|
الخطير في حرب الأسافير بقلم خلود دفع الله
|
01:28 PM July, 14 2017 سودانيز اون لاين خلود دفع الله الحسن-Sudan مكتبتى رابط مختصر تصبح السياسة أشرس أعداء المجتمعات حين يحاول ممارسوها والباحثون عن السلطة تفكيك المجتمع بشكل يتوافق ومصالحهم السلطوية. فحين يعتقد الباحث عن السلطة أن أغلبية الذين يستهدفهم بخطابه ينتمون إلى دين أو قومية محددة يبدأ باستغلال ذلك الدين أو العرق بالحديث عن مظالمه التاريخية وتحويل أي مخالف له في الرأي إلى عدو مباشر لذلك الدين أو العرق. وحينها يتحول الخلاف من خلاف سياسي إلى عنصرية دينية أو عرقية صرفة قد تتحول إلى حرب عرقية مثلما حدث بين التوتسي والهوتو في راوندا, أو دينية كما حدث في السودان إبان حرب الجنوب. ومثل هذا لا يحدث إلا في حال افتقار الطرف الذي يثير النعرات العرقية أو الدينية لأي برنامج سياسي مقنع. هذا النموذج رأيناه بوضوح في ممارسات المؤتمر الوطني منذ استيلائه على السلطة, ما جعل حقبتهفي رأي معظم السودانيين النقطة الأكثر سوادًا في تاريخ البلاد. هذا ليس مستغرَبًا من نظام مفلس في الفكر والبرامج السياسية, والتخطيط, وفي كل شيء, لكنه يكون مستغربًا ومرفوضًا حين يصبح خطابًا تتبناه بعض القوى التي تناضل أصلاً لإزالة هذا النظام. فالمتتّبع لما يُكتب وما يقال حول الانقسام الفاجع للحركة الشعبية يرى أن أخطر ما في ذلك الانقسام هو استغلال بعض الأشخاص لانتماء الأمين العام للحركة إلى الشمال النيلي, وإيهام أبناء جبال النوبة بأنه كان يمارس استعلاءًا عرقيًا بحقهم. والمؤسف أن العزف على ذلك الوتر الحساس والهش أدى إلى تأّثُر بعض أصحاب الثقافة الواسعة والمستوى الأكاديمي الرفيع من أبناء جبال النوبة واقتناعهم بضرورة ذلك الانقسام ليس كنتيجة لخلاف سياسي ولكن كانتصار للمظالم القومية التي يراد لهم أن يظلوا تحت تأثيرها. في الواقع إن العودة لاستخدام مصطلحات ك(ممارسة الاستعباد, والاسترقاق) هي ارتداد بالأذهان إلى مرحلة تجاوزتها الإنسانية وتجاوزها السودانيون, كما إن الانتصار لمواقف سياسية معينة, أو لقيادات سياسية يجب أن لا يكون ثمنه العبث بكرامة الشعوب وإنسانيتها وإيهامها بأن من حق أحد أن يسترّقها أو يستعبدها. على أصحاب الأقلام الواثقة من كلا الطرفين أن لا تحّول الصراع السياسي إلى صراع عنصري, كي لا يتحّول اسم الحركة الشعبية من اسم كان مبعثًا للآمال لدى قطاعات واسعة من أبناء السودان إلى مصدر لإثارة العنصرية التي كانت محاربتها سببًا رئيسيًا في قيام الحركة. فالانقسامات السياسية واختلاف الآراء واستبدال القيادات بقيادات أخرى كلها أمور واردة, لكن غير الوارد وغير المقبول هو العبث بعواطف الشعوب فشعوب السودان كلها عزيزة وقوية وتعرف جيدًا كيف تدافع عن حقوقهها, وليست الحركات والتنظيمات سوى آليات تصنعها الشعوب لاسترداد حقوقها.
خلود دفع الله.
|
|
|
|
|
|