جريمة اغتيال الدولة السودانية بقلم د . الهادي عبدالله ادريس ابوصفائر

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-04-2024, 01:11 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
05-19-2017, 07:18 PM

مقالات سودانيزاونلاين
<aمقالات سودانيزاونلاين
تاريخ التسجيل: 09-12-2013
مجموع المشاركات: 2045

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
جريمة اغتيال الدولة السودانية بقلم د . الهادي عبدالله ادريس ابوصفائر

    07:18 PM May, 19 2017

    سودانيز اون لاين
    مقالات سودانيزاونلاين-phoenix Arizona USA
    مكتبتى
    رابط مختصر



    في هذا المقال نتناول مشاركة النخب بكافة شرائحها في جريمة (اشتراك جنائي) اغتيال الدولة السودانية. كالعادة الدول لن تموت بالجلطة الدماغية ولا السكتة القلبية وانما تموت بامراض مزمنة طويلة الاجل تصاب بها على مدي زمني طويل وتتراكم حتى تجهز علي الدولة وتهدم بنيتها الاساسية. في حالةالدولة السودانية لدينا مجموعة اشكاليات برزت وظهرت على الفضاء السودانيمع بداية تشكيل الدولة السودانية، نجملها في عدة محاور، ليست على سبيل الحصر وانما كوقائع وادله وبينات تعاضدت وتكاتفت وتساندت في اغتيالها.

    عدم امتلاك النخبة لتصور واضح ورؤيه ثاقبة ومنهجية مؤصلة عن فكرة الدولةوشكلها ، هل قائمة علي اساس جغرافي الكل فيها مواطن من الدرجة الاولي بغض النظر عن الانتمآت الاخري؟ اودولة قائمة على اساس ديني بناءا عليهيتم تقسيم الشعب الي درجات؟ ام انها قائمة اساس عرقي فيها تقاس درجة المواطنة بحكم الانتماء القبلي. لم يكن وقتها في مخيلة النخبة السوذانية انذاك تصور بعيد المدى، كما أن البنية الاساسية للفكرة السياسية لم تكن واضحة المعالم وفي اي الاتجهات تتبلور شكل الدولة لم يكن في الحسبان.

    غياب المنهجية ادت الي بروز مدارس مختلفة منها مدرسة السودان للسودانيين ومدرسة الوحدة مع مصر وكذلك صراع الانتماء الافريقي والعروبي. هذا الصراع اخذ منا زمن طويل آل الي حروب ، دماء واشلاء نتج عنها تفكك الدولة السودانية مما اظهرت مجموعة ازمات بلغت حد الابادة الجماعية في بعض المناطق. هذا الامر يدلل على وجود مشكلة حقيقة في عالم الافكار لدينا، لاننا لم نؤطر اطارا سياسيا واضح المعالم كيف يكون شكل الدولة ، شكل الحكم وتداول السلطة فيها ، الافتقار الي صنع آلية فض النزاعات في حالة نشوء صراعات بين الاطراف والمركز، ماذا لو لم ترضي الاطراف على سياسية المركز؟. لم تكن هناك رؤية ثاقبة ومنهجية واضحة المعالم مما انهت المرحلة الاولى بانفصال جزء عزيز من الوطن. الكارثه الحقيقة اننا لم نستفد من التجربة لنؤسس لفكرة كيفية معالجة مثل هذه الاشكاليات اذا ما استجدت في مناطق آخرى وكيف نتعامل اذا ما رفعت الاطراف السلاح في وجه المركز بشكل عسكري منظم.

    وجود اشكاليات متعلقة ببنية العلاقات الداخلية بين مكونات مختلفة داخل مجتمع متنوع عرقيا وثقافيا ودينيا ابرزت مشكة الزنجية مقابل العروبية وابنا النيل واولاد الغرب ، بروز القبلية بابشع اشكالها وتبني الدولة لها كمعيار للتوظيف مما عمق الصراع داخل بنية الدولة السودانية رغم ان الكل يتحدث عن مبدأ المساواة لكن في الواقع التطبيقي لم ننتج ادبيات مقاومة ومناهضة للعنصرية والقبلية ولم نعلي قيم التاسمح والعيش المشترك وقبول المختلف. كل هذه العناصر ما زالت موجودة عالقة في فضائنا السياسي والاجتماعي.

    بروز التيارات الدينيه المختلفة احدث اشكاليات كبيرة وخطيرة في مسألة طرح "الاسلام هو الحل" برؤية بشرية وتصور انساني وأضفاء القدسية للفكرة بأعتبارها تحمل قيم السماء وميزان الحق والناطق بأسم الاله ، وكل الافكار الخارجة عن رؤيتها تعتبرها افكار عدائية، مما انعكس ذلك على دولاب الدولة وانتجت فكرة التمكين وتبني الدولة للغيبيات بتسييرمواكب الشهداء للحور العين وتقزيم المعاني الاسلامية السامية مثل الكرامة الانسانية، فعندما تبحث عن مفهوم الكرامة داخل ادبيات التيارات الدينية المختلفة (لقد كرمنا بني آدم) تجد لها معنى بسيط لا يتناسب مع حجمها وقامتها داخل النسق القراني، لان استدعاءها تم وفق رؤيه المفسر لها بحسب الزمان والمكان واكراه الاخر علياتباعها واي تصور خارج الفضاء المألوف للافكار القديمة تعتبر تجريم وزندقةوكفر قد يؤدي الي اهدار الدماء.

    من ناحية اخرى دخول التيارات اللبرالية للفضاء السياسي بافكار جديدة للمجتمع دون غربلتها واختيار البنود التي تتوافق مع بيئة المجمتع السوداني،مع مراعات الفوارق بين المجتمات، مع استصحاب الخطاب الخشن والقول غير اللين ووصف كل ما هو قديم بالرجعية والتخلف مما ولدت فكرة عدم قبول كل ما هو جديد وخارج نسق التفكير القديم، فادى الي اغتيال الصالح والطالح منها وتسميم الجو العام ضد كل ما هو جديد، فقاد ذلك الي منع اعمال العقل والتعقل وقتل كل فكرة يخلق معرفة داخل الفضاء السوداني. بروز تيارين متشاكسين يتصادمان ويتقاتلان دون ادنى محاولة للتقارب او التقاطع (تيار الحداثة والتيار التقليدي) اوجد اتجاهين في خطين متوازين مع احتفاظ كل منهما بنفس المسافة.

    كذلك بروز علماء السلطان الذين يرتزقون ويفكرون ويعملون من خلال شهوات السلطة ويفصلون الفتاوى حسب مزاج الطغاه ويستخدمون الدين لشرعنة الاستبداد وتمكين الفساد (فقه التحلل) مما افسد الحكام وافسد تدين الناس وتمظهر في فكرة تقديم المصلحة الشخصية على المصلحة العامة مما ادىالي غياب المشاعرالنبيلة تجاه الدولة واصبحت ظاهرة الخيانة للاوطان تأخذ صبغة دينية فأنتجت خلل في المفهوم الديني وتدهور في السلوك اليومي وتردي النسق القيمي الذي ساد في المجتمع فآل الي العطب الاخلاقي في النشأة والمبادي التي تشكل السوك والمفاهيم والافكار لدي الافراد والجماعات، تمظهرذلك في ابعاد المراة عن ميادين الانتاج وحرمانها من تولي المناصب القيادية بمباركة الفقهاء

    غياب القيم الاخلاقية واهدار كرامة الانسان التي تعتبر القاسم المشترك لدي كل الثقافات (عندما يقبل طفل يافع يد رجل دين استمد سلطته الدينيه على حساب الاطفال بفرض اتاوات على كل نخلة في الشمال آو أصلاح متر في الارض بمتر في الجنة كل ذلك يتم بمباركة وقبول من المجتع الذي يري أن الطفل محظوظ بأقتناء فرصة تقبيل اليد المباركة قد تنعكس عليه خير ورفاه في المستقبل) أضافة الي الغياب التام لحقوق الانسان وعدم مراعاة الخصوصيات الثقافية للمجتمات وعدم الموازنة بين العام والخاص وتعزيز قيم الكرامة والعدالة والحرية للانسان.

    وتستمر المحاور، بروز فكرة الجبرية والاكراه بشكل قوي داخل الفضاء الفكري للمجتمع وتحويلها الي خطب منبرية وانتشارها في المجتمع انتشار النار في الهشيم دون معرقة المصادر الرسيمة لها. هذة الفكرة اثرت تأثير مباشر على المنظومة الفكرية وحصرت مفهوم التدين لدي الغالبية في المظاهر الشكلية دون المضمون مما انتجت اشكالية انفكاك الاسباب عن النتائج اي أن الاسباب ليست لها علاقة بالنتائج وبالتالي يتوهمون انه يمكن هزيمة آمريكا بجر السبحة بدل الدخول الي معامل العلم لانتاج المعرفة، وهكذا انسحبنا من الحياة ودخلنا ميدان التصوف وشوهنا جل الحوارات بدل ما نناقش الافكار سرنا نناقش الاحداث والاشخاص بعيدا عن مساءلة الفكرة التي تبناه الشخص احيانا بالتجريح والسب واحيانا برميه بالكفر والالحاد.

    وليس اخرا، الفشل في ايجاد الحلول الداخلية، فأصبحت كل الحلول مستوردةلاننا لم نستطع وضعها من منطلق قدراتنا الذاتية لانها واهنة وضعيفة مما ادىالي تخلف وتردي في جميع المستويات، على المستوى السياسي، يتمظهر فياستبداد سياسي وترهل إداري في دولاب الدولة وعلى مستوى العمل يتمظهرفي اساليب عمل بدائية لم تعتمد الحداثة، وعلى مستوى القوات النظامية جيش مسيس ومسلوب الارادة غير قادر على حماية حدود الوطن. استشراء الفساد في كل النواحى قاد الي تخلف اقتصادي كبير، اضافة الي تخلف اجتماعي وزراعي وصناعي.

    كل هذه العناصر مجتمعه آدت في النهاية الي اغتيال الدولة السودانية وما زالت نفس العوامل موجودة حتى الآن وتعمل في بيئتنا. والي اليوم لا توجدلدينا الجرأة للغوص في عمق الازمة ومخاطبة جذور المشكلة، وازالة الفيروسات العالقة في الفضاء المأزوم بأي شكل من الاشكال ..... بما أن هذه الفيروسات موجودة وهي تعمل عملها فيينا وتدرس في المدارس وتلقى على خطب المنابر،فلا شك انها سوف تستمر تخلق نفس العقلية التي تقود الي انتاج القرارات الخاطئة.

    د . الهادي عبدالله ادريس ابوصفائر
    باحث قانوني, جامعة جلاسقوا كلادونيا -ـ المملكة المتحدة
    [email protected]




    أبرز عناوين سودانيز اون لاين صباح اليوم الموافق 19 مايو 2017

    اخبار و بيانات

  • صندوق التنمية الإفريقي الصيني: السودان يتمتع بمشاريع إستثمارية واعدة
  • بيان من رابطة المحامين والقانونيين السودانيين ببريطانيا


اراء و مقالات

  • مُفحضة يُمه! بقلم رندا عطية
  • صناعة المستقبل السياسي: مقاربة بين فرنسا و السودان بقلم زين العابدين صالح عبد الرحمن
  • العنصرية ومأزق الهوية بقلم عبدالعزيز ابوعاقلة
  • القمة السعودية الامريكية الواقعية وعدم المجاملة او حروب مدمرة بلا نهاية بقلم محمد فضل علي .. كندا
  • اوجاع تخص السو دان لاغير بقلم حيدر احمد خير الله
  • هيبة الحاكم بقلم د. عارف الركابي
  • سؤال الهوية والتغيير بقلم عبد الله الشيخ
  • كلام القصير..!! بقلم عبد الباقي الظافر
  • مجرد (عيِّل) !! بقلم صلاح الدين عووضة
  • المذهب الظاهري في الفقه الإسلامي بقلم الطيب مصطفى
  • التضامن بين اليأس والإحباط والأمل والرجاء الحرية والكرامة 21 بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي
  • عندما تموت الرحمة بقلم اسعد عبدالله عبدعلي
  • عقار وعرمان وسياسات التخبط.. بقلم علوية عبدالرحمن عبدالله
  • غسيل أمخاخ المائة الأوائل في القصر الجمهوري!! بقلم عثمان محمد حسن
  • الرئيس البشير،الإمام الصادق المهدى ومولانا الميرغنى:متى سيتنازلون لغيرهم عن القيادة ؟

    المنبر العام

  • سياحة طبية - الشخير وأمراض النوم الاخرى -فيديو محاضرة بروفسور محمد عثمان حسن - مسقط
  • السعودية تبيع عمر البشير والسفاح يواصل مرمطة سمعة الوطن والتهافت والإنكسار!
  • طريق الصفقات: زيارة دونالد ترمب بين العرب و إسرائيل.. يسري فودة من DW فيديو
  • هل ستتخطى الخرطوم شروط رفع العقوبات.. عمر اسماعيل في فرانس 24 فيديو
  • الفكر المتطرّف؛ كيف يصبح الناس العاديّون متعصّبين
  • بشة: إعتذارك ما بفيدك .. هاك النقلة دي
  • تعزية للرفاق في الحركة الشعبية والداخل
  • اعتذار سيدي الرئيس يفوت الفرصة على المتربصين...
  • لله درك سيدي الرئيس
  • طلاب يقاطعون الامتحانات بجامعة البحر الأحمر
  • فشل الموسم الزراعي…الشرطة تطارد مزارعين بالجزيرة
  • خسائر بالمليارات لشركات تأمين في السودان وقرار عدلي بتوسيع المساهمة بـ”سوداتيل”
  • حفظك الله سيدي الرئيس
  • ونسة الضكير للضكير النوم اخير
  • بيان عاجل وهام من سكان قرية الترامباب(القدم ليهو رافع)
  • ربّك يجازي الخدعوك لمهالِكِ الشر أودعوّك . إهداء لزول عارف نفسو ...
  • رسالة لعمر حسن أحمد البشير
  • اها فلان جاى وللا؟..بق بق يلتقى مشغل بوفية سفارة امريكا ب الرياض
  • والله انا لو كيسي فاضي انت ما عندك كيس من أساسو!
  • ألإنقاذ....تيتي ...تيتي...!
  • البشير يعتذر
  • إثيوبيا: حلايب وشلاتين يمكن أن تكون منطقة تكامل لكن لا بد من الإعتراف بسودانيتها
  • صحف ألمانية: نشوة السعودية بزيارة ترامب ربما سابقة لأوانها
  • الدائرة واتساب .. أول لفة (ناس الكوتشينة فقط).. يوجد جوكر بايظ والجرة عند تراجي
  • الفنانون المشاركون في حفل محاربة المجاعة بجنوب السودان Musician and to fight famine in South Sudan
  • حكومة ما فيها (وزير عدل)..يقدل فيها وزير الدولة بـ (الاتصالات)
  • زي دا يعمل شنو ؟!#
  • موظفة منذ 30 عاماً في وكالة الأستخبارات الأمريكية (CIA)، تولت منصب نائب مدير الخدمة السرية الوطنية
  • حوار سفير الامارات بالخرطوم نشر في أخرلحظة
  • ختام فعاليات اسبوع التراث السوداني بإمارة الشارقة























  •                   


    [رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

    تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
    at FaceBook




    احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
    اراء حرة و مقالات
    Latest Posts in English Forum
    Articles and Views
    اخر المواضيع فى المنبر العام
    News and Press Releases
    اخبار و بيانات



    فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
    الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
    لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
    About Us
    Contact Us
    About Sudanese Online
    اخبار و بيانات
    اراء حرة و مقالات
    صور سودانيزاونلاين
    فيديوهات سودانيزاونلاين
    ويكيبيديا سودانيز اون لاين
    منتديات سودانيزاونلاين
    News and Press Releases
    Articles and Views
    SudaneseOnline Images
    Sudanese Online Videos
    Sudanese Online Wikipedia
    Sudanese Online Forums
    If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

    © 2014 SudaneseOnline.com

    Software Version 1.3.0 © 2N-com.de