حرية الصحافة هى اساس الديمقراطية واحدة من الوسائل التى تعبر عن نبض الشارع كما أطلق عليها السلطة الرابعة وتعتبر مرآة الدولة لكشف الحقائق وتضع يدها على مواطن الخلل والضعف وتعتبر مرآة للحكومة والشعب ولا تتدخل الحكومة فى حرية الصحافة باعتبار أنها مكفولة قانونا من قبل الدستور. ولكن تظل هناك انتهاكات عديدة تمارس على الصحافة والصحفيين من قبل الديكتاتوريات التى لا تؤمن بحرية الصحافة وتفرض قوانين وشروط تحد من حرية الصحافة وتحجب المعلومات وتعيق عمل الصحافة وتضيق مساحة الحريات العامة خاصة فى الحكومات الدكتاتورية والقمعية التى لا تسمح بممارسة حرية الصحافة.
يأتي ترتيب السودان فى المرتبة 174 من أصل 180بلد من حيث حرية الصحافة بحسب التقرير السنوي لعام 2017 لمنظمة مراسلون بلا حدود الذي يرسم صورة قاتمة لوضع حرية الصحافة فى السودان. ويقبع السودان أيضا ضمن الدول الأفريقية الستة التى تأتي فى الموخرة من حيث الترتيب بالتضييق على حرية الصحافة .
لقد كشف التقرير السنوي لمنظمة مراسلون بلا حدود يفضل رئيسا السودان (174) وغينيا الاستوائية (171) نهج القمع المستمر للأصوات التى تخرج عن الخط الرسمي ولو بهامش ضئيل لقد وصل عمر البشير وتيودورو اوبيانغ نغيما مصادرة حرية الإعلام والتعبير والفكر بشتي الطرق والأساليب علما بأن كلاهما موجود على قائمة منظمة مراسلون بلا حدود لصيادي حرية الصحافة. وتضم القائمة السوداء أكثر من 21 بلد ويعتبر وضع خطير للغاية والقائمة السوداء تضم السودان.
ومن ضمن البلدان الأفريقية التي تأتي فى الموخرة إريتريا وبوروندى وأكد التقرير بأن الوضع يسير في اتجاه النظام الاستبدادي أن لم نقل الدكتاتورية الوحشية في بعض الحالات حسب مراسلون.
كما ذكر التقرير بأن الشرق الأوسط أبرز الانتهاكات المرتكبة ضد حرية الصحافة، تبرر اساسا باسم الدين أو المنظومة الاخلاقية أو حماية الأنظمة القائمة، بحجة أو ذريعة نشر الفاحشة أو معلومات تهدد الأمن. من خلال التقرير والخريطة ظهر ارتفاع عدد الدول مما يدل على مدى الخطورة التى تهدد حرية الصحافة فى العالم عام بعد عام لقد وصل المؤشر إلى أعلى مستوي مما يدل على أن حرية الصحافة أصبحت مهددة بأكثر مما كانت عليه وشهد عام 2017 انضمام ثلاث دول إلى قاع الترتيب هى بورندي ومصر والبحرين. وهناك تزايد فى الهجمات ضد وسائل الإعلام بالإضافة إلى القمع حتى فى الديمقراطيات العريقة هناك خطر بتحول كبير يشهده وضع حرية الصحافة بتدهور الوضع الديمقراطي المراقبة وعدم احترام سرية المصادر. ساهم فى العديد من البلدان التى كانت تعتبر نموذجا للحكم الرشيد ومنها الولايات المتحدة ،شكل وصول دونالد ترامب إلى سدة الحكم وانسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي من أرضية خصبة للخطاب المعادي للصحفيين والصحافة حرية الإعلام تعتبرا الأساس الذى تقوم عليه الديمقراطية وهو الحارس لها الحرية حق مشروع وليس منحة من الحكومات ، بظل هناك خوف من تراجع حرية الصحافة فى ظل حكم الطغاة .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة