؤسسات الأكاديمية حاصرتها النظم الديكتاتورية الشمولية، لكي لا تسبر غور المشكل. فالتجارب عديدة، و كل نظام قادم أصبح أسوأ من الذي قبله، و الغريب في الأمر إن النخب السودانية السياسية، لا تستفيد من إخفاقات غيرها، و لا تستوعب أخطاء من سبقوها، بل تأتي للسلطة وتقع في ذات الأخطاء، كما إن المنهج التبريري؛ أصبح المنهج السائد في البلاد، هذا المنهج لا يؤدي لمعالجة الأخطاء. الأخ الفاضل / زين العابدين التحيات لكم وللقراء الأفاضل التشخيص منكم في غاية الامتياز ،، حيث وضع الأنامل فوق مواضع الداء باختصار شديد ،، والكل يدرك الآن أننا عند متفرق الطرق ،، وقد تمادينا كثيرا حين تعطلت عقولنا عن البحث في أسباب الفشل ،، ولكن يا آخي الفاضل ما زالت هنالك عثرات تعيق الأجيال الجديدة المنوط بها أن تتخذ الخطوات الجديدة في مسار السودان ،، وتلك العثرات تتمثل في صنوف من البشر ما زالت ترضخ في مجاهل الجهل والغباء ،، عثرات كانت السبب في عدم تقدم السودان إلى الأمام ،، وهي عثرات مازالت متوفرة كزبد البحار ،، في الماضي كنا نملك البصيص من الأمل في أن تتحول تلك الصنوف من البشر إلى نوعية متقدمة متحضرة ولو بالقدر القليل ،، ولكن السنوات أثبتت أن بعض العقول في هذا السودان هي كالجلمود لا تحس ولا تشعر ،، وكلما يجتهد المجتهدون للخروج بهذا السودان إلى بر الأمان يجدون تلك العوائق البشرية المتمثلة في العقول الهزيلة ،، وهي عقول أصحابها لا يعرفون غير النباح والدونية والسوقية وتوافه الأمور ،، فإذن مشكلة السودان تتمثل في الإنسان قبل أن تتمثل في التجارب السياسية التي جرت والتي ما زالت تجري ،، ولن يتقدم السودان بتلك الخطوات المرجوة متى ما كانت ساحات السودان مليئة بالعقول الخاملة الحاقدة الكسولة .
شطة خضــــراء
|
|
|
|
|
|