أين أوصلتنا الحركة الشعبية شمال ؟ بقلم نور تاور

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-04-2024, 05:47 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
08-20-2017, 06:00 PM

nour tawir
<anour tawir
تاريخ التسجيل: 08-16-2004
مجموع المشاركات: 17638

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أين أوصلتنا الحركة الشعبية شمال ؟ بقلم نو� (Re: nour tawir)




    08-18-2017 06:42 AM
    د. الواثق كمير

    المقالين الثالث والرابع


    حوارات القواعد

    مثلت قرارات إجتماع القادة العسكريين والسياسيين والأدارات المدنية ومنظمات المجتمع المدني بإقليم جبال النوبة، فى 7 يوليو 2017، القشة التي قصمت ظهر وحدة قيادة الحركة وانقسمت على اثرها قواعدها الجماهيرية داخل وخارج البلاد (26).

    18.*وهكذا، تحول الشقاق بين أعضاء القيادة الإنتقالية "الثلاثية" إلى إنشقاق مكتمل الأركان فى الحركة الشعبية شمال، التي لم تعد كما كانت عليه فى مارس 2017، بعد أن تفرقت السبل بين قادتها. ولعل تأييد إجتماع القيادات العسكرية للجيش الشعبي، 15-16 يونيو 2017، لكل قرارات المجلس الإقليمي، خاصة تنصيب الفريق عبد العزيز الحلو رئيسا للحركة وقائدا للجيش الشعبي، قد دفع رئيس الحركة المقال لتحديد موقف نهائي تجاه هذا التطور. وهذا بالفعل، ما صاغه فى كلمات واضحة المعاني، "نحن نعتز أيما إعتزاز برفاقنا الذين شاركوا في إجتماع المجلس العسكري في جبال النوبة وكنا ننتظر نتائج إجتماعهم لنقول موقفنا النهائي، ونعلم إنهم مناضلين أفنى معظمهم زهرة شبابهم في النضال ضد فاشية الخرطوم، وعلينا جميعاً أن نترك فرصة لما سيأتي به المستقبل فربما نلتقي مجدداً في رحاب حركة تسع جميع السودانيين، فالذي يجمعنا أكثر من الذي يفرقنا، ولنا تجارب من الحركات الثورية وإنقساماتها بمافي ذلك الحركة الشعبية" (بيان رئيس الحركة السابق، 17 يونيو 2017).

    19.*وتجدر الإشارة، إلى أنه، خلافاً للصراعات الدموية السابقة على قيادة الحركة، مثلاً فى *1983ـــ 1991، التي خلفت أعداداً هائلة من الضحايا والمعاقين، فقد جاء إنتقال السلطة فى الحركة الشعبية شمال سلمياً بدون قتال، ولو أن الإنتقال لم يكن ليتم بدون مباركة وتأييد هيئة أركان الجيش الشعبي والقيادات العسكرية. ومع ذلك، فالدماء التي أريقت من جراء المصادمات العنيفة والإشتباكات المسلحة التي وقعت بين فصائل للجيش الشعبي فى جنوب النيل الأزرق، أفسدت مظاهر هذا الإنتقال السلس لسلطة القيادة. *

    20.*يصور الرئيس والأمين العام السابقين الخلاف على أنه صراع بين خيارين، إما بناء حركة قومية، لكل السُّودانيين، على أساس مشروع السودان الجديد، أو تقزيمها إلى حركة إقليمية تسلم أمرها إلى "قوي من القوميين ضيقي الأفق ". وبحسب هذا التصور، فإنهما يسعيان إلى تجديد "بناء الحركة ومواقفها النظرية وممارستها العملية، وأن ننتقل بها إلى مربع جديد مع كافة الراغبين فى التغيير" (بيان رئيس الحركة السابق، 9 يونيو 2017). توحي هذه المقاربة بأن القائدين يعدان قررات مجلس تحرير جبال النوبة، وموقف الرئيس الجديد للحركة *حيال القضايا الخلافية الثلاثة، قد فارقت فى مضمونها رؤية السودان الجديد. ولكي يتم هذا الإنتقال على أرض الواقع، فسوف يشرع الرئيس والأمين العام السابقين فى إجراء "إتصالات مع كل الرفاق الرافضين للإنقلاب للبدء في مسيرة جديدة لإعادة بناء حركة وفق رؤية السودان الجديد لكل السودانيات والسودانيين الراغبين والراغبات، وبمراجعة وتقييم نقدي وشامل لكامل تجربتنا بما في ذلك وسائلنا النضالية" (بيان رئيس الحركة السابق، 17 يونيو 2017).*كما، تم الإعلان عن التوجه "نحو بداية جديدة وميلاد ثاني لرؤية السُّودان الجديد، ننظر بذهن صافى ومتقد، وجمعي وجماعي، لنعّبر بها ومعها نحو ميلاد ثاني" (ياسر عرمان، 1 يوليو 2017).

    21.*ومع ذلك كله، فإن تحرير الخلاف يظل منقوصاً إن اُقتصر فقط على إستعراض حُجج ودفوعات القادة من طرفي الصراع، الذي يأخذ شكل البيانات المتبادلة بينهما، ولن تكتمل الصورة بدون تسليط الضوء على تداعيات هذا الخلاف على قواعد الحركة وما غرسه من إنشقاق وسط القواعد. هذا الإنقسام على مستوي القيادة لا شك قد خلق إصطفافاً قاعدياً، يلحظه المراقب العادي قوامه جمهوران مُتصارعان مستغرقان فى تبادل الحجج والإتهامات، فى سوق الأسافير الكبير.*فالمتابع للسجالات بين عضوية الحركة فى مجموعات الواتساب، مثلاً، لن تفوته ملاحظة ما تنضح به من حوارات حارة النفس بين فريقين متنافرين، كل منهما يناصر موقف أحد الطرفين، بما يوضح إكتمال عقد، ومدى عمق الإنشقاق. ولعله من إيجابيات الحوار المحتدم، وإن لم يخل بعضه من عنف لفظي،*توفيره الفرصة للمصارحة "الفضفضة" والفصح عن المكتوم وتبادل الآراء الخلافية، طالما بقي السلاح محايداً.

    22.*فى الإطار العام للقضايا الخلافية الثلاث (مصير الجيش الشعبي، تقرير المصير، التحالفات السياسية)، تثير هذه النقاشات خلاف جوهري وسط العضوية حول "قومية"*الحركة، بعد قرارات المجلس الإقليمي، مقابل تراجعها إلى حركة "إقليمية"؟ ويرتبط هذا الموضوع على نحو وثيق بطبيعة نشأة وتكوين الحركة الشعبة، وتبني مكوناتها لوسائل نضال مختلفة (العمل العسكري والفعل السياسي)، والخلاف حول دور تقييم مساهمة كل منهما، والتمثيل العادل لهذه المكونات، خاصة "قطاع" الشمال. ويظل هذا الوضع غير المتكافئ، وكيفية التمثيل الحقيقي لكل مكونات الحركة فى مؤسسات إتخاذ القرار، من المواضيع الهامة التي لم تجد حظها المناسب من الحوار منذ تأسيس الحركة الشعبية. وقد نشرت فى هذا الشأن عدة مقالات فى أعقاب فشل المؤتمر العام الثاني للحركة، مايو 2008، فى مخاطبة هذه القضايا، ولم يلتفت لها أحد. (أنظر مثلا، حوار مع النفس: الحركة الشعبية والعودة الي منصة التأسيس، صحيفة الأحداث، 20 ديسمبر 2009، وقطاع الشمال للحركة الشعبية: تمثيل مؤسسي أم إشراك ظاهري؟، صحيفة الرأي العام، 11 يوليو 2710، والشماليون فى الحركة الشعبية: تحويل الخصوم إلى أصول، الراكوبة، 1 سبتمبر 2011). تكمن أهمية حوارات قواعد الحركة فى طرقها على القضايا الحيوية، التي، فى رأيي، تشكل أجندة الحوار الرئيسة بين كل الأطراف حول مآلات وحدة ومستقبل الحركة الشعبية، كما أنها ترفد القيادة من على الجانبين بموجهات الرأي العام وسط القواعد.

    23.*الخلاف بين الفريقين المختصمين حول "قومية" الحركة الشعبية شمال له عدة مداخل متشابكة، ويتم التعبير عنه بتصورات مختلفة ووقائع متعددة. فبينما ينظر مناصرو القيادة الجديدة إلى قرارات مجلس تحرير إقليم جبال النوبة، كثورة تصحيحية ساعية للإصلاح، يراها أنصار الرئيس، والأمين العام السابقين، كإقصاء متعمد للآخرين، مما يعد بمثابة فرز جهوي لمكونات الحركة، وتراجع للتنظيم على خطى الحركة الشعبية فى الجنوب، بل واختطاف للحركة وتحويلها إلى حركة جبال النوبة، فتضعضع المشروع لتحل مكانه الإثنية والقبلية. ففي رأي المعارضين للتغيير، أن الطعن في "قومية" الحركة لم يأت من فراغ بل مرتبط بحيثيات الإطاحة بالأمين العام. فالبرغم من أنه لا يمكن إختزال تعريف "القومية" فى شخص، إلا أن عزل الأمين العام وحده، مع إستثناء الرئيس، يشيء بانتقائية قرار المجلس الإقليمي، خاصة والفريق عبد العزيز فى خطاب إستقالته قد وضعهما فى خانة واحدة من الإتهام. وقد يفسّر هذا الإستثناء أحد سببيّن، أو الاثنين معاً. أولهما، أن الأمين العام لا يتمتع بقاعدة فى الجيش الشعبي فى أي من المنطقتين، بل وإتهامه بالعجز عن جذب وإستقطاب أي جماعة مقاتلة. ثانيهما، لأنه أصلا "جلابي" من الشمال-النيلي ولا ينتمي إلى أي مكون إثني فى جنوب كردفان أو النيل الأزرق. ولذلك، فإن ترك أمر إقالة الرئيس إلى مجلس تحرير النيل الأزرق يستبطن عدم إعتراف المجلس الإقليمي لجبال النوبة بقطاع الشمال كمكون مستقل.

    24.*أما الطرف الآخر، فلا يري فى الأمر أثننة" أو "نوبنة"، فذات الأمين العام قد سبق أن تم إستقباله بحفاوة، وذبحت الثيران إحتفاءً بقدومه إلى المناطق المُحررة، بل والرئيس الذي كُلف بالمنصب ليس نوباويا، كما أعلن هو بنفسه فى خطاب الإستقالة. ومن زاوية أخري، يتسائل أصحاب هذا الرأي عما إذا كانت "قومية"*الحركة الشعبية تعرف بشخص الأمين العام السابق، أو حفنة من الأعضاء، فإن بقي فى الحركة فهى قومية، وإن إبتعد فقدت قوميتها؟ لذلك، يثيرون سؤالا حول*تعريف مفهوم "القومية"*فى وصف الحركة الشعبية: هل تنتقص غلبة مكون على باقي المكونات من "قومية" الحركة؟*فهكذا، قومية الحركة تكمن رؤيتها وبرامجها، وأهدافها، ومشروعها للتغير. وربما، ما يضعف من هذه الحجة البيان الصادر من بعض القيادات العسكرية والسياسية فى النيل الأزرق، إذ تشير إحدى فقراته صراحة إلى أن "القيادة فى الحركة الشعبية والجيش الشعبي تاريخياً تقوم على الثقل القبلي وتعداد المقاتلين" (بيان المجلس العسكري، إقليم النيل الأزرق، 1 مايو 2017).

    25.*وتكشف هذه الحوارات أن إقحام الفريق عبد العزيز لموضوع الإثنية فى خطاب الإستقالة وتحميل بعض قيادات "النوبة" مسئولية إبعاده من دائرة سلطة اتخاذ القرار، التي هيمن عليها رئيس الحركة وأمينها العام، ألقى بظلال كثيفة على الحوارات القاعدية حول دور الإثنية فى الصراع، وفى الحركة ككل. فطرقه على ما تعرض له تهميش وإستبعاد، من الرئيس والأمين العام، بسبب الإثنية، كان له دور أساس فى دفع مجلس إقليم جبال النوبة لاتخاذ قرارات مصيرية أعادت الثقّة فى الفريق عبد العزيز، بل ومنحته تفويضاً كامل الدسم لإدارة شئون الحركة. ويبدو من حوارات القواعد إن الإحساس بالإقصاء والتهميش لكوادر الحركة من جبال النوبة دفعهم لتسلم زمام قيادة الحركة، كما هو حال الجنوبيون فى السابق، بالأصالة وليس بالوكالة. فهم يشكلون عماد وعظمة ظهر الجيش الشعبي، مصدر النفوذ السياسي للحركة الشعبية،*كما هم وقود وضحايا الحرب. فالحركة الشعبية كتنظيم له هياكله ومؤسساته غير موجودة فى الولايات الشمالية كما هو الحال فى جبال النوبة، والتي إحتلت موقع الجنوب فى السابق، حيث الوجود "الفعلي" للحركة فى مقابل وجودها "النظري" فى الشمال. وبهذا الفهم تُطرح أسئلةً على شّاكلةِ: لماذا تُقاتل بعض عضوية التنظيم الحكومة بينما الآخرين، خاصة الكوادر النشّطة، مثل أعضاء مجلس التحرير، موجودين فى المناطق تحت سيطرة الحكومة؟ لماذا لم يشارك من يتسنمّون مواقع قيادية فى التنظيم فى كل ولايات الشمال فى العمل المسلح ، أم هل أفردوا المهام العسكرية والقتالية للجيش الشعبي بجبال النوبه، على أن يتفرغوا هم لاحقاً للتفاوض وتحديد نسب المشاركة فى السلطة وإختيار ممثلي الحركة الشعبية فى الحكومة؟ *

    26.*من زاوية أخري، يتجلى التشكيك فى"قومية" الحركة فى موضوع كيفية التمثيل العادل لكل المكونات (المنطقتين وقطاع الشمال) فى مؤسسات الحركة الشعبية، فهل يطبق منهج التمثيل المتساوي للمكونات الثلاثة، بمعيار القوة العددية؟ أم يكون حمل السلاح، وما يصحبه من تضحيات، هو المعيار "النوعي" لتحديد نسبة التمثيل؟ فى رأي المؤيدين لقرارات المجلس الإقليمي، أنه بحكم الواقع فإن المُكوِّن الرئيس والركيزة الأساس للحركة والجيش الشعبي من جبال النوبة، فلا مجال أن يشكل قطاع الشمال، أو المناطق الواقعة تحت سيطرة الحكومة، الأغلبية، أو حتى التمثيل المتساوي، فى المؤتمر العام الإستثنائي المرتقب. وعليه، فإن "قومية" الحركة تمر عبر بوابة جبال النوبة، إذ إن شروط المشاركة فى المؤتمر تتطلب الإلتزام بالقضايا الإستراتيجية، على رأسها الكفاح المُسلَّح كآلية لتحقيق أهداف الثورة، أو قضية مثل حق تقرير المصير. وبذلك، سيقُتصّر التمثيل فى المؤتمر على عضوية الحركة فى المناطق المُحررة، إضافة إلى الأعضاء المُلتزمين فى المناطق التي يتيسر الوصول منها إلى مكان الإجتماع دون أن يعرضوا حياتهم إلى الخطر. بمعني آخر، أن الواقع السياسى يحد بشدة من حرية تحرك عضوية الحركة من المناطق الخاضعة للحكومة، خاصة المشاركة فى مؤتمر تنظمه، فى فهم الحكومة، حركة مسلحة متمردة على الدولة، مما سيضعف من تمثيل قطاع الشمال. خلاصة الأمر، فإن كان مدي النفوذ العسكري هو الذي يحدد نسبة المشاركة، فذلك سيخلق إصطفافا، ويفاقم من حدة الإستقطاب بين عضوية الحركة فى المنطقتين، خاصة جبال النوبة، من جهة، وقطاع الشمال، من جهة أخري، بدأت إرهاصاته ماثلة.*فى رأيي، إن ما أسهم بدور كبير فى تفاقم الصراع الحالي هى فكرة الزعيم الراحل بتقسيم الحركة إلى قطاعين، مع ضم جنوب كردفان وجنوب النيل الأزرق إلى قطاع الجنوب، وما زاده تفاقماً عدم إكتمال عملية بناء الحركة فى سودان ما بعد الإنفصال بسبب إندلاع الحرب.

    للخلاف بين الفريقين المختصمين حول "قومية" الحركة الشعبية شمال مدخل هام أخر.

    27.*يبرز الخلاف وسط القواعد بصورة واضحة حول حق تقرير المصير. فمن جهة، يعتبر المطالبون بهذا الحق بأنه حق ديمقراطي مكفول بالعهود والمواثيق الدولية، كما تضمنه مانيفستو الحركة الشعبية فى 1994 و2008، بل، وأقره مؤتمر كل النوبة فى كاودا،*جبال النوبة، فى 2002. ويستدعى هذا الفهم مفهوم الوحدة "الطوعية" مقابل الوحدة "القسرية"، وبث رسالة مطمئنة بأن "تقرير المصير لا يعني الإنفصال". ومن جهة أخري، يحتج المعارضون بأن قرار مجلس تحرير جبال النوبة فى هذا الشأن هو بمثابة فرض لحق تقرير المصير كإستراتيجية بديلة لمشروع السودان الجديد، على أساس "قومية وإثنية" النوبة؟ ومن هذا المنظور، فإن تحول حق تقرير المصير من نداء لقومية وطنية سودانية شاملة إلى دعوة قومية "عروبية/إسلاموية" في المركز، يقابله الآن دعوة مماثلة ومضادة من "قوميي النوبة"، مما يتناقض تماماً مع مشروع الحركة. **

    28.*الجدير بالانتباه، أن عضوية الحركة الشعبية شمال فى المنطقتين تبدو منقسمة تجاه مطلب حق تقرير المصير، إذ لا تجد الدعوة صدى لدى قواعد الحركة فى النيل الأزرق، فيما عدا القيادات العسكرية التي أعلنت التأييد لقرارات مجلس تحرير إقليم جبال النوبة، وكذلك لرئيس الحركة الجديد. فغالبية المتداخلين فى الحوارات من أبناء النيل الأزرق يميلون نحو المطالبة بالحكم الذاتي، فى إطار السودان الموحد، كصيغة أفضل لمخاطبة المظالم التاريخية الواقعة على المنطقة منذ قانون المناطق المقفولة، ويمكنهم أيضا من المشاركة فى حكم وإدارة الدولة على المستوي *الاتحادي.

    إعتبارات منهجية

    29.*وللوصول إلى فهم سليم وعميق لخيارات حل الأزمة الناشبة، وتحديات مُستقبل الحركة، فهناك حاجة ملحة لقراءة هذا الإنقسام وهذه الخلافات فى سياق التطور التاريخي للحركة الشعبية منذ النشأة. فينبغي*أن لا ننظر إلى الحركة كهيكل تنظيمي ساكن ومتحجر، بل يجب أن نفهمها فى علاقتها بالإطار الذي نشات وتطورت فى داخله منذ عام 1983. *وكذلك، إجراء المراجعات الفكرية الضرورية لمفهوم "السودان الجديد" نفسه، والسعي لإزالة الغموض الذي يكتنف بعض المفاهيم التي ظلت مصاحبة له.

    30.*لا علاقة بين الخلاف المحتدم فى الحركة ورؤية وفكرة مشروع السودان الجديد، فالطرفان متمسكان ومتشبثان بها، كما تنضح به ديباجات كل البيانات المتبادلة بينهما. مع ذلك، كل طرف يتهم الآخر بالنكوص عن هذه الرؤية استناداً على مواقف "سياسية" بحتة. أحد هذه المواقف، أن المؤيدين للرئيس والأمين العام السابقين يعدون أن الإنقلاب على الشرعية الدستورية، وسيطرة واحد فقط من مكونات الحركة على سلطة القيادة، خروج صريح على قيم مشروع السودان الجديد. بينما يري المناصرون للتغيير والقيادة الجديدة أن الرئيس والأمين العام *قد فارقا مشروع السودان سعياً للتسوية وتوفير الهبوط الناعم للنظام الحاكم. وكذلك، يختلف الطرفان سياسياً حول موقع حق تقرير المصير ومدى مطابقته أو تناقضه مع مشروع السودان الجديد وقومية الحركة، كما نوهت أعلاه (24). *

    31.*فى حقيقة الأمر، أن الصراع *الراهن لا يعبر عن خلاف فكري أو أيديولوجي ينهض على حجة قوية، بل هو نزاع حول سلطة قيادة الحركة بغرض تحقيق أهداف سياسية معينة، مع تأكيد كل طرف على المضى قُدماً فى طريق بناء السودان الجديد. حدثان يطعنا فى القول بأنه صراع حول رؤية السُّودان الجديد. أولهما، قادة الحركة "الوحدويين" الذين تولوا *قتال "الإنفصاليين"، تحت شعار السودان الجديد، فى 1983 و1991، هم أنفسهم من تبنوا لاحقاً حق تقرير المصير من أجل الإنفصال. وثانيهما، أن قادة الحركة الشعبية، المروج وصاحب الدعوة، نجحوا فى إستلام سلطة الدولة الجديدة فى الجنوب، باسم المشروع، ليفتتنوا بالسلطة، ويقتتلوا من أجلها، بينما مشروع السودان الجديد قابع فى الموقد الخلفي. وهكذا، فقد ظل مشروع السودان الجديد مجرد رؤية، أو حلم، لم يتم تفصيله فى إستراتيجيات أو سياسات أو برامج ملموسة، كما لم تطور معايير لقياس نتائجها. فطالما بقي مفهوم السودان الجديد مجرداً ونظرياً، فهو لا يعدو أن يكون تعبيراً فضفاضاً يعرفه *كل طرف من منظورٍ مختلفٍ، ويستميت فى الدفاع عن موقفه بحسب منطلقاته السياسية. فمفهوم السُّودان الجديد هو إطار لمشروع قومي يستّهدف بناء دولة المواطنة الحقة والمُستّدامة والقادّرة على إستيعاب المجتمع السوداني بكافة تنويعاته العديدة والمختلفة.

    32.*لا غرو، فالزعيم الراحل، صاحب الفكرة، يقر بدون تنميق للكلمات "يظل مستقبل بلادنا رهناً بإختيارنا لاتجاه جديد، أي ترتيب سياسي جديد، وهو الذي أطلقنا علية عبارة السُّودان الجديد. وهو مفهوم لم تتضح محتوياته وتفاصيله بعد، ولو أنها مبعثرة فى أذهاننا. والتحدي الذي يواجهنا هو أن نجمع سويا هذه الأفكار المبعثرة، وعندئذ يتشكل السودان الجديد، وتتضح محتوياته ومنهجه. هذا هو الدور الصعب". بدوري، أضيف أن هذا ما لم يحدث بعد، لا على صعيد الفكرة ولا على مستوى الممارسة، فيما عدا محاولات جانبها التوفيق، أوردها أدناه (30).*

    33.*ومع ذلك، فإن ما صاحب رؤية السودان الجديد من سوء فهم، وما أكتنفها من غموض ولبس عند البعض، يعود بقدرٍ كبير إلى الخلط بين السودان الجديد كإطار مفهومي والحركة الشعبية كمروج للمشروع وكتنظيم سياسي بادر في لحظة تاريخية معينة، لتحويل الرؤية إلى واقع ملموس. فعدم الإنتماء إلى الحركة الشعبية، بالمعنى التنظيمي، لا يتناقض بأي حالٍ من الأحوالِ مع إعتناق الرؤية أو الإعتقاد فيها. وحقيقة، أجازف بالقول بأن كل المؤمنين بالرؤية هم "حركة شعبية" بيد أنه ليس كل من هو "حركة شعبية" يؤمن بها! (الواثق كمير، السودان الجديد: نحو بناء دولة المواطنة السودانية، سودانتربيون، 30 أكتوبر 2006). *فلكي يصبح مشروع السودان ماركة مسجلة للحركة الشعبية، فعليها وضع بصماتها وبرنامجها الإطاري وملامح إستراتيجياتها وسياساتها، قبل أن تأتي للتفاصيل، بما يميزها عن القوى السياسية الأخرى المُنادية بنفس المشروع: دولة المواطنة السودانية. دشن الزعيم الراحل، جون قرنق، أول خطوة نحو تفصيل المشروع فى برنامج إطاري فى أغسطس 2004، أطلق عليه "الإطار الاستراتيجي للحركة الشعبية للإنتقال من الحرب إلى السلام". وللأسف، فإنه بعد رحيله لم تجد هذه الوثيقة حظاً خلاف الوضع فوق الرف. محاولة أخرى لرسم ملامح برنامج إطاري *تمثلت فى المانيفستو الذي أجازه المؤتمر العام الثاني للحركة فى أغسطس 2008. وكسابقتها، لم تُعّر قيادة الحركة الشعبية الوثيقة أدنى إهتمام، عندما كانت الشريك الأكبر فى السلطة خلال فترة الست سنوات الإنتقالية، ولا بعد أن تسلمت مقاليد الحكم فى الدولة الجديدة.

    34.*لم يكن حق تقرير المصير من المبادئ الأساس لرؤية السودان الجديد.*وهذا ببساطة، ما يفسر عدم ظهوره في أدبيات الحركة إلا بعد 9 سنوات من تأسيسها وفي لحظة تاريخية من العملية السياسية للصراع حول قيادة الحركة، فى أعقاب إنقلاب مجموعة الناصر "النظري"، كما وصفه جون قرنق، فى أواخر أغسطس 1991. فرياك مشار ولام أكول هما من*أقحما هذا المطلب فى أجندة الحركة لخدمة أهدافهما فى الإستيلاء على القيادة بتصوير طرح جون قرنق للسودان الجديد وكأنه يقف ضد إرادة شعب الجنوب (فى الإنفصال). بإلاضافة، فقد شجعهما على ذلك سقوط نظام (مانقستو) فى إثيوبيا، مايو 1991، والتطورات الإقليمية والتي جعلت من الإنفصال هدفا سهل المنال، وأن صعودهما إلى سدة الحكم أضحي ثمرة دان قطافها. علاوة على ذلك، فقد تزامنت هذه الأحداث مع التطورات العالمية ودعوات التقسيم والإنفصال في الإتحاد السوفيتي ويوغسلافيا والصومال واثيوبيا، والتعاطف والدعم الدوليين اللذين حظيت بهما مطالبة الشعوب بحق تقرير المصير.*ووفق تقديرات سياسية دقيقة، لم يكن للزعيم الراحل خيار آخرا واقعي غير أن يمضى إلى الأمام فى طريق تحقيق مشروع السودان، من جهة، وإستيعاب الدعوة لتقرير المصير وتضمينها فى مقررات المؤتمر العام الأول للحركة فى أبريل 1994، من جهة أخرى. ومنذ ذلك الحين، أصبح جون قرنق يطرح حق تقرير المصير بإعتباره وسيلة أو آلية لتحقيق الوحدة الطوعية في ظل بيئة غير مؤاتية وغير عدائية، ولا يتناقض مع هدف الحركة الشعبية في تحقيق سُّودان جديد موحد وديمقراطي.

    35.*ومع ذلك، فمن الأهمية بمكان الإشارة إلى أن الزعيم الراحل كان يدرك جيداً تبعات الدعوة لتقرير المصير على وحدة الحركة، وبالأخص أثرها على قاعدة الحركة الشعبية، وبالأصح الجيش الشعبي، من "الشماليين"، وما ساورهم من هواجس حول صحة قرار إنضمامهم للحركة. فبلغة لا لبس فيها، قال إنه "عندما دعا رياك مشار ومن معه إلى الإنفصال والإستقلال، ثم ذهبوا وكونوا تنظيمهم الذي اسموه حركة إستقلال جنوب السودان، بعض الشماليين فى الحركة الشعبية والجيش الشعبي، مثل ياسر عرمان وآخرون شعروا بأن هذه المفاهيم تهددهم بالخطر. هم كانوا يجادلون ويقولون (نحن إنضممنا إلى الحركة الشعبية وقدمنا تضحيات جسّاماً، والآن نشاهد الناس يسلكون إتجاهاً مختلفاً)! لذلك، جلسنا، خلال شهري نوفمبر وديسمبر 1994، فى مكان يسمى، للمفارقة، جبل أنيانيا (1)، لنبحث عن إجابة للسؤال الذي تم طرحه كالآتي: إذا إنفصل الجنوبيون، فماذا نحن فاعلون؟ خلال هذه الفترة إنبثقت فكرة (لواء السودان الجديد) كإستجابة لهذا الموقف" (جون قرنق فى حوار مع القوي الحديثة، أنظر الواثق كمير، تحرير، جون قرنق: رؤيته للسودان الجديد وإعادة بناء الدولة السودانية). هدفت المبادرة لتشكيل منبر سياسي-عسكري كصيغة للعمل المشترك والتفاعل بين كافة القوي المنادية بتحقيق السودان الجديد، بغرض بناء حركة السودان الجديد السياسية، إلا أنها لم تجد الإستجابة اللازمة وماتت فى مهدها. وهكذا، تحقق ما لم يكن فى حسبان "الشماليين" ممن كان يروادهم الحلم بسُّودان موحد، ولو على أُسس جديدة.

    36.*ثلاث ملاحظات جديرة بالإهتمام فى الحوار، أو الخلاف، حول حق تقرير المصير وسط قواعد الحركة. أولها، أن البعض لا يبدو منزعجاً من المطالبةِ بهذا الحق فى هذا الوقت، بإعتباره موقفا تكتيكيا يهدف الى رفع سقف التفاوض للحصول على الحكم الذاتي. إن صح هذا الزعم فإن إخضاع أمر إستراتيجى ومصيّري، بما تحمله الكلمة من معني، للمقايضة على طاولة المفاوضات، من شأنه أن يشكك فى مصداقية القيادة الجديدة للحركة الشعبية شمال. وثانيها، بعض الداعمين لتقرير المصير يرددون بثقة أن لا علاقة بين الإنفصال وتقرير المصير، وأن ممارسة هذا الحق لن تقود إلى الإنفصال، دون تقديم دفعات مسنودة بالحيثيات والشواهد. فقد ظللت إبتدر مقالاتي، منذ 2006، بأن للحركة هدفان توأم: السُّودان الجديد وتقرير المصير. وبالرغم من تناقضهما البائن، وإحساسي العميق بأن الإنفصال بات أمرًا واقعًا، إلا أنني كنت أحاول صُنع الشربات من الفسيخ، وإحتج بأن ما بين التعبيرين هو مجرد تناقض "ظاهري"، بل وينبغي أن نعد تقرير المصير كمثبت وداعم للوحدة الطوعية. وصدق حدسي فى ما آلت إليه الأمور. فتجربة الجنوب تقيم دليلاً وتقدم شاهداً لما تفضي له "ممارسة" حق تقرير المصير، يصعب معها تصديق مقولة أن "لا علاقة بين تقرير المصير والإنفصال"، وإن جاءت نتيجة ممارسته فى كوبيك، مثلا، لصالح وحدة كندا. فهذه نقرة وتلك نقرة أخرى.

    اعتبارات منهجية

    37.*وثالث الملاحظات، ما ورد من إشارات فى ثنايا حوارات القواعد تفيد بتضمين حق تقرير المصير فى مانيفستو الحركة الشعبية 2008، يمثل نصف الحقيقة. فوثيقة المانيفستو، التي صادف أن كلفت بصياغتها، بصفتي نائبا لرئيس لجنة إعداد المانيفستو، لم تتعرض لتقرير المصير كهدف أو مبدأ، ولم تفرد له المسودة أي عنوان، ولو كان جانبياً. بل، تمت الإشارة إليه مرة واحدة *فى معرض تحليل تحديات وتناقضات النضال من أجل السودان الجديد، فى أعقاب الإنقسام فى 1991، وإقتراب المؤتمر الأول فى 1994 من، معالجة موضوع تقرير المصير (الفقرة II.3.5، مانيفستو 2008). وفوق ذلك كله، لم يكن تقرير المصير أحد المرتكزات النظرية الخمسة لرؤية السودان، التي طرحها المانيفستو وأجازها المؤتمر العام الثاني فى 2008، بالوقوف تصفيقاً، وهي: 1/ تطوير هوية "سوداناوية" تعكس طبيعة السودان التعددية والمتنوعة عرقياً وإثنياً وثقافياً، 2/ تأسيس وحدة البلاد على (أسس جديدة) من المجموع الكلي للعناصر التي تشكل جميعها التنوع **التاريخي والمعاصر للسودان، 3/ إعادة هيكلة السلطة في المركز وتعزيز لامركزية السلطة، 4/ إقامة نظام حكم ديموقراطى تكون فيه المساواة والحرية والعدالة الإقتصادية والإجتماعية واقعاً ملموساً يعيشه الناس، و5/ صياغة نمط للنمو المتكافئ والتنمية المستدامة بيئيا.

    38.*لم تكن الحركة الشعبية فى يوم حركة "قومية" أو "ديمقراطية". وذلك، بمعايير إنتقال سلطة القيادة سلمياً عن طريق الإنتخاب، والتمثيل المتساوي والمشاركة الفاعلة لكافة مكوناتها فى سلطة إتخاذ القرار، خاصة "الشماليين"، أو "قطاع الشمال" لاحقاً، ربما إلا خلال الفترة الإنتقالية، بالرغم من أنها كانت مشاركة رمزية بدون أي قيمة مضافة. فالحركة الشعبية أصلاً نشأت كتنظيم عسكري، بعد معارك بور والبيبور وأيود، وتحالف الوحدات العسكرية في القياديتين الجنوبية والشمالية وتكوين الجيش الشعبي لتحرير السودان، فىى16 مايو 1983. ومن المهم التنبيه هنا إلى أنه منذ بداية الحركة وحتى النصف الثانى من تسعينيات القرن الماضى كان إجراء التدريب العسكرى والإلتحاق بالجيش الشعبى هو الشرط الأساس للانضمام إلى الحركة، والتي كانت كياناً جنوبياً صرفاً ساعة التكوين خلال السنوات الأولي. وذلك إلى أن التحق المقاتلون من جنوب كردفان وجنوب النيل الأزرق بالجيش الشعبي، فى النصف الثاني من الثمانينات، ثم تبعهم نفر قليل من بقية أنحاء السُّودان الشمالى. وهكذا، كانت المؤسسة الوحيدة *لإتخاذ القرار فى الحركة هي "القيادة السياسية-العسكرية العليا"، التي يقتصر التمثيل فيها على القيادات العسكرية من أقاليم الجنوب الثلاثة، كل بحسب ثقل قاعدته القبلية، ولاحقاً ممثل واحد لكل من القوات المنضوية للجيش الشعبي من المنطقتين. لذلك، جاء التمثيل فى المؤتمر الأول العام، فى 1994، على نفس الشاكلة، مع مشاركة ضئيلة ل"الشماليين" ممن التحق بالجيش الشعبي/ الحركة الشعبية حينئذ. وحتى بالنسبة للمنطقتين، فقد أقر المؤتمر تكوين مجلس التحرير القومي من 183 عضواً، بينهم أربعة فقط من جنوب كردفان، وممثل واحد فقط من جنوب النيل الأزرق. إذن، لم يكن للشماليين، وأبناء المنطقتين، مكان من الإعراب فى مؤسسات وسلطة إتخاذ القرار فى الحركة، إلا ربما خلال الفترة الإنتقالية التي تلت التوقيع على إتفاقية السلام الشامل، ومن ثم تأسيس "قطاع الشمال"، ومشاركة مندوبيه فى إجتماعات مجلس التحرير القومي، والمكتب السياسي للحركة.

    39.*ومع ذلك،*وبالرغم من هذه المشاركة لقطاع الشمال والمنطقتين، لم يكن لهم نفوذ يذكر فى صناعة القرار على مستوى القيادة، خاصة وأن أجندة وأولويات الحركة كانت "جنوبية" الهوى، وعلى رأسها التمهيد لإنفصال سلس، وما على ممثلي قطاع الشمال والمنطقتين إلا البصم على القرارات. بل، وهم مطالبون بالدفاع عنها والتصدي للمنتقدين، فى ظل هجمة ملحوظة ضد قطاع الشمال، من قبل قيادات نافذة فى الحركة. أما المؤتمر الثانى للحركة (مايو 2008)، فقد شكل فرصة طال إنتظارها وظلت قواعد الحركة تهفو إليها للمشاركة في حوارٍ جادٍ وشفاف حول القضايا المصّيرية المُرتبطة بتطور الحركة وإنتقالها من تنظيم مُسلح إلى حركة سياسية ديمقراطية. ولكن، جاءت الرياح بما لا تشتهى *السفن، وخاب ظن المؤتمرين في أجندة المؤتمر ونتائجه. فمن جهة، نجح المؤتمر في حسَّم الصِّراع على سُلطة قيادة الحركة بصورةٍ ودية وديمقراطية، والحفاظ على وحدة الحركة وتماسك قيادتها، ولو أن التطورات اللآحقة، بعد الوصول إلى سلطة الدولة الجديدة، قد أثبتت مدي هشاشة هذا التماسك، فتفرقت القيادة أيدي سبأ. ومن جهة أخرى، لم تتطرق مداولات المؤتمر لهذه القضايا الحيوية، كما لم تطرق على قضية بناء هذه الحركة السياسية، فأستحق المؤتمر بجدارة وصف "مؤتمر الفرصة المُهدرة". ولم يخيِّب قطاع الشمال ظن المناوئين له، فأخفقت قيادته في الإستفادة من الفرصة التي وفرتها الإنتخابات العامة في التسلح بأصوات الناخبين، طالما لم يتسنَّ للشماليين التسلح بالذخائر الحيَّة، فأضحوا خارج مؤسَّسات الدولة التشريعية والتنفيذية، مما أضعف وضع القطاع في منظومة الحركة وحجم نفوذه تماماً.

    40.*إستدعت حوارات القواعد معادلة "المركز والهامش"، وما يشار إليه ب "منهج التحليل الثقافي" فى معرض التطرق لرؤية السودان الجديد. ودون الخوض فى جدل نظري، إكتفى بالإشارة إلى أن صاحب الرؤية، الزعيم الراحل، لم يُستخدم أيا من هذين المفهومين فى تشخيصه للمشّكلة السُّودانية، ولم يشّر لهما فى أي منهما فى خطاباته ومحاضراته (أنظر، الواثق كمير، تحرير، جون قرنق: رؤيته للسودان الجديد وإعادة بناء الدولة السودانية، المكتبة الوطنية، الخرطوم، 2005). فمفهوم السودان الجديد لا ينطوي بأي حال على مضامين عرقية أو عنصرية أو إنفصالية، كما أنه *أكثر شمولاً لمقاربة المشكلة السودانية، ولفهم النزاع السودان، متجاوزاً *ثنائية المركز والهامش. وقد نقل هذا المفهوم النقاش والحوار من التركيز على الأقليم والعرق والدين إلى قضايا المواطنة. فالتضاد بين المركز والهامش لا يعنى، بأى حال من الأحوال، أن يفضى الصراع إلى القضاء على المركز أو إضعاف سلطته، فالمشكلة ليس فى وجود المركز بل فى طبيعة سلطة المركز، وطبيعة العلاقة بينه وبين الهامش أو الأقاليم بمقدار السلطات الممنوحة لهذه الأقاليم، فلا يمكن لأي دولة أن تقوم بمهامها الأساسية، وأن تحافظ على استقرارها وبسط سيادتها، بدون مركز قوي شريطة أن تشارك فيه كل القوى السياسية والقوميات المختلفة. ومن ركائز مشروع السودان الجديد، 1) إعادة هيكلة السلطة المركزية بصورة تضع في الإعتبار مصالح كل السودانيين، خصوصاً في المناطق المهمشة، والمجموعات الإقتصادية والإجتماعية الفقيرة والمستضعفة، و2) لامركزية السلطة وذلك بإعادة تنظيم علاقة السلطة بين المركز في الخرطوم والأقاليم وذلك بمنح سلطات أوسع لهذه الأقاليم، وأين ومتى ما كان ذلك ضرورياً، الحكم الذاتي الكامل (مانيفستو الحركة الشعبية، مايو 2008). *

    41.*بالنسبة التحالفات، فقد ظلت الحركة الشعبية دوماً حريصة على التفاعل وخلق صلات مع مختلف القوى السياسية والإجتماعية في الشمال، منذ بداية النصف الثاني من الثمانيات. ولعبت الحركة *دوراً محورياً *في جمع هذه القوى في وقت مبكر في كوكادام (إثيوبيا)، وتحديدا في مارس 1985، ولم يمض عامان على تأسيسها. وهكذا، فقد أقامت الحركة الشعبية تحالفات مع جميع القوى السياسية الحديثة والتقليدية، بغرض المضي قدماً بعملية البناء الوطني. توجت الحركة هذه التحالفات بعضوية فاعلة في التجمع الوطني الديمقراطي، والذي تبوأ قائدها رئاسة قواته، كما أسهم رئيس الحركة الراحل بفعالية مشهودة فى توقيع قوى التجمع على إتفاقية القاهرة مع الحكومة السودانية، فى يونيو 2005. للمفارقة، كان الزعيم الراحل، جون قرنق، يفضل التحالف مع القوى السياسية "التقليدية"، على الإئتلاف مع القوى "الحديثة". فقد طرح على قوى التغيير فى الشمال، بعد فشل مبادرة "لواء السودان الجديد"، خيار العمل فى إطار التجمع كتحالف عريض ومفتوح، يوفر مكاناً لكل قوى السودان الجديد فى طريق بناء هذا السودان، خاصة وأن بعض أقسام هذه القوى كان يسعى لإقامة تحالف إستراتيجي مع الحركة وإقصاء وإستبعاد القوى "التقليدية"، وهو توجه وصفه الزعيم الراحل بأنه محفوف بالمخاطر. وعلى حد تعبيره "فقد يقدر المرء إستياء هذه القوى من بطء حركة التجمع الوطني الديموقراطي، ولكن يجب أن يؤخذ التجمع كتنظيم واسع وفضفاض، ولكنه يتحرك كالجبل، *فإذا تحرك لمسافة مليمتر فى الإتجاه الصحيح، فإن ذلك يمثل انجازاً لايُستهان به.

    42.*ومن ناحية أخرى، فإن قوى الريف والحركة الشعبية لا تعرف الكثير عن هذه القوى "الحديثة"، إلا من خلال تعريفها الذاتي لنفسها كقوى "ديموقراطية" و"تقدمية"، مما يجرد التحالف المطروح من شروطه الموضوعية وضروراته الواقعية" (الواثق كمير، 2005، نفس المصدر، ص. 56). وفى رأيي أن حرص زعيم الحركة الشعبية الراحل على التحالف مع القوى السياسية الشمالية، خاصة القوى التقليدية، لم يكن فقط من أجل تحقيق هدف التجمع الرامي إلى إزالة النظام وتنصيب نفسه بديلاً، بل لحشد سند ودعم هذه القوى، كشرط لازم وضروري لممارسة حق تقرير المصير عن طريق الإستفتاء. وبالفعل، هذا هو ما وقع. *
























                  

العنوان الكاتب Date
أين أوصلتنا الحركة الشعبية شمال ؟ بقلم نور تاور نور تاور07-31-17, 02:22 PM
  Re: أين أوصلتنا الحركة الشعبية شمال ؟ بقلم نو� nour tawir07-31-17, 02:58 PM
    Re: أين أوصلتنا الحركة الشعبية شمال ؟ بقلم نو� nour tawir07-31-17, 03:13 PM
      Re: أين أوصلتنا الحركة الشعبية شمال ؟ بقلم نو� nour tawir07-31-17, 03:15 PM
        Re: أين أوصلتنا الحركة الشعبية شمال ؟ بقلم نو� nour tawir07-31-17, 03:21 PM
          Re: أين أوصلتنا الحركة الشعبية شمال ؟ بقلم نو� nour tawir07-31-17, 03:22 PM
            Re: أين أوصلتنا الحركة الشعبية شمال ؟ بقلم نو� nour tawir07-31-17, 03:27 PM
              Re: أين أوصلتنا الحركة الشعبية شمال ؟ بقلم نو� nour tawir07-31-17, 03:30 PM
                Re: أين أوصلتنا الحركة الشعبية شمال ؟ بقلم نو� nour tawir07-31-17, 03:33 PM
                  Re: أين أوصلتنا الحركة الشعبية شمال ؟ بقلم نو� nour tawir07-31-17, 03:40 PM
  Re: أين أوصلتنا الحركة الشعبية شمال ؟ بقلم نو� الفتاح 07-31-17, 10:15 PM
    Re: أين أوصلتنا الحركة الشعبية شمال ؟ بقلم نو� Biraima M Adam08-01-17, 04:51 AM
      Re: أين أوصلتنا الحركة الشعبية شمال ؟ بقلم نو� nour tawir08-01-17, 10:58 AM
        Re: أين أوصلتنا الحركة الشعبية شمال ؟ بقلم نو� الفتاح 08-01-17, 02:28 PM
          Re: أين أوصلتنا الحركة الشعبية شمال ؟ بقلم نو� nour tawir08-02-17, 09:28 AM
            Re: أين أوصلتنا الحركة الشعبية شمال ؟ بقلم نو� nour tawir08-02-17, 11:00 AM
              Re: أين أوصلتنا الحركة الشعبية شمال ؟ بقلم نو� غواصة القش المقدودو 08-02-17, 11:22 AM
              Re: أين أوصلتنا الحركة الشعبية شمال ؟ بقلم نو� الفتاح 08-02-17, 02:27 PM
                Re: أين أوصلتنا الحركة الشعبية شمال ؟ بقلم نو� nour tawir08-02-17, 05:08 PM
                  Re: أين أوصلتنا الحركة الشعبية شمال ؟ بقلم نو� nour tawir08-02-17, 05:33 PM
                    Re: أين أوصلتنا الحركة الشعبية شمال ؟ بقلم نو� الفتاح 08-02-17, 07:39 PM
                      Re: أين أوصلتنا الحركة الشعبية شمال ؟ بقلم نو� nour tawir08-03-17, 02:19 PM
                        Re: أين أوصلتنا الحركة الشعبية شمال ؟ بقلم نو� nour tawir08-07-17, 09:53 AM
                          Re: أين أوصلتنا الحركة الشعبية شمال ؟ بقلم نو� nour tawir08-07-17, 09:56 AM
                            Re: أين أوصلتنا الحركة الشعبية شمال ؟ بقلم نو� nour tawir08-07-17, 09:59 AM
                              Re: أين أوصلتنا الحركة الشعبية شمال ؟ بقلم نو� nour tawir08-07-17, 10:02 AM
  Re: أين أوصلتنا الحركة الشعبية شمال ؟ بقلم نو� الفتاح 08-08-17, 04:29 AM
    Re: أين أوصلتنا الحركة الشعبية شمال ؟ بقلم نو� nour tawir08-08-17, 05:19 AM
      Re: أين أوصلتنا الحركة الشعبية شمال ؟ بقلم نو� الفتاح 08-08-17, 05:38 PM
        Re: أين أوصلتنا الحركة الشعبية شمال ؟ بقلم نو� nour tawir08-09-17, 10:27 AM
          Re: أين أوصلتنا الحركة الشعبية شمال ؟ بقلم نو� nour tawir08-11-17, 11:03 AM
            Re: أين أوصلتنا الحركة الشعبية شمال ؟ بقلم نو� الفتاح 08-11-17, 02:28 PM
              Re: أين أوصلتنا الحركة الشعبية شمال ؟ بقلم نو� nour tawir08-11-17, 05:41 PM
                Re: أين أوصلتنا الحركة الشعبية شمال ؟ بقلم نو� الفتاح 08-12-17, 03:33 AM
                  Re: أين أوصلتنا الحركة الشعبية شمال ؟ بقلم نو� nour tawir08-12-17, 09:54 AM
                    Re: أين أوصلتنا الحركة الشعبية شمال ؟ بقلم نو� الفتاح 08-14-17, 01:13 AM
                      Re: أين أوصلتنا الحركة الشعبية شمال ؟ بقلم نو� nour tawir08-14-17, 10:18 AM
                        Re: أين أوصلتنا الحركة الشعبية شمال ؟ بقلم نو� nour tawir08-14-17, 10:30 AM
                          Re: أين أوصلتنا الحركة الشعبية شمال ؟ بقلم نو� nour tawir08-14-17, 11:20 AM
                            Re: أين أوصلتنا الحركة الشعبية شمال ؟ بقلم نو� nour tawir08-14-17, 11:34 AM
                              Re: أين أوصلتنا الحركة الشعبية شمال ؟ بقلم نو� nour tawir08-14-17, 02:55 PM
  Re: أين أوصلتنا الحركة الشعبية شمال ؟ بقلم نو� الفتاح 08-15-17, 02:06 AM
  Re: أين أوصلتنا الحركة الشعبية شمال ؟ بقلم نو� الفتاح 08-15-17, 02:19 AM
  Re: أين أوصلتنا الحركة الشعبية شمال ؟ بقلم نو� الفتاح 08-15-17, 02:40 AM
    Re: أين أوصلتنا الحركة الشعبية شمال ؟ بقلم نو� nour tawir08-15-17, 08:52 AM
      Re: أين أوصلتنا الحركة الشعبية شمال ؟ بقلم نو� nour tawir08-15-17, 08:54 AM
        Re: أين أوصلتنا الحركة الشعبية شمال ؟ بقلم نو� nour tawir08-15-17, 08:56 AM
          Re: أين أوصلتنا الحركة الشعبية شمال ؟ بقلم نو� nour tawir08-15-17, 03:54 PM
            Re: أين أوصلتنا الحركة الشعبية شمال ؟ بقلم نو� الفتاح 08-15-17, 06:06 PM
              Re: أين أوصلتنا الحركة الشعبية شمال ؟ بقلم نو� nour tawir08-16-17, 11:10 AM
                Re: أين أوصلتنا الحركة الشعبية شمال ؟ بقلم نو� الفتاح 08-18-17, 03:44 AM
                  Re: أين أوصلتنا الحركة الشعبية شمال ؟ بقلم نو� nour tawir08-18-17, 08:36 AM
                    Re: أين أوصلتنا الحركة الشعبية شمال ؟ بقلم نو� nour tawir08-18-17, 08:41 AM
                      Re: أين أوصلتنا الحركة الشعبية شمال ؟ بقلم نو� nour tawir08-18-17, 09:12 AM
                      Re: أين أوصلتنا الحركة الشعبية شمال ؟ بقلم نو� وراءك و الزمن طويل 08-18-17, 09:34 AM
                      Re: أين أوصلتنا الحركة الشعبية شمال ؟ بقلم نو� وراءك و الزمن طويل 08-18-17, 09:52 AM
                        Re: أين أوصلتنا الحركة الشعبية شمال ؟ بقلم نو� nour tawir08-18-17, 10:13 AM
                          Re: أين أوصلتنا الحركة الشعبية شمال ؟ بقلم نو� وراءك و الزمن طويل 08-18-17, 12:59 PM
                            Re: أين أوصلتنا الحركة الشعبية شمال ؟ بقلم نو� دستور فكوا ليها البخو 08-18-17, 03:56 PM
                              Re: أين أوصلتنا الحركة الشعبية شمال ؟ بقلم نو� nour tawir08-18-17, 06:01 PM
                                Re: أين أوصلتنا الحركة الشعبية شمال ؟ بقلم نو� nour tawir08-18-17, 06:22 PM
                                  Re: أين أوصلتنا الحركة الشعبية شمال ؟ بقلم نو� nour tawir08-18-17, 06:28 PM
                                    Re: أين أوصلتنا الحركة الشعبية شمال ؟ بقلم نو� nour tawir08-19-17, 10:43 AM
                                      Re: أين أوصلتنا الحركة الشعبية شمال ؟ بقلم نو� nour tawir08-19-17, 10:44 AM
                                        Re: أين أوصلتنا الحركة الشعبية شمال ؟ بقلم نو� nour tawir08-19-17, 10:45 AM
                                          Re: أين أوصلتنا الحركة الشعبية شمال ؟ بقلم نو� nour tawir08-19-17, 10:46 AM
                                            Re: أين أوصلتنا الحركة الشعبية شمال ؟ بقلم نو� nour tawir08-19-17, 10:48 AM
                                              Re: أين أوصلتنا الحركة الشعبية شمال ؟ بقلم نو� nour tawir08-19-17, 10:49 AM
                                                Re: أين أوصلتنا الحركة الشعبية شمال ؟ بقلم نو� nour tawir08-19-17, 10:51 AM
                                                  Re: أين أوصلتنا الحركة الشعبية شمال ؟ بقلم نو� nour tawir08-19-17, 10:54 AM
                                                    Re: أين أوصلتنا الحركة الشعبية شمال ؟ بقلم نو� nour tawir08-19-17, 10:56 AM
                                                      Re: أين أوصلتنا الحركة الشعبية شمال ؟ بقلم نو� nour tawir08-19-17, 10:57 AM
                                                        Re: أين أوصلتنا الحركة الشعبية شمال ؟ بقلم نو� nour tawir08-19-17, 10:59 AM
                                                          Re: أين أوصلتنا الحركة الشعبية شمال ؟ بقلم نو� nour tawir08-19-17, 11:01 AM
                                                            Re: أين أوصلتنا الحركة الشعبية شمال ؟ بقلم نو� nour tawir08-19-17, 11:03 AM
                                                              Re: أين أوصلتنا الحركة الشعبية شمال ؟ بقلم نو� nour tawir08-19-17, 11:05 AM
                                                                Re: أين أوصلتنا الحركة الشعبية شمال ؟ بقلم نو� nour tawir08-19-17, 11:06 AM
                                                                  Re: أين أوصلتنا الحركة الشعبية شمال ؟ بقلم نو� nour tawir08-19-17, 11:08 AM
                                                                    Re: أين أوصلتنا الحركة الشعبية شمال ؟ بقلم نو� nour tawir08-19-17, 11:11 AM
                                                                      Re: أين أوصلتنا الحركة الشعبية شمال ؟ بقلم نو� nour tawir08-20-17, 06:00 PM
                                                                        Re: أين أوصلتنا الحركة الشعبية شمال ؟ بقلم نو� nour tawir08-20-17, 06:05 PM
                                                                          Re: أين أوصلتنا الحركة الشعبية شمال ؟ بقلم نو� nour tawir08-20-17, 06:07 PM
                                                                            Re: أين أوصلتنا الحركة الشعبية شمال ؟ بقلم نو� nour tawir08-21-17, 07:46 AM
                                                                              Re: أين أوصلتنا الحركة الشعبية شمال ؟ بقلم نو� nour tawir08-21-17, 09:23 AM
                                                                                Re: أين أوصلتنا الحركة الشعبية شمال ؟ بقلم نو� الفتاح 08-22-17, 01:55 AM
                                                                                  Re: أين أوصلتنا الحركة الشعبية شمال ؟ بقلم نو� nour tawir08-22-17, 10:09 AM
                                                                                    Re: أين أوصلتنا الحركة الشعبية شمال ؟ بقلم نو� الفتاح 08-22-17, 02:23 PM
                                                                                      Re: أين أوصلتنا الحركة الشعبية شمال ؟ بقلم نو� nour tawir08-23-17, 09:19 AM
                                                                                        Re: أين أوصلتنا الحركة الشعبية شمال ؟ بقلم نو� nour tawir08-23-17, 01:36 PM
                                                                                        Re: أين أوصلتنا الحركة الشعبية شمال ؟ بقلم نو� الفتاح 08-24-17, 05:30 AM
                                                                                          Re: أين أوصلتنا الحركة الشعبية شمال ؟ بقلم نو� nour tawir08-24-17, 08:15 AM
                                                                                            Re: أين أوصلتنا الحركة الشعبية شمال ؟ بقلم نو� وراءك و الزمن طويل 08-24-17, 09:57 AM
                                                                                              Re: أين أوصلتنا الحركة الشعبية شمال ؟ بقلم نو� nour tawir08-24-17, 10:10 AM
                                                                                                Re: أين أوصلتنا الحركة الشعبية شمال ؟ بقلم نو� nour tawir08-25-17, 10:04 AM
                                                                                                  Re: أين أوصلتنا الحركة الشعبية شمال ؟ بقلم نو� nour tawir08-25-17, 11:46 AM
                                                                                                  Re: أين أوصلتنا الحركة الشعبية شمال ؟ بقلم نو� الفتاح 08-25-17, 11:46 AM
                                                                                                    Re: أين أوصلتنا الحركة الشعبية شمال ؟ بقلم نو� nour tawir08-26-17, 11:09 AM
                                                                                                      Re: أين أوصلتنا الحركة الشعبية شمال ؟ بقلم نو� الفتاح 08-26-17, 05:53 PM
                                                                                                        Re: أين أوصلتنا الحركة الشعبية شمال ؟ بقلم نو� nour tawir08-28-17, 09:50 AM
                                                                                                          Re: أين أوصلتنا الحركة الشعبية شمال ؟ بقلم نو� الفتاح 08-28-17, 02:21 PM
                                                                                                            Re: أين أوصلتنا الحركة الشعبية شمال ؟ بقلم نو� nour tawir08-31-17, 10:45 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de