حلم الامهات الجدد وثورتهنّ ... قصة قصيرة بقلم حاتم محمد

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-05-2024, 10:20 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
04-09-2017, 08:59 PM

مقالات سودانيزاونلاين
<aمقالات سودانيزاونلاين
تاريخ التسجيل: 09-12-2013
مجموع المشاركات: 2045

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
حلم الامهات الجدد وثورتهنّ ... قصة قصيرة بقلم حاتم محمد

    07:59 PM April, 09 2017

    سودانيز اون لاين
    مقالات سودانيزاونلاين-phoenix Arizona USA
    مكتبتى
    رابط مختصر



    لا يستطيع قلم ما , في الارض , وصف الحسرة التي تُمزق قلب سهوة الأواب , عندما تسمع عن طريق الصدفة : ( ثم قال , ثم مَن , قال ( أمك )) فتتساقط دموعها لا اردياً , لتحفر على جبينها خنادق لا حصر لها من الألم , مثلما جاءها الخبر في اول ليلة بالضبط , فقد فقدت ابنها ببساطه , وانهار حلم الولد الذي سينتصر لأمه , امام اهل بيته لاحقاً , لم يتبقى لها من الدنيا غير ثلاث فتيات , سُيعانينّ نفس مصيرها بلاشك , فنظراتها وهي تستجدي عبارات الثناء من زوجها ثقيل الظل معها , دون العالمين , لم تتغير منذ انقضاء ما اصطلح عليه جدلاً بشهر العسل , ذاك الشهر الذي يمارس فيه العروسان بقايا نفاق الخطوبة , لكن لان المسكينة سهوة الاواب كانت عديمة الخبرة في الحياة والحب معاً , فكانت صادقة في كل شيء منذ البداية , وهذا تحديداً سلم اطراف السيطرة على موقف منذ اول يوم في منزلهما الزوجي إلى مظفر عثمان , بصورة جيدة , فاستمرأ حكاية فقع مرارة زوجته في كل حين , على عكس ما اشتهر عنه , بين معارفهما المشتركين من الجنس الناعم , فهو ظريف , حسن الحديث والمظهر , لبق , وانيق في آنٍ واحد , حتى أن النسوة في المدينة , كنّ يحسدنّها علناً وسراً على ظرفه وطيبة معشرة , فكانت عندما تسمع تعليقاتهم الساخرة أو الحاسده تنتفض تلقائياً , محتجةً على تفاهه احلامهنّ بكلمات تخرج عفوية ومرتبة , تعبر عنها بصوت مبحوح , يحمل بصمات لوعتها ونواحها الدائم علي ايمن , ابنها الراحل , فقد رددت هذه الكلمات في مناسبات عدة ومتكررة , ما أن تخوض النسوة في مناقشة العلاقة الجدلية والمتناقضة بين الزوج وزوجته , تكشر عن انيابها وتستعد لدفاع عن فكرتها , فقناعتها الازلية أن المشاكل الموجودة في العالم كلها تنبع مباشرة من أنانية الرجال , وتثبت فشلهم المريع في السيطرة على ذلك الطفل الشهواني الذي يعربد في صدر كل واحد منهم , فكانت تلاحظ تخبطهم ولهسهم لتلبية رغباته العنيفة في حب السيطرة والتسلط على كل شيء , المال , والنساء , والقبيلة , والكون برمته , فكل رجل دكتاتوري بطريقة أو بأخرى , فتصنعهم العبيط في ادعاء العفة وعدم الاكتراث ما هو إلا اعتذار بغيط على الفشل في الحصول على القدر الكافي من التسلط , وما أن تحين فرصة , فيخرج ذاك الطفل المكبوت داخل عقولهم , ويتحول إلى عنف دكتاتوري عرمرم , يقرض الاخضر واليابس والانساني في هدوء ولذة مفرطة.
    فكانت تتابع بأنتباه شديد جموع المتحسرات والمحتجات والغيورات , وتستمع بسخرية غامضة لتحليلات مدعيات المعرفة في كل شيء , ثم انها بنحنق لا تخطأه العين المجردة كانت تصتطك اذنها من نبرات الصوت العالية التي تصدر من المشهورات في مجال النفاق الاجتماعي , فتقول بلا سابق تفكير , جُملتها المسجلة رسمياً تحت اسمها , بحكايات التاريخ الشفهي بالمنطقة برمتها : ( هييي يا نسوان , في زمتكنّ في راجل ظريف مع أمراته ) , فكنّ يسكتنّ جميعاً , مثل اللاتي صببنّ على رؤسهنّ الزيت , إلا بعض شجاعات وسليطات اللسان , فكنّ بحماس يشاطرنها ذات المنطق الايدلوجي عن الرجال فتقول احداهن على عجل : ( الرجال اصلهنّ كده , الواحد يكون ظريف مع اخواتك وصحباتك وقريباتك , وانت تمسيحي له الوبر , ما يعاين اتجاهك ) , حقيقة لم يكن مظفر عثمان , الوكيل الأول لوزارة المالية الاتحادية , استثناءاً , بل كان واحد من هؤلاء الذكور , اللذين يتبجحون بالقوة والمنعة والجاه , بينما يجتهدون بوعي أو بدونه , في ارضاء ذلك الطفل المخبأ بين خلايا عقولهم , ويتذكرون امهاتهم بمناسبة أو بغيرها , فمنذ أن تزوجها بموجب قانون بسيط أعلن عنه فخراً أمام الملأ عموماً , وأمه على وجه خاص : ( اظفر بذات الدين تربت يداك ) , وهو , ما برأ يخفي بقية الاشياء ويكتمها , ربما لاسباب لم ينتبه لها أو يفكر فيها من الاصل , تعود لتربيته الصارمة أولاً , وبلا شك , لذلك الكم المؤكد والمؤثر , من التراكمات الاجتماعية الآخرى , التي اضحت تدرس بمدارس التعليم العام والخاص معاً ,كمقررات حكومية مفيدة , تعد الاجيال القادمة لمستقبل اكثر عنفاً ودكتاتورية , وفي نفس الوقت لم ينسى السادة ذوي العمائم الضخمة بالبرلمان , أن يرسموها على هيئة جمل اعتراضية واضحة , كتبت باصرار على صدر القانون النظام العام , ثم الجنائي واخيراً الدستوري , كمسلمات بديهية تمارس في الواقع , لا تناقش أو تحلل , لذلك لم تجد حظها من التحليل والنقد الاكاديمي , لا من الافراد أو المؤسسات , أو على اقل تقدير داخل اورقة الدراسات الانسانية في المعاهد والجامعات الوطنية أو غيرها , للاسف الشديد , وفي النهاية كانت بنت الأواب تدفع ثمن ذلك كل ليلة , فآثار ذلك التاريخ الطويل من الصراعات والدماء كانت واضحة وجلية على طريقة تفكير مظفر عثمان , فقتل – بلا شفقة - حرية التفكير واحترام الآخر إلى الابد , بل فرض عليه – اي التاريخ - ايدولوجية مباشرة حصرت فكرة الرجولة بكاملها في منظومة القيم الاجتماعية والمورثات الثقافيه الحديثة , حول كيفية ممارسة اكبر قدر ممكن من القهر والتسلط , وادعاء الفخر بمناسبة أو بدونها , وباشياء تافه اقل اهمية , لا تقدم أو تأخر كثيراً , فذلك الحب العنيف الذي كان يكنه لسهوة الأواب بين ارجاء قلبه , لم تر منه غير كلمات خرقاء لا معنى لها , فهو مثل بقية الرجال , باعتراف عدد من النسوة بالمناسبات العامة التي لمتها بهنّ , لا يعترف بتلك الحاجة البيولوجية والنفسية , حتى عندما انجبت له طفلها الذكر الاول , ثم اتبعته بثلاث فتيات جميلات مثلها تماماً , اصر ابيه على زواجه من اخرى , اقل نقصاناً في العقل والدين , فانجاب البنات الثلاث علي التوالي , نذير شئوم وعار دائم , حسبما فسر ابيه الموضوع من زاوية القيّم الحديثة , بعد أن حلف يميناً لا رجعت فيه , أن انقطاع النسل في الاصل يعود لقصور في امكانيات زوجته كأنثي جيدة , فهي لا تستطيع انجاب الذكور على اي حال , ألا أن مظفر عثمان رفض فكرة الزوجة الثانية , لسبب مجهول لم يفصح عنه , على الاطلاق , وفي نفس الوقت ظل على حاله الاولى , لم يتغير , فبعدما يتناول اول اللقيمات من ادام اجتهدت سهوة الاواب , في طبخه كواحدة من الامهات الجدد , المتعلمات , كان يتناوله في صمت , ولا يقول شيئاً , والحق يُقال أن سهوة الأواب تعتبر الطباخة الرئيسة والمعتمدة لعدج من الاسر والمعارف , بشهادة أفراد اسرتها , والرجال , والنساء , والاطفال , والشيوخ , العجزة , والعاطلين عن العمل بالحي ايضاً , وبما فيهم اسرة مظفر عثمان وابيه شخصياً , فلا تقوم وليمة ما , لفرح أو لكره , إلا تحت اشرافها المباشرة , حتى عندما ذهبت للحج كأميرة للوفد العاملات بالدواوين الحكومية , تأخرت طائرتها لاسباب منطقية تتعلق بسوء أدارة سودانير , واضطررت للمكوث بمكة المكرمة ليلتين أخريتين , مما أدى لفشل الدعوة , وتذمر الضيوف واهل البيت من الطعام الذي قدم في زواج الخباب , الاخ الأصغر لمظفر عثمان , حتى أن امه صبت جل غضبها عليه , وامام جمهور لا بأس به من العامة : ( لم حكومتك ما قادرة على حفظ بنات الناس , مرسلنهنّ بره مالكم ) .
    في الواقع , لم يكن مظفر عثمان حالة استثنائية , بل مثل بقية الرجال يتلذذون بانتقاد كل الاعمال التي تقوم بها نساءهم اذا استثنينا المعاشرة , وهذه الاخيرة هي نقطة ضعف عدد كبير منهم , فكم من رجل شاط واستشاط وحلف بكل المعظمات في الارض والسماء رافضاً , وفي الصباح تجده يعلن موافقته مثل طفل مدلل فاقد للارادة والتحدي , والغريب في الموضوع تجده يدافع عن رأي الآخر بذات القوة والعنف , فكانت سهوة الأواب عندما تثور وتتزمر من عدم اطراءه عليها , كان يقول لها بخوف شديد , من امتناعها ليلاً : ( أكلك ما بحصل اكل امي ) ثم يبدأ في سرد احداث وممارسات انقرضت بفعل الزمن واستيراد ثقافات اخرى , يعتقد المسئولين جهلاً أنها ارفع واكثر تقدماً من ما هو محلي , ومن اصل انسان البلد , والفضل يعود في ذلك بالتحديد للتجار , اصحاب الحصانة السياسية , ولوزارة الآثار والسياحة , فهذه الأخيرة لا يجد موظفيها مساحة زمنية كافية للممارسة عملهم التاريخي العظيم , فالسيد الوزير مشترك في عدة صناديق نقدية شهرية , ويحاول تسويق عدد من الآثار للحكومات خليجية في السوق السوداء , لدفع نفقات تعليم اولاده بالمدرسة النموذجية الخاصة بمدينة الرياض , بجانب مشغولياته بتوفير البضائع المحرمة دولياً لمحله الذي يبيع بسعر التكلفة فقط , جلد النمر والاعمال الخشبية بالسوق الافرنجي , فالرجل وموظفيه الغائبين عن العمل دائماً , معزورين على كل حال , فهم لا يجدون الوقت الكافي لضياعه في تفاهات الامور مثل حصر وجمع قائمة التراث الشعبي والآثار المهجورة التي يحاول الغرباء الحفاظ عليها اكثر من اهل البلد , فكان مظفر عثمان , يقول لها , فخراً : ( انت طبختي بموقد الفحم , اشتغلت بالحطب , امى كانت تعقد في المطبخ اربع ساعات عشان تعمل قدر من ملاح الويكة , تعمل الكسرة , والدموع تغطي عينيها بسبب دخان الحطب , واما انتم الامهات الجدد , الواحدة فيكم , عندها خادمه , وغسالة , وما عاجبة , خمس دقائق بالفرن والغاز تعمل كل حاجة , اخجلنّ , وين امهات زمان , واكل امهات زمان , الله يرحم ) , فتشتعل غضباً , خصوصاً حينما تجتهد في احدى المرات , لتصنع وجبة لبنانية أو طاجن مغربي من الدجاج البرازيلي , شاهدته على الانترنت مباشرةً , أو تابعت صنعه عبر حلقات برنامج : منال العالم , لكن مظفر عثمان كالعادة , كان بعد كل وجبة جديدة وشيهه , يدخل في حالة طوباوية , يسرد فيها قائمة طويل للفوارق بينها وبين امه , مذكراً اياها ما كانت تفعل الامهات في عصر ما قبل انهيار الاخلاق , مثل الطبخ على الفحم , النار وهبابه , القدر والاحجار الثلاثة , الحطب والكبريت , صنع الكسرة والقراصة , على صاج من الصفيح , الشاي باللبن المُقنن , استيقاظ الامهات المبكر لاشعال النار , بينما ولده ايمن الذي استشهد في حرب الجنوب بعد ذلك وهو في الرابعة عشر من العمر , كان يلعب تحت قدامه , ويدافع عن امه , بطريقة ساذجة , ينتبه لها مظفر عثمان فجأة , فيقول مردداً في هدوء : ( ما تزعلي , لم يكبر ايمن , ويعرس , بالتأكيد ح يكون العالم اتطور اكثر , ف ح يقول لي امرأته , انت مثل امي , يعني كنت بطبخي بالبوتجاز بتاع الغاز , كنت بتسخني الاكل في المايكروف , كنت تكوي الملابس بمكوة الكهرباء اليدوية , انت استعملتي المكنسة الكهربائية , انت بتعرفي تعملي البيتزا , يا حليل امهات زمان ).
    فكانت تجلس مستجيرة بحلم طويل , سيعوضها ايمن فيه لا محالة , فمظفر عثمان , مازال مصراً على تسفيه مهاراتها تلك , غير مقدر على الاطلاق تضحياتها الجبارة بسبب ذلك الطاجن المغربي , فقد جازفت مجازفة غير محمود العواقب بنضارة وجهها الذي تجتهد فيه لمدة اسبوعين , استعداداً لعيد ميلاد ابنتها الصغري براءه ذات العشرون ربيعاً , فبعد تجارب مريرة لخلطات نضارة الوجه , اخترعتها خبيرة الجمال الباريسية شاهنده الأمين , تلك الفتاة التي تعيش هنالك , ما بين باريس ومدينة دبي , منذ عقدين أو اكثر , احترفت صنعة الجمال ونضارة الوجه السمراوات , ويُقال أنها درست في معهد غير معروف الهوية , تابع لاحدى الجامعات الباريسية المتخصصة في الجمال , هكذا كُتب على لافته مضية وواسعة , تُزين مدخل مركزها الجمالي الواقع بضواحي مدينة دُبي بالامارات , مع أن السيدة زوجة احمد عباس الممرض بمستشفي سوبا التعليمي سابقاً , أقسمت برأس ابنها البكر , أن المنافسات لشاهنده , تآمرنّ عليه ودفعنّ رشاوي ضخمة , لموقع الويكبيديا حتى يسقطوا اسم المعهد الذي درست فيه شاهنده عمداً , من بين سجلات المعاهد العالمية , الا أن ابتهال مضوي , المناضلة الحرة , كان لها تفسير آخر , فقد اصرت على أن سلطات جهاز الامن تعمّدت أن تطمث اسمه من سجلات المعاهد العالمية المعترف بها دولياً , حتى أن ذلك العميد الأمنجي التافه , الحسن كامل , لعب دور خرافي في طمث هوية المعهد وسيرته الذاتية , لكن بالرغم من كل هذا القدر من المؤامرات والدسائس إلا أن البارعة شاهندة الامين , استطاعت الوصول إلى قلوب الامهات الجدد , عبر وسائل التواصل الاجتماعي , خلال مجموعات واتساب والفايبر , ومن خلال صفحتها الخاصة على الفيسبوك , ومشاركتها بالمجموعات النسائية التي تشرف عليها فتيات مبدعات وذوات ضمير , يتحرينّ الصدق والأمانة في اختبار ترشيحات العضوية داخل مجموعة تاجوج , حتى لا يتسلسل الذكور إلى الصفحة بذات الموقع , ويتطلعن على اسرار البنات المعقدة , وهذا الموقع تحديداً تحرص سهوة الأواب على متابعة صفحته بالفيسبوك من موبايلها السامسونج 6 اس الجديد , أثناء ممارستها الطبخ والاهتمامات المنزلية الاخرى , فهو موقع ممتاز حسب تقديرها الشخصي , خصوصاً وان العضوات فيه متعلمات ومثقفات وذوات توجهات بعضها ايدولوجي واخرى سياسي وبعضها انساني , فكانت تجد فيه ضالتها دائماً , فكانت عندما تملّ من متابعة المسلسلات التركية والمصرية على اليتويوب , تكون مجموعة تاجوج البديل الناجع لها , فالخلطة الأخيرة التي ابتدعتها الخبيرة شاهندة اتت أُكلها خلال ايام فقط , فعادت وجوه الامهات البائسات نضرة وبرّاقة تتقطر الانوثة حولهنّ , فالمحسنات الطبيعية التي استخدمتها شاهندة الامين , اشترتها من موقع اميريكي خاص لذات الغرض , ثم لأنها من اكثر علماء البسيطة , إلماماً بطبيعة وخصوصية البشرة السمراء منزوعة اللون , بكريمات التبيض الحارقة , نجحت في استخدام عدد من الفواكه المستوردة بالسوق المركزي الخرطوم , حددتها على التوالي , المانجو البنغلاديشي والليمون الصيني والجوافة اللبنانية وقشر البرتقال المصري , التي يجب أن تكون قد وصلت السوق المركزي على ابعد تقدير قبل يومين , وذلك لهبوط نسب مكوناتها الغذائية وخلوها من الراوئح الطيارة الزكية التي كانت تمييز منتاجتنا المحلية , قبل الانهيار المريع لبورصة الانتاج المحلي من الفواكه , لاسباب حكومية محضة لا داعي للخوض فيها , ثم أنها – اي شاهنده الامين – اختارت بعض الخضروات الطبيعية الطازجة , وهي بالترتيب , الفجل والبنجر والجذر , لكنها حذرت بشدة كل الاخوات من المنتجات المحلية مجهولة المصدر , وقالت على هامش تعليقها ووصفها للخضروات المستخدمة في الخلطة , أن هذه الخضروات لابد أن تكون ذات مواصفات خاصة ومحددة , فلابد من أن تكون الحبوب وتقاوي , فرنسية المنشأ , والمحسنات الغذائية لنباتات , بريطانية المصدر , ومبيدات الآفات والحشرات , استرالية المصنع , ثم انها شددت على أن سر نجاح الخلطة أن تكون مزروعة محلياً , وهذه النقطة تحديداً اثارت اعجاب ابتهال مضوي وسهوة الأواب وعدد آخر من الناشطات في مجال حقوق الانسان من المتابعات , بوطنية المبدعة شاهنده الامين , فبرغم من براعتها في جماليات النساء , لم تنسى ان تشجع على الانتاج المحلي أكثر من الحكومة والمعارضة معاً , ومن حسن الحظ , أن الجميع هذه الخضروات وغيرها ايضاً , اصبحت تحمل ذات المواصفات تقريباً , بل هي متوفره في سوق المركزي ايضاً والاسواق الشعبية الاخرى المبعثرة باطراف الاحياء الشعبية وسوق ستة بمايو تحديداً . فالخلطة رهيبة وفعّاله للوجه , خصوصاً وأن المذكوره اعلاه , نصحت جموع المتابعات لبثها المباشر على مجموعة تاجوج , ببعض المساحيق الكيمائية المستخلصة من صفار البيض وزيت الجرير ومسحوق القرنفل والصلصال التي تنتجها شركة مكسيكية متخصصة في منتجات التجميل , ثم انها قامت مشكورة , بتحديد المراكز التي تبيع هذه المستحضرات المكسيكية الخاصة , بالخرطوم وامدرمان والخرطوم بحري , ولم تنسى واجبها الوطني اتجاه النسوة بالاقاليم , فكتبت ارقام تلفونات سائقي البصات الولائية اللذين يمكنهم مساعدت القاطنات بالنواحي البعيدة من العاصمة , للحصول على تلك المنتجات , لكنها قدمت اعتذار حقيقي وفضفاض بالألم والحسرة , لأخوات في دارفور وجنوب النيل الازرق , فايصال هذه المساعدات النسائية يصعب في الوقت الراهن , فالحكومة والمعارضة معاً لا يهتمون بمثل هذه القضايا الانسانية , فهما مشغولان في الوقت الحالي في اجتماعات تقسيم كعكة الحكم التي قال عنها الرئيس شخصياً انها صغيرة وغير قابلة لتقسيم , وعلى الاخوات في تلك المناطق محاولة ابتكار بعض البدائل الناجعة أو الضغط على طرفي النزاع على كراسي الحكم وتذكيرهم بأن الاساس في الموضوع رفاهية الشعب , وليس الحصول على كرسي الحكم , وخلاصة الامر دعت إلى ثورة نسائية جامحة تقوم على اضراب عام لاجل غير مسمى عن معاشرة الرجال إلى أن يتم السلام في البلد . لكن ابتهال مضوي حذرت في التعليقات على الفيديو شاهنده الامين المباشرة , محذرة نسوة المدينة من تخاذل الوزيرات والولائيات والتابعات للنظام الحكومي , اما سهوة الأواب الناشطة بين دوائر الحزب الحاكم , اعلنت عن تضامنها الرسمي وانحيازها الكامل لنساء الوطن , فحسرتها على ابنها ايمن , الذي ضاع في النصف المبتور من الوطن , مازالت دوامته هائجة , تعكر عليها صفو الكرسي الوزارة , فكلما رأت ابناء عبد الوهاب الولي يريحون امامها ويغدون , تهيج ذكرى ابنها الراحل , تتوجع لفقدانه , بعد أن ضاع الحلم الكبير , ولم تعد هناك دولة قوية , يدين لها القاصي والداني , أو حتى شرِيعة بائنة , تحاسب الفاسد والسارق , أو حتى سيادة موضوعية تساعدك على رفع رأسك بفخر لتقول : ( أنا سوداني ) , بعد أن ألقت تأشيرتها – هي – شخصياً , كممثلة عن نساء السودان في اجتماعات الامم المتحدة , بعد يومين من فوز دونالد ترم , حينها فقط تذكرت أن سعيها كان وراء السراب , حتى حلمها الخالد بالامومة راح مع ابنها , فتذكرت امهات غيرها , بمكان ما , من الوطن , يعشن نفس الحنين .
    بعد عدة ايام , كانت بمقدمة ثورة الامهات الجدد التي خرجت فجأة , من فيديو ييشرح خلطة سحرية تعالج بشرة المرأة السمراء , فاعلن عن اضراب النسوة المفتوح , فخرجت معهن تحمل احدى اركان راية بيضاء كبيرة , انتتشرت بها ثقوب متعمدة تمرر الهواء , فتظل الراية منتصبه , عالية , واضحة امام وسائل الاعلام والحكومة والمعارضة , كتب عليها بخط حُر كبير ( السلام = المعاشرة الحسنة ) , حمل توقيع خريجات قسم الخط العربي بكلية الفنون , فهنّ اخترنّ اللون الاحمر الغاني الذي يُذكر العالم بدماء الابناء اللذين راحوا كضحايا لصراعات لعبة الكراسي الحكومية , عندما سألت المزيعة البي بي السي , سهوة الاواب عن سبب مشاركتها في ذلك الاضراب النسوي , وهي عضو فعّال في الحكومة , قالت بصوتها المبحوح : ( أسفى على هذه البلد أن ليس فيها رجل مثل قائد الجيش الغامبي عثمان بادجي ) ثم صمتت , بينما كانت جموع النسوة يهتفن بصوت عالي وحاد : ( اضراب مفتوح ... اضراب مفتوح , مافي سلام ... مافي نسوان ) .




    أبرز عناوين سودانيز اون لاين صباح اليوم الموافق 09 ابريل 2017

    اخبار و بيانات

  • اعلان لندوة لأستاذ بدرالدين السيمت في ادمنتون كندا
  • المجموعة السودانية للديمقراطية أولاً تطورات التمييز الديني ضد معتنقي الديانة المسيحية في السودان
  • الجبهة السودانية للتغيير تنعي الأستاذ المحامي طه إبراهيم جربوع
  • كاركاتير اليوم الموافق 09 ابريل 2017 للفنان عمر دفع الله عن زيارة شيخ الامين للمحكمة الجنائية بلاها
  • رئيس الجمهورية يحيى المملكة العربية السعودية لقيامها بواجبها تجاه الامتين العربية والاسلامية
  • الحلو ينتقد عقار ويتهمه بالتناقض وتجاوز التقاليد تلفون كوكو يهاجم الحلو ويصفه بالخائن والفاشل
  • عفاف تاور: (الحلو) ديكتاتور ومطالبه لاتمثل كردفان
  • المشاورات مع الشعبي تراوح مكانها أحمد بلال للثروة الحيوانية وبشارة أرو للإعلام والسيسي يتحفظ
  • المعادن تطالب قطاعات التعدين المستخدمة للسيانيد الالتزام بالضوابط
  • المالية تتوقع مزيداً من تدفقات الودائع الخليجية تصاعد في المعاملات المصرفية بين الخرطوم وواشنطن
  • رئيس الجمهورية يشيد بالقوات الجوية السودانية والسعودية
  • أكد توطين العلاج في الداخل بحلول 2020 حميدة: 70% من المرضى السودانيين يطلبون العلاج بالخارج
  • مبارك الفاضل: معالم الوفاق والتراضي الوطني أصبح قريبآ
  • التقى منصور خالد وفرح عقار والجزولي دفع الله أمبيكي يجري لقاءات مغلقة مع منظمات مجتمع مدني وقوى سيا
  • سلفاكير ميارديت: محاربة الجوع في جنوب السودان تتطلب تدخلاً فورياً
  • منبر السلام العادل ينتظم في حراك تنظيمي بمحليات الخرطوم
  • (6) آلاف مريض بالقلب يترددون على حوادث الخرطوم
  • سيدة أعمال تحرر شيكاً مرتداً بـ(14) مليار لوزارة الزراعة
  • اجتماعات غندور وشكري اليوم القاهرة تدعو الى ميثاق شرف إعلامي مع الخرطوم


اراء و مقالات

  • انتهاء تاريخ صلاحية المواد الغذائية .. مفهوم خاطئ بقلم د. ابومحمد ابوآمنة-اخصائي طب الاطفال
  • إشكالية البيروقراطية في المرافق العامة بقلم د.آمل الكردفاني
  • المناضلون مكانهم ساحات النضال والمعارك والقتال وليس فنادق باريس يا عبد الواحدبقلم عبير المجمر (س
  • اقتصاد عم مرسي!! بقلم الطاهر ساتي
  • الإرهاب الإسرائيلي واغتيال القادة الثلاثة في بيروت بقلم د. غازي حسين
  • تغيير مفوضية الانتخابات: مشروع إصلاحي أم سياسي؟ بقلم ميثاق مناحي العيساوي
  • 1967 – 2017 الشفاء من الداء المصري بقلم إسحق فضل الله
  • رسائل التوماهوك! بقلم عبد الله الشيخ
  • ظلم الحسن والحسين والزبير..!! بقلم عبدالباقي الظافر
  • دخرينة !! بقلم صلاح الدين عووضة
  • تواضع أيها المغرور أمام العلماء بقلم الطيب مصطفى
  • المؤتمر الشعبي و تغيير في الإستراتيجية السياسية! بقلم زين العابدين صالح عبد الرحمن
  • لا مفاوضات ولا حوار مع نظام الخرطوم قبل عقد المؤتمر الإستثنائي وترتيب البيت الداخلي!! بقلم عبدالغني
  • فى القضية رقم 99 جبال النوبة....الحكم بعد المداولة..1.. بقلم نور تاور
  • التجارة مهارة و ليست شطاره ... ؟ !! - - بقلم هيثم الفضل

    المنبر العام

  • فتوى ضد النوبة
  • وها هي الأبيض تفقد أحد رجالاتها النادرين العم بدوي اسماعيل (ود القبة )
  • نجاة تواضروس الثاني من إنفجار الاسكندرية
  • انفجار كنيسة أخرى في الاسكندرية. كلاكيت رابع مرة
  • الموز روى ! قايم سوا ! لسع دقاق ما استوى ! قطعوا لو خط الإستواء! / انا بالنار جسمي انشوى .
  • إعلان تأسيسي : مؤتمر خريجي جامعة الخرطوم
  • ليبيا .. حرب بنكهة ” سودانية ” !!
  • ردود افعال المصريين المسيئة بعد فرض السودان رسوم تاشيرة لدخول المصريين (توجد صور)
  • المحكمة الجنائية الدولية بلاهاي تقرير صحفي+صور
  • تفجير كنيسة في طنطا. كلاكيت تالت مرة
  • يقيم رجل الأعمال محمد التازي ،العزاء في وفاة شقيقته الحاجة نفيسة التازي ، بالنادي السوداني ،ابوظبي،
  • أوقفوا هذه الفتنة أيها الإخوة! المصدر : http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi
  • "على حَبلِ المسافةِ"
  • خاص سودانيز اون لاين ...لقاء خاص مع رمضان حسن نمر في افادات تاريخيه
  • المؤرخ ضرار صالح ضرار في ذمة الله
  • المؤرخ ضرار صالح ضرار في ذمة الله
  • الأجلاف قساة القلوب ومرتكبي أبشع الجرائم الإرهابية .. لا يستمعون إلى الموسيقى والغناء
  • (الخبير) هاني رسلان : السودان لا يستقبل سوى الإخوان المسلمين والعمالة
  • علي الحاج .. أكثر سياسي مظلوم في السودان رغم إخلاصه ونزاهته ..
  • سوء الأحوال الجوية بالخرطوم وراء تأجيل زيارة سامح شكري إلى السودان
  • يا ناس الدويم : جبنتكم ( المضفرة ) دي غايتو بتشفع ليكم يوم القيامة ...























  •                   


    [رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

    تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
    at FaceBook




    احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
    اراء حرة و مقالات
    Latest Posts in English Forum
    Articles and Views
    اخر المواضيع فى المنبر العام
    News and Press Releases
    اخبار و بيانات



    فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
    الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
    لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
    About Us
    Contact Us
    About Sudanese Online
    اخبار و بيانات
    اراء حرة و مقالات
    صور سودانيزاونلاين
    فيديوهات سودانيزاونلاين
    ويكيبيديا سودانيز اون لاين
    منتديات سودانيزاونلاين
    News and Press Releases
    Articles and Views
    SudaneseOnline Images
    Sudanese Online Videos
    Sudanese Online Wikipedia
    Sudanese Online Forums
    If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

    © 2014 SudaneseOnline.com

    Software Version 1.3.0 © 2N-com.de