سأرجع إلى حيدر إبراهيم ذلك المتفاخر بشيوعيته وماركسيته حتى بعد أن عافها أهلها وهجروها وأوسعوها ركلاً وتقريعاً على ما ارتكبته في حق أوطانهم والذي ختمت به مقال الأمس .. سأعود إليه بعد أن أنهي ردي على من عنوان مقاله بعبارة (الطيب مصطفى .. المغفل النافع لإسرائيل). يقول ذلك (الرفيق) إن الطيب (يتحدث عن أن فلسطين أحب إليه من الخرطوم، والواضح أنه يقصد أن تل أبيب أحب إليه من الخرطوم)!!! أرأيتم بالله عليكم هذا التدليس والتزوير في ما قلت وأقول؟! أقول رداً عليه الآتي : سبق أن كتبت في معرض ردي على مقال الأخ مبارك الفاضل الذي هاجم فيه الشعب الفلسطيني بل هاجم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وقال إنه (قاعد يحفر للسودانيين) ودعا إلى التطبيع مع إسرائيل ، كتبت ، رداً عليه ، الآتي : (والله إن عاصمتي الخرطوم لا تحتل عندي مقام أرض تحتضن المسجد الأقصى الذي خلد ذكره قرآن ربي سبحانه والذي أسري بالرسول صلى الله عليه وسلم إليه قبل أن يعرج منه إلى السماء بل الذي كان قبلة صلى نحوها الرسول الخاتم وأصحابه (16) شهراً قبل أن يتحولوا إلى المسجد الحرام بمكة). قارنوا بالله عليكم بين ما كتبت وما نسبه إليّ هذا الشيوعي من حديث. هم كذلك يكذبون كما يتنفسون ولذلك لا غرو أن يحتشد حديث ذلك (الرفيق) بالأكاذيب وبتحوير سياق ما أوردته بغرض التلبيس والتدليس الذي هو منهج حياتهم وبالرغم من ذلك يسعون إلى أن يكون لهم موطئ قدم في بلادنا المنكوبة. كنت أيها (الرفيق) أتحدث عن المسجد الأقصى المقدس عندي لأنه قدس وعظم عند الله تعالى ولكنه ليس كذلك عند الشيوعيين الذين يقدسون بدلاً عنه ماركس الملحد الذي وصف دين آبائهم وأمهاتهم بالأفيون. ثم نأتي إلى جنوب السودان الذي لا يزال الرجل ورفاقه يذرفون على انفصاله الدمع السخين، وبنى معظم مقاله على حجة أنه بما أن إسرائيل تبنت الانفصال وأن الطيب مصطفى عمل من أجل الانفصال فإنه يقول : (عبر التاريخ السياسي السوداني لم يتطابق فكر حزب سوداني مع استراتيجية دولة إسرائيل كما تطالق فكر حزب الطيب مصطفى). ثم لأننا طالبنا بانفصال الجنوب فقد دمغنا الرجل كذلك بالعنصرية وقال ما نصه :( وطيلة تاريخ السودان لم يجمع الناس على وصف شخص بالعنصرية كما وصفوا الطيب مصطفى). صب الرجل عليّ كل ذلك الهتر لأني ومنبر السلام العادل طالبنا بما ألح عليه الجنوبيون حين حملوا الأحزاب السياسية جميعها بما فيها أحزاب اليسار على الموافقة على منح الجنوبيين الحق في تقرير المصير . طيب لماذا لم تصف الجنوبيين الذين قرروا بالإجماع أن ينفصلوا عن الشمال بالعنصرية وقصرتها على شخصي؟! هل هذا لأنهم حلفاؤك الذين يحق لهم أن يقرروا ويفعلوا ما يشاؤون، أما أنا - العدو اللدود- فإنه لا يحق لي حتى إبداء الرأي؟! ألم تملؤوا الدنيا ضجيجاً وزعيقاً وصراخاً ، ولا تزالون ، حول حرية التعبير التي ظللتم تطالبون بها ؟ أليس من حقي أن أعبّر عن رأيي؟! لماذا تُكيلون بمكيالين وتُحلون لأنفسكم ما تُحرمون على غيركم أيها الرفاق؟. أقول للرفاق إننا لا نتخذ قراراتنا بناء على ما يقرره الآخرون سواء كانوا أعداء أو أصدقاء إنما نصدر عن رؤية وطنية نبتغي بها مصلحة بلادنا وشعبنا وإذا كانت أمريكا وأسرائيل قد دعما الانفصال فإن أمريكا اليوم تعض أصابع الندم وتشعر بالذنب جراء غفلتها التي ساقتها إلى اتخاذ قرار الانفصال الذي تسبب في الحرب الأهلية التي تطحن دولة الجنوب اليوم، أما نحن فنحمد الله أننا قطعنا جزءاً سرطانياً ظل يُدمي جسد السودان منذ ما قبل الاستقلال ..جزءاً غريباً رتقه المستعمر الإنجليزي في خاصرة بلادنا رحمة به هو ونكاية ببلادنا، ووالله العظيم لو لم يضم الجنوب إلى الشمال بمؤامرة خبيثة من مستعمر لئيم لم يرد لنا الخير لكنا اليوم في حال أفضل ولما حملنا الجنوب في ظهرنا عبئاً ثقيلاً أرهق كاهلنا وحطم بلادنا بحرب ضروس أنهكت اقتصادها وقتلت أبناءها وعطّلت مسيرتها. انظروا إلى إثيوبيا اليوم بعد أن انفصلت عن اريتريا التي كانت تخوض معها حرباً شعواء من أجل الانفصال وكيف فقدت إثيوبيا جراء خروج اريتريا عنها لاطلال على البحر ..انظروا إليها الآن وتأملوا .. كيف انطلقت بمعدلات تنمية غير مسبوقة في كل أفريقيا. انظروا إلى روسيا وقد خرجت منها كل الأجسام الغريبة من دويلات الاتحاد السوفيتي والتي كانت تُعطل مسيرتها. لقد كتبنا كثيراً عن اتهامنا بالعنصرية بل زعم كثير من المبغضين أننا ذبحنا ثوراً (اسود)! ولكن لو علم هؤلاء المبغضون أن العنصرية سُميت من قبل الرسول صلى الله عليه وسلم بالجاهلية لخجلوا من ترديد هذه الأكاذيب ولو علموا أن اللون الأسود جزء من أسرتي - أبناء وبنات وأخوان وأخوات وأهل - لربما استحوا قليلا ولكن هل يعرف الحياء طريقه إلى الشيوعيين وبني علمان؟.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة