أشنع مرض نفسي يصاب به الإنسان أن تتأصل في دواخله الأحقاد العنصرية الوبيلة وتغدو تنخر أحشاءه وتفريه وتهريه وتشحن روحه بالبغضاء وتحشدها بالشحناء. ثم لا يبق من هذا الشخص المضطرب سوى شبح شاحب يخبط في الظلماء العنصرية المطبقة. وهذا المرض داء قديم موروث من إبليس الرجيم استولى عليه وأورثه أولياءه من الإنس والجن. فقد كان أول مخلوق تحدث بنفس عنصري حاد تحدى به إرادة الله تعالى ورفض بدافعه أن يسجد لسيدنا آدم عليه السلام. وتجرأ مدفوعا بإحساسه العنصري القبيح ليواجه الله تعالى قائلا:(أَأَسْجُدُ لِمَنْ خَلَقْتَ طِينًا)؟! وقال أخزاه الله تعالى:(أَنَا خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ). وهذا الداء الإبليسي هو الذي اعتور بريشا واعتور شريحة متطرفة من رهطه من غلاة العنصريين الشعوبيين الشيوعيين والجمهوريين. وقد استثمر شياطين الشيوعيين والجمهوريين بخاصة في أصحاب هذه التوجهات النفسية المريضة وغذوهم بطوائف من الشبهات المختلقة. وهكذا التقط العنصري الحاقد بريش شبهة زائفة من كلام الجمهوري الشعوبي الحاقد النور حمد ورددها قائلا:" إن دخول العرب إلى بلاد النوبة دون رتوش ولف ودوران، كان (احتلالا كامل الدسم) بهدف اقتصادي بحت وليس لنشر الإسلام كما زعموا وهم يدكون أرض النوبة بالمنجنيق دكا، ويعدون (يقصد ويعيدون!) الكرة بعد الآخرى لإخضاعها لهم بكل الطرق والوسائل". ولأن بريشا يعاني من مرض نفسي كاد يطبق على عقله بعد أن أطبق على روحه فإنه لم يفطن إلى ما في مقولته هذه من التناقض والتعارض التام مع حقائق التاريخ الناصعة. فمن الثابت تاريخيا أن العرب لم يحتلوا بلاد النوبة في أي دور من أدوار الزمن بل تصالحوا معهم ذلك الصلح المعروف باتفاقية البقط التي ظلت تحكم علاقات الطرفين أكثر من ست قرون تكامل في غضونها إسلام السادة النوبيين الأماجد. وبتقرير هذه الحقيقة التاريخية التي لا ينكرها عاقل تسقط دعوى بريش القائلة إن العرب فتحوا بلاد النوبة ليستنزفوها اقتصاديا، فهم لم يفتحوها أصلا وبالتالي لم يستنزفوها! وبدخول السادة النوبيين الكرام في دين الله أفواجا تسقط دعوى بريش القائلة إن العرب لم يأتوا إلى بلاد النوبة لنشر الإسلام. فكيف دخل السادة النوبيون الإسلام وعن أي طريق دخلوا سوى طريق العرب الأشراف؟! وفي الواقع فإنه لم يكن للعرب من وراء احتكاكهم بالنوبيين وتغلغلهم في أوساطهم سوى هدف واحد هو نشر الإسلام فيهم. وهو ما تحقق رويدا رويدا في خلال عدة قرون. ولا ينكر منصف أن السادة النوبيين في عامتهم مسلمون فخورون بإسلامهم ولا يبتغون به اليوم بديلا. ولا ينكر هذا الانجاز الدعوي الإسلامي التاريخي البادية آثاره للعِيان، إلا عِيان بريش المنكرة، وعِيان شريحته العنصرية الغاشمة المنطوية على البغضاء! وليس سوى المرض النفسي القتال الذي يفتك بأحشاء بريش ما يوحي إليه أن يقول:" نعم.. الإقتصاد (يقصد الاقتصاد!) والنساء والرق كان هدفا استراتيجيا (يقصد كانت أهدافا استراتيجية!) لدي المحتلين المسلمين يحملونه (يقصد يحملونها!) لكل مكان يستطيعون الوصول إليه (كيف يحمل الإنسان أهدافه معه؟! إن الإنسان يتجه نحو أهدافه ويسعى إلى تحقيقها ولا يحملها معه!) ولم يكن نشر الإسلام سوى هدفا ثانويا لهم. ومن يقول غير ذلك فهو لا يكذب إلا على نفسه". وحسب منطق الحقد العنصري الفاتك الذي يفتك بهذا الشخص فإن من يقول بغير ذلك القول فهو كاذب حتى ولو صحح نحو العبارة المختل ليقول:" ولم يكن نشر الإسلام سوى هدف ثانوي لهم"! ومن شدة تورط هذا الإنسان الضال في أسر الداء العنصري العضال، ومن شدة كرهه للسادة العرب ولدين الإسلام، فإنه قد تمنى للنوبيين أن يبقوا على الديانة النصرانية وألا يهتدوا للإسلام. وهذا ما جاء في قوله إن بلاد النوبة:" كانت بلدا لأرقى الحضارات الإنسانية وقتها، وكان يعيش فيها أصحاب الديانة المسيحية، والمسيحية كما نعلم هي دين سماوي أنزله الله للناس، وليست دينا من عند ونجي أو امروز حتى يأتيهم العرب بدين جديد". وما جاء في قوله:" لم تكن بلاد النوبة تعيش في ظلام أو جاهلية حتى ينقذها العرب الذين كانوا بعدين كل البعد عن هذه الحضارة". ولكن لحسن الحظ فقد هجر النوبيون ديانتهم النصرانية كما هجر نصارى هجَر واليمن والعراق والشام ومصر وشمال إفريقية ديانتهم واعتنقوا الإسلام. وقد قبل السادة النوبيون الإسلام دينا متينا وتركوا حسرة لا تهدأ وجمرة لا تنطفئ في قلب بريش! ولا أدري أي حجة هذه التي يستخدمها هذا الشخص المنكوب المتنكب، الذي يفترض أنه مسلم، في مواجهة دين الإسلام. فهو بدافع من دائه النفسي المميت يدعو إلى حجر حركة الدين الإسلامي ومنعه من التمدد في المهاد التي تسودها الديانة النصرانية. وبالتالي فهو يفضل النصرانية على الإسلام! ومن هذا يتبين لنا أن العنصرية قد تدفع بصاحبها إلى بوائق الكفر كما دفعت بإبليس قديما إلى مهاوي الكفر. وهذا بعض تشريحنا لداء بريش وشريحته، ويتصل تشريحنا لهم ولأحوالهم بعون الله تعالى.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة