يوميات سارق نحاس: ذهب المضطر نحاس (1-2) بقلم عبد الله على إبراهيم

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-27-2024, 01:35 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
05-23-2017, 03:34 PM

عبدالله علي إبراهيم
<aعبدالله علي إبراهيم
تاريخ التسجيل: 12-09-2013
مجموع المشاركات: 1956

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
يوميات سارق نحاس: ذهب المضطر نحاس (1-2) بقلم عبد الله على إبراهيم

    03:34 PM May, 23 2017

    سودانيز اون لاين
    عبدالله علي إبراهيم-Missouri-USA
    مكتبتى
    رابط مختصر









    أصابتني عدوى حمى تعدين النحاس في صبينتي في منتصف الخمسينات بحلة التمرجية بالداخلة الجديدة بمدينة عطبرة. وقد سرت هذه الحمى في جيلي نهرول من لسعها إلى الحفر التي من خلف مستشفى المدينة كلما أطل قطر نفايات ورش السكة حديد بعد ظهر كل جمعة ليرمي بأثقاله في تلك الحفر بغية ردمها. وكان تعديننا للمعدن النفيس يلوثنا ولا نعود منه إلا بحصيلة لا تثمن ولا تغني من جوع متى بعناه لتجار المعدن بالحي مثل بكري وود بدق. ثم اكتشفت ضمن عصبة من الأصدقاء أن بوسعنا الحصول على النحاس بغير عناء تعدينه من تلك الحفر العصيبة. فأخذنا نسرقه من مظانه.

    كانت السكة حديد هدفاً للحرامية. واشتهرت سرقة البوهية في ورشة النقاشين. وحكى لي الأخ وراق طه عن زميل لهم نقاش من المولدين (من ذوي الأصول المصرية) قبضوا عليه يحمل في عمود فطوره بوهية بيضاء. فما كان منه إلا أن اخذ شئياً منها بأصبعه وراح يذوقها بلسانه قائلاً: "والله مِش يا شاويش. والنبي تضوقو حتى." ولا أعرف كيف جازى الشاويش هذا اللص الظريف. وأكثر السرقة كانت لأزيار القاطرات البهية الملساء بلونها البيجي الصقيل، وللفلنكة وهي قطع الخشب المستطيلة المسندة التي توضع من تحت الخط الحديدي فتحفظ قوامه. وكانت سرقة هاتين المادتين مما ابتلى الله بهما عماً لنا عٌرف في مستقبل الأيام ب "عم بحري" لأنه هو الذي جاء للدنيا بوظيفة القومسينجي للتاكسي وابتدع صيحة "بحري نفر". رحمه الله. كان ضاربها برطوش بمتع محدودة دقيقة ومكررة.

    ولو لم يكن الصبا حالة تستعلي على النصح لامتنعت عن السرقة بالكلية. فما زلت اذكر يوم أخذني الوالد إلى حراسة بوليس السكة حديد بمبنى رئاسة شرطة مديرية النيل الحالية لفك العم بالضمان بعد واحدة من تعدياته على السكة حديد والقانون. وكان الوالد يحب ابن عمه ويريد له الخير. وكان يشترى له أقفاص البرتقال المصري ليبيعها ليكسب حلالاً. وما أجدى ذلك. فقد كان عمي "يموت" بمال البرتقال ويعود إلى عشقه الخطر لفلنكة السكة الحديد. وسيجد قارئ مسرحيتي " السكة الحديد قربت المسافات. . . وكثيراً" أنني استوحيت شخصية "عتيمين " من حياة هذا العم الواقعية جداً والمجازفة والماكرة بما في ذلك مشاركته في الحرب على الجبهة الحبشية في الحرب العالمية الثانية. ومن غرائب الصدف انني كنت في منتصف السبعينات متخفياً من عين الأمن الساهرة على الشيوعيين بمنزل بالديوم الشرقية. وكنت أكتب أيامها فصول مسرحية "السكة الحديد" فإذا بي أسمع صوت عم بحري بنداءاته المميزة في الشارع وقد عاج إلى خمارة الديوم وعاد منها شبعاناً جداً. ولم أدر ما أفعل. هذا صوت عمي في الشارع وهذا وحيه على الورق. رحمه الله. كان ضاربها جزمة.

    ولم انتصح دون سرقة النحاس وقد رأيت حراسة البوليس عياناً بياناً. وربما قال القائل إن الصبي يظن السجن للرجال ممن هم أكبر. ولكننا كنا نعرف جيداً أن مصير المنحرفين ممن في عمرنا هو الإصلاحية. وكنا نعرف بالاسم من مر بمدرستها. صفوة القول إننا ربما كنا "نلعب" على كرت أننا أذكى من أن نقع في قبضة البوليس. ولم يكن هذا مجرد تذاك منا. فقد أعددنا سرقاتنا بذكاء ما زلت أدهش له. لم نترك فرجة للفشل أو مدخلاًً للشرطة أو باباً للإصلاحية. وقد تميزنا بالذات بحكمة في توقيت للسرقة لا يخر موية. فقد حدثتكم عن كيف اخترنا لسرقة نحاس جارنا تاجر الحلة ود الحسين وقت القيلولة بعد صفارة الساعة الثانية وغداء المدينة المتعبة. وهو وقت الموت الأصغر للمدينة.




    أبرز عناوين سودانيز اون لاين صباح اليوم الموافق 23 مايو 2017

    اخبار و بيانات

  • الجبهة الثورية السودانية تعلن جاهزيتها لرد اى عدوان علي دارفور او المنطقتين
  • الإمام الصادق المهدي ينعي الحبيب الانصاري حمزة عوض
  • أبوعبيدة الخليفة: الهجوم علي مناطق قواتنا في دارفور خرق لوقف العدائيات وعدم إلتزام بالعهود والمواثي
  • كاركاتير اليوم الموافق 22 مايو 2017 للفنان عمر دفع الله


اراء و مقالات

  • مآل المقاتلين عصبية بقلم د. عارف الركابي
  • الرياض.. واشنطون بقلم إسحق فضل الله
  • الرئيس يستعين بصديق..!! بقلم عبد الباقي الظافر
  • الله يستر!! بقلم صلاح الدين عووضة
  • الإسلاميون ومشكلة الجنوب! بقلم الطيب مصطفى
  • تبلغ رواتب الدستوريين حوالي 67 مليار جنيه سنوياً يا منافق !! بقلم عثمان محمد حسن
  • ووظائف ووظائف ووظائف بقلم د.أنور شمبال
  • آمال وآلام جوَّية .. !! بقلم هيثم الفضل

    المنبر العام

  • في نيماية وعشيراية وعسيلاية: ردينا على رسائل الجنوب وليبيا بعشرة امثالها...؟!
  • هذا الخطاب👇كتبه جعفر بانقا معتمد شندي السابق.
  • اين انتم يااطباء السودان؟؟؟؟؟؟؟
  • و تبين انهم لم ياتو لحوار بل اتو لاجندة اخري فرانكلي وود الباوقة و المسلمي مثالا التجاهل التجاهل
  • المصرين ديل بتاعين محن !
  • البشير يوجه اتهاماً مباشراً الى مصر بدعم مسلحي دارفور
  • إنتحار الحركات المسلحة
  • أرطغرل بن سليمان شاه ...(النهوض - القيامة ) رائعة الكاتب التركي محمد بوزداغ
  • حينما طالبت بمياه شرب صحية .. اسهالات و "كوليرا" ولاية النيل الابيض ... !!
  • ثلاثي الحرب والجوع والمرض يفتك بمواطني جنوب السودان: أطباء بلاحدود تحذر من الكوليرا
  • نيالا , الدجاجة التي احتضنت بيض الأفاعي ..
  • خسائر بسيطة.... مقتل ستة مواطنين في نيالا!
  • هل هو مواطن سوداني ام مجرد (حبشي) على ارض السودان ؟
  • فلتحتل اخبار الكوليرا صدر المنبر ,,(لك الله النيل الابيض)
  • ابراهيم السنوسي يؤدي القسم مساعدا لرئيس الجمهورية
  • مبارك الفاضل يلغي عقد شراء مبنى لوزارة الاستثمار بـ10 مليون دولار
  • الرئاسة السودانية تبعد وزير (الدكتوراه المزورة) وتسمي وزيرا للعدل
  • انفجار انتحاري في حفل موسيقي في أرينا في مانشستر
  • الطابور الخامس المصرى فى السودان يعود لمزاولة نشاطه التخريبى
  • عطالة الفكر !!! وشفاتة الاحزاب !!! التقى التُعساء بخائبي الرجاء !!! لك الله يا سودان !!!
  • الشرطة السعودية تسجن سوداني قام بكسر أرجل مواطن مصري شتم وأساء السودان (صورة) ..
  • مباشر كوستى. مستشفيات ..موت.مقابـر..كوليرا (صـور مؤلمة)























  •                   

    العنوان الكاتب Date
    يوميات سارق نحاس: ذهب المضطر نحاس (1-2) بقلم عبد الله على إبراهيم عبدالله علي إبراهيم05-23-17, 03:34 PM
      Re: يوميات سارق نحاس: ذهب المضطر نحاس (1-2) بقلم عبود جابر 05-23-17, 04:21 PM


    [رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

    تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
    at FaceBook




    احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
    اراء حرة و مقالات
    Latest Posts in English Forum
    Articles and Views
    اخر المواضيع فى المنبر العام
    News and Press Releases
    اخبار و بيانات



    فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
    الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
    لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
    About Us
    Contact Us
    About Sudanese Online
    اخبار و بيانات
    اراء حرة و مقالات
    صور سودانيزاونلاين
    فيديوهات سودانيزاونلاين
    ويكيبيديا سودانيز اون لاين
    منتديات سودانيزاونلاين
    News and Press Releases
    Articles and Views
    SudaneseOnline Images
    Sudanese Online Videos
    Sudanese Online Wikipedia
    Sudanese Online Forums
    If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

    © 2014 SudaneseOnline.com

    Software Version 1.3.0 © 2N-com.de