|
Re: النطق بالحكم فى القضية رقم 99...جبال النوبة. (Re: nour tawir)
|
تظل قضية جبال النوبة هى ترمومتر قياس درجة حرارة الاحداث فى السودان.. و ميزان يحدد الحب الحقيقى لهذا البلد.. أو الجرى وراء المصالح الخاصة... بدءا بالشهرة و أنتهاءا بالوزارات.. و يظل السودان أعرج و معوج وعليل طالما أن فى جبال النوبة مشكلة.. المشكلة التى تفضح أدعاءات الشمال.. و مدى صبر و أيمان اصحاب القضية..
ففى سنوات الحرب التى فاقت الثلاثين عاما.. تخرجت أجيال و أجيال من أهل الولاية بلا تعليم.. تغطى عقولهم سحابة قاتمة وسوداء.. عن الايام الكالحات التى قضوها ويقضونها فى مناطق القتال.. أو فى المعسكرات.. أو فى ألاحزمة السوداء حول المدن السودانية.. أو حول العالم...
و ذلك كما حدث فى الفترة الانتقالية لاتفاقية نيفاشا.. و فى بند التسريح و الدمج.. حينما ظهرت مشكلة التعليم كعقبة اساسية فى استيعاب الجنود فى الحياة المدنية.. فلجأت الحكومة الانتقالية الى تعيين المتعلمين.. ممن لم يحملوا السلاح.. و لم ينخرطوا فى القتال.. هذا الامر ّولد ارتالا من الغبن لدى شباب الحركة.. و زاد فى التوتر الحاصل اصلا.. بسبب صعوبة العيش وسط مواطنين يرون أنهم يختلفون عنهم فى كل شئ.. لانهم لم يحملوا السلاح.. و يعتقد الشباب أنهم ينعمون بالخير الوفير نتيجة عدم حملهم للسلاح.. و أعتبروا المواطن العادى.. خائنا لقضيته..
و قد مرت و تمر قضية جبال النوبة بمنعرجات و مطبات و حفر لا تحصى ولا تعد.. و لا تحتمل التناول السطحى.. و لا التطبيل لهاذا القائد أو ذاك.. و من اراد أن يدخل فى دهاليز هذه القضيه.. فعلية أن يجتهد.. و أن يضع نفسه مكان التلميذ.. و أن يتحلى بالصبر لعدد من السنين.. و أن يكون أمينا فى بحثه..
فيما عدا ذلك.. فاللمسألأة أغراض دنيئة تفضح صاحبها.. و سوف ينتهى الى خانة العدو فى نظر أهالى جبال النوبة.. كما و أن للشعب ذاكرة فوتوغرافية.. لا تعرف الهفوات و لا تنسى الاساءة ولا تحتمل التلاعب بالذكاء.. و كلنا يعرف ما حّل ببدرية (الترزية) عند غضبة الشعب.. فأن أول ما فعله المواطنون من الهامش.. هو أنهم دّكوا بيتها دّكا دّكا وساووا به الارض.. و يزال الكثيرون يتربصون بها و ينتظرون يوم سقوط الآنقاذ.. و السبب.. هو أن أهالى الشباب الذين قّطع نميرى ايديهم وارجلهم من خلاف.. فى تهم السرقة... و قوانين أخرى كثيرة مجحفة فى حق الغلابا.. و لان بدرية هى من قام بتفصيل تلك القوانين ! قد قرروا الانتقام لذوييهم.. و لانفسهم.. كل هذا معناه ضرورة الحذر ثم الحذر فى تناول الشأن السودانى.. و عدم الاستهانة بشعب مثل شعب السودان.. متعلم أو غير متعلم !
أيضا.. قضية جبال النوبة هى قياس لوطنية السودانيين.. لآن كل من يتنكر لجبال النوبة وابنائها,.. أنما يتنكر للاصول السودانية... لآن السودان فى أصله وفصله.. هو مملكة كوش.. اصل حضارات النوبة بمختلف بيوتاتهم وثقافاتهم و ممالكهم و سلطناتهم و مكوكياتهم.. شاء السودان أم أبى.. فاليرتقى السودانيون فى تناولهم لشئون السودان...
|
|
|
|
|
|
|
تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook
|
|