*رحم الله الاستاذة فاطمة احمد ابراهيم التي ضربت اروع الامثال في الوطنية وارست اعلى القيم في الاعتراض السياسي بجسارة المواقف وقوة الارادة والترفع عن الدنايا السياسية ،فما عرفنا عنها هبوط عبارة ولا سقوط كلمات ولا هشاشة مواقف ،كانت انسانيتها الغلابة تجعل للاعتراض السياسي مذاقا خاصا، وللاختلاف ادبا خاصا، وللحوار معان خاصة ، فليس غريبا ان يتنادى لتشيعيها اهل السودان فقد حرموا منها عندما اختارت المنافي مأوى لها فكانت عطشى للوطن وكنا عطشى لها وهي في منفاها لذا خرجنا لتشيعيها وفاء لما قدمته من وفاء في هذا الوطن المحزون ، وحملتها الاعناق الي مثواها الاخير لانها حملتنا في اعماقها وفكرها وكنا محور حياتها وحتى رحيلها الاخير . *والاحداث التي صحبت تشييعها والاحتجاجات التي قوبل بها السيد النائب الاول الفريق بكري حسن صالح والسيد والي ولاية الخرطوم الفريق عبد الرحيم محمد حسين وهما يواجهان بهتاف ( يا فاطنة دغرية ..ديل الحرامية ) علي اي حال ان المشهد وحرمة الميت وعظمة فاطمة في سمتها وسلوكها لو كانت بيننا لادانت هذا المسلك الذي يتنافى واخلاق وقيم الانسان السوداني وعندما اتى رئيس الوزراء و والي الخرطوم لم يأتيا لانهما اعضاء فى الحزب الشيوعي السوداني لكنهم جاءوا لتشييع فاطمة المرأة الانسان التي سجلت بحضورهاايقونة وفقدها فقد حقيقي لكل بيت سوداني ، والمؤسف انه لو اراد اي فصيل سياسي الاعتراض على الحرامية لما اختار المقابر ، ولم نكن ننتظر من المعارضة ان تتخير المناسبات بحثا عن طريقة لايصال صوتها للحرامية ، وهذا الاسلوب لا يرضي فاطمة بالتأكيد لانها كانت من مدرسة تواجه الحرامية في معاقلهم اما طريقة سوق عكاظ السياسي في هذا البلد المنكوب فهو امر مؤسف ومحزن فالسيد رئيس الوزراء و والي الخرطوم قد قاما بالعمل الذي يفخر به كل السودان وهو الاحتفاء بفاطمة وتشييعها لمثواها الاخير فإن ظن اصحاب الصبينة السياسية ان هذه الهتافات التي تخرج من المقابر ستسقط النظام فإنه من الافضل ان نذهب مع فاطمة الي مثواها الاخير بدلا من انتظار هذه المعارضة البائسة . *عندما سمع الاستاذ محمد احمد محجوب رئيس وزراء السودان الاسبق بنبأ اعدام نميري للشهداء عبد الخالق محجوب والشفيع احمد الشيخ وغيرهم في مذبحة الحزب الشيوعي السوداني قال المحجوب :(الان انتهى عهد التسامح السياسي في السودان) وعندما رأينا ما حدث لرئيس الوزراء و والي الخرطوم فإننا نقول الان اتسعت شقة الاختلاف السياسي ونخشى ان تصل لدرجة ان يعجز الراتق عن رتق الفتق !! جملة القول : ان ما حدث لا يرضي فاطمة التي لم تفجُر في خصومتها رغم النوائب التي نزلت عليها في مسيرة حياتها منذ شبابها وحتى مماتها، و الذين تصوروا انهم بهذه الهتافات قد اضافوا قيمة نرى انهم قد اهدروا كل القيم ولم يؤذوا بكري ولم يسقطو النظام ولم يريحو فاطمة في مرقدها ..وسلام يااااا وطن .. سلام يا.. نقلت الاخبار عن السيد الامام الصادق المهدي قوله:(الحكومة شغالة بمنطق الما بتقدر تدوسو بوسو ) ونحن نسأل السيد الامام كم بوسة تلقاها سيادته من النظام ؟! وهل كانت مع البوسات اموال ام كانت مجرد بوس ؟! وسلام يا (الجريدة)الجمعة١٨/٨/٢٠١٧
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة