أنكر كويتب من وزن الريشة يدعى عبد الغني بريش معلومة من معلومات التاريخ الثابتة تفيد بأن تجارة الرقيق كانت تمارس على المستوى العالمي وأن الشعوب السوداء قد مارستها مثلما مارستها الشعوب البيضاء سواء بسواء. وقد أشارت هذه المعلومة التاريخية المؤيدة بالأدلة الراسخة إلى أن الشعوب السوداء قد استرق أفرادُها بعضهم البعض، كما استرق أفرادُ الشعوب البيضاء بعضهم البعض. ولكن هذا الشخص المتنطع المسمى بريش لم يجد في نفسيته ولا في عقليته قرارا يلزمه بما يُلزم الشخص السَّوي بقبول المنطق السَّوي! ولذا اندفع يرفض معلومات التاريخ المستقرة وينكرها بلا حجة ولا دافع سوى شعوره العنصري العميق الراكز بالدونية! وبأثرٍ من الحنق الفائر من وجدانه المضطرم، وبسببٍ من كراهيته العارمة للعرب المسلمين، ولشدة وطأة العقد النفسية العنصرية التي استحكمت فيه واستبدت به، يزمع هذا الشخص أن يعيد تحرير صفحات التاريخ العالمي، مما يخص تجارة الرقيق، بحيث لا يدع فيها نخاسا ممارسا لهذه التجارة البغيضة إلا إذا كان من العرب المسلمين! ومن طرف آخر ظنَّ هذا الكويتب أن في طوقه أن ينقح كتب العقائد طرا حتى يتسنى له القول بأنه لا يوجد كتاب سماوي أو غير سماوي أباح هذه التجارة غير القرآن الشريف! ولم يكن هذا التطاول الباغي إلا طرفا قاصرا من دفق الدعاوى المتداعية التي افتراها هذا الشخص المتوقح المثقل بالآصار والأغلال النفسية. فقد تكاثرت دعاواه وتمددت حتى جاوزت كل حدود الأدب واللياقة والذوق، وفارقت كل أطر التهذيب والتشذيب، واستلزمت من ثم أن نتولى، في هذه الحلقة والحلقات التي تليها بعون الله تعالى، أن نزجره ونؤدبه، ونعمل على إشفائه وإبرائه وتحريره من شيء من العقد النفسية المتراكمة التي ينوء تحت ضغطها ويتصرف بوحيها. وقد كان من طبع هذا الشخص أن اتصف بجهل شديد التركيب، وبمبالغة فظيعة في التنطع الانفعالي العنصري، وولع متأصل فيه لبث الدعاوى والشكاوى التي ما لها من عَمَد أو سند، وقد سوَّغ له ضلاله أن يرفض قولي الذي أوردته في سياق الرد على الشعوبي النور حمد بأن النوبة السودانيين كانوا في جاهليتهم التي أنقذهم الإسلام منها يتاجرون بالرقيق، وأن الأفارقة عموما كانوا يمارسون هذه التجارة البغيضة ويصطادون بعضهم البعض في أثناء الغارات غير المتكافئة، ويقهرون من يُلقون القبض عليه ويَشروْنه بثمن بخس في الأسواق المحلية والساحلية. وبدلا من أن يبذل هذا الشخص جهدا عقليا ليأتي بدليل أو شبه دليل، أو بقرينة أو شبه قرينة تنفي قولي هذا الذي لم أنفرد به، وإنما قامت على صحته آلاف الأسناد والشواهد من كتابات وأقوال الأفارقة المسترَقين الذين نقلوا إلى أمريكا، ومنهم من سبق أن نقلنا شهادته الحرفية على طولها من أمثال شهادة عمر بن سعيد الفوتي التي حررها أصلا باللغة العربية، إذا به يرفض كل هذه الحقائق التاريخية الراسخة التي لا يرفضها شخص له صلة ولو واهية بعلم التاريخ. ولم تكن لهذا الشخص من وسيلة لرفض قولي الصائب بهذا الخصوص إلا رشحا مذموما وسيلا محموما من العواطف الوخيمة التي يدمن ابتذالها أمثاله من العنصريين المبتذَلين فقال:" عزيزي القارئ.. حينما تقطر الأقلام حقدا وكراهية، يتحول من يحلو لهم أن يوسموا با"المتعلمين " (هكذا كتبها!) إلى مجرد حاقدين وسفلة، تمتلئ صدورا غيظا لتنفث ألسنتهم وأقلامهم سموما، بدل أن تنطق وتبين عن أفكار تفيد الناس في شيئ. شخصيا لم أكن أعلم أن صاحب المقال المعنون (النوبة السودانيون هم الذين اقترحوا تقديم الرقيق إلى العرب الفاتحين) يمتلك مهارة الكذب وتشويش الحقائق وطمسها، فقد سمعت به فقط منافقا متزلفا، مستميتا في مدح وإطراء أولياء الأمر وأولياء النعم". فكأنما ظنَّ الرويبضة أن مجرد وصف القائل بحقيقة تاريخية متواترة تسندها آلاف الأمثلة والأدلة، بأنه شخص حاقد وسافل، وأن صدره ممتلئ غيظا، وأن لسانه وقلمه ينفث سموما، يكفي لدحض ما جاء به من الحق! فهذا الضرب من المنطق العاطفي المتوتر هو قصارى ما اقتدر عليه المدعو عبد الغني بريش وقصارى ما اقتدر عليه رهطه من الغلاة العنصريين الذين ما لهم من قضية في الوجود سوى إدمان التعبير عن توترهم العنصري!
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة