على شعب المساليت إعادة العمل بدستور دولتهم ماقبل اتفاق - قيلاني - وميلاد دولة السودان بشكله المشوه، كما عليهم عدم الإعتراف بأي حدود تقسمهم ودولتهم إلى نصفين باسم السيادة تحت حكم نظامين ديكتاتورين.
أثبت فحص الحمض النووي العلاقة الوثيقة وانتفاء النقاء العرقي بين الشعوب السودانية التي تنحدر من أصل إفريقي واحد وهو ما يكذب ادعاء بعض السودانيين الذين ينسبون أنفسهم إلى العرب ولذلك ينبغي على السودانيين الإعتراف المتبادل فيما بينهم لحقن دماءهم والتفرغ للبناء والتنمية بدلا من إضاعة الوقت في حروبات عبثية لا طائل منها.
اصبحت الحركة والجيش الشعبي لتحرير السودان بعد استقلال الجنوب ضيعة قبلية منه إلى تنظيم ثوري ينادي بإزالة التهميش والظلم الذي انبثقت عنه الحركة لإنقاذ وتحرير الشعوب السودانيه من الاستعباد والابادة.
وتتمكن اقلية العصابة الحاكمة في السودان من تولي زمام المبادرة والتفوق الميداني لابسبب القوة العسكرية والاقتصادية التي تتمتع بها وإنما لضعف المعارضة وانحرافها عن المبادئ وهو ما يتيح الفرصة للنظام لاختراق صفوف المعارضة وزرع الفتنة بين القبائل.
وتفرض استحالة وحدة الحركات المسلحة المنقسمة على أسس قبلية وعشائرية امر واقع على الشعوب السودانية المستهدفة من قبل النظام العنصري بضرورة المطالبة بحق تقرير المصير الذي تضمنته اتفاقية - قيلاني - الموقع بين سلطنة المساليت من جهة وفرنسا وبريطانيا من جهة أخرى بعد الهزائم المتتالية التي منيت بها الامبراطورية الفرنسية على يد السلطان تاج الدين ورفاقه الأبطال في درجيل وكرندنق ودروتي في عشرينيات القرن المنصرم.
وقسمت الحدود بين السودان وتشاد التي رسمها الاستعمار الأوروبي وفقا لمصالحه، شعب ودولة المساليت إلى شقين مما ساهم في تفكيك واضعاف دولتهم التي قاومت الاستعمار ولكن اليوم اصبحت حقوقهم مهضومة في البلدين اللتين ترزحان تحت حكم الإستبداد والقمع منذ عقود.
وبرغم حق تقرير المصير يعتبر الحل الأمثل لتجاوز أزمة التمييز القبلي وصراع الهوية الذي يشل عملية التحرير وهزيمة المشروع العروبي العنصري في السودان إلا أن الاستقلال لايضمن الإستقرار والسلام الدائم في جنوب السودان الدولة التي عانت شعوبها من العنصرية والقتل على الهوية والدين طوال خمسة عقود.
وبصرف النظر عن ايجابيات حق تقرير المصير بكونه يوقف الحرب ومعاناة المدنيين على الأقل غير أنه يمنح العدو مالا يستحقه ويمكنه من الإستمرار في مسعاه لتصفية الوجود الإفريقي. ولكن حاجة الشعوب السودانية التي ارهقتها الحرب للسلام تستوجب على السودانيين بمختلف اعراقهم ومشاربهم الفكرية الاحتكام للحوار وحل خلافتهم سلميا فالحرب استنزفت موارد البلاد ولم تعد للسودانيين إلا بالخراب والدمار.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة