|
Re: أزهري قرب يجلي من كلية غردون بسبب المصاري� (Re: عبد الله علي إبراهيم)
|
الأخ الفاضل / عبد الله علي إبراهيم التحيات لكم وللقراء الأفاضل لقد تتبعت مقالاتكم عن عدم توفر مجانية التعليم في هذا السودان منذ أيام المستعمر البغيض ، وتلك حقيقة لا ينكرها إلا من يريد أن يوجد جدلاً في الفراغ ليصل لغاية من الغايات ، فالمجانية المطلقة لم تحدث في تاريخ السودان ، بل كانت المجانية تمثل حالات نادرة للغاية حسب ظروف أولياء الأمور ، وكان أبناء المزارعين والفقراء أكثر حظا في المجانية من أبناء التجار والأثرياء .
تلك حقائق موثقة ومعلومة للجميع إلا أن البعض من أجيال اليوم يتصور أن الماضي كان يمثل تلك المجانية المطلقة في مدارس السودان ، ويرددون أن التعليم كان مجانا في السودان حتى جاءت حكومة الإنقاذ وفرضت الرسوم في التعليم ، وتلك مقولة كاذبة مائة في المائة ، ولا يشترط في قول الحقائق أن يكون القائل من سدنة النظام أو من سدنة المعارضة ، فالحقائق هي الحقائق سواء أن رضي بها أحدهم أم أبا ، واتهام كل قائل للحقائق بأنه من المدافعين للنظام لا يبدل من تلك الحقائق التي عاشها العشرات من الأجيال .
ولكن ظروف المعيشة في الماضي كانت أكثر رخاءً ويسرا حيث كانت الجهات المسئولة تستطيع أن توفر الخدمات الكثيرة والكثيرة لطلاب المدارس والجامعات والمعاهد ، من حيث توفير السكن للطلاب ( الداخليات ) , ومن حيث توفير وجبات الطعام الضرورية بذلك القدر الكبير ، وتوفير العلاج للطلاب في جميع المراحل , بجانب توفير الكتب والكراسات سنوياً ، وفي بعض المعاهد الدينية كانت تمنح معونات مالية للطلاب في نهاية كل شهر ،، والذي يحلم اليوم في تحقيق تلك الخدمات التي كانت في الماضي عليه ان يجري المقارنات من حيث التعداد الإحصائي للطلاب في كل المراحل . وأعداد طلاب السودان في الماضي القريب كانت لا تمثل إلا واحد في المائة من أعداد الطلاب حاليا ، بجانب الظروف الاقتصادية القاسية التي تمر بها البلاد , ومن غير المنطق أن يأتي أحدهم اليوم مطالبا بمجانية التعليم وتوفير السكن للطلاب والوجبات وهو في نفس الوقت عالة على المجتمع لا يقدم ولا يؤخر ، ولا يشارك بمثقال ذرة من مشاريع الإنتاج ! .
وتلك الحقيقة الثابتة عن عدم توفر المجانية في هذا الوطن في الماضي لا تبرر إطلاقا أن يتقاعس النظام الحالي القابض على مقاليد الأمور , والكل يشاهد مقدار الرسوم الباهظة المفروضة على أولياء الأمور في المدارس والجامعات , وعدم توفر أدنى حالات الخدمات للطلاب في هذا السودان ، والحكومة السودانية حالياً لا تتكفل بعلاج الطلاب حتى ولو أصيبوا بمكروه أثناء الدراسة ، وأولياء الأمور يواجهون أقسى أنواع المعاناة في مواجهة تكاليف التعليم في المدارس والجامعات وحتى في دور رياض الأطفال ، والأفظع من كل ذلك فإن الخريج السوداني لا يجد فرصة التوظيف في نهاية المطاف , ومصيره هو ذلك المصير المعروف حيث ( سواق ركشة لا اقل ولا أكثر ) ، أو هو ذلك المطرود المرفوض من الوطن السودان حيث مشاكل الغربة ومراراتها .
|
|
|
|
|
|
|
تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook
|
|