*كنا بصحيفة (أجراس الحرية) إبان سقوط بغداد.. *وقبل السقوط سقطت طائرة أباتشي جراء عطل فني.. *وسقط إعلام النظام البعثي في اختبار المهنية لحد الفضيحة.. *قال إن المقاتلة المتطورة أسقطها فلاح عراقي ببندقية صيد.. *وسقط من خلفه إعلام كثير من أنظمة العرب (القمعية).. *فالقمعيون يناصرون بعضهم البعض في كل زمان ومكان و(سقوط).. *وفي صحيفتنا فوجئنا بعنوان غريب صباح اليوم التالي.. *عنوان تم تمريره في مثل (ليل) إسحاق الذي (آخره) خزعبلات.. *ونص العنوان (وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى).. *وطبعاً الاستشهاد بكلام الله في مثل الحدث المذكور هو منتهى السخف.. *وكأنما المراد من العنوان أن الله هو الذي أسقط الأباتشي.. *وكان محقاً صديقنا وراق إذ تساءل بغضب (طيب كيف إذا سقطت بغداد؟).. *هل نقول إن الله- وأستغفر الله- كف عن الرمي لصالح صدام؟.. *أم نقول إنه رمى رمية واحدة وكف عن مواصلة الرمي؟.. *وعقب السقوط ظهر الفلاح (البطل) ليقول الحقيقة.. *قال ببساطة الفلاحين إنه (لا أسقط أباتـ شي، ولا يعرف أي شي).. *فقط أتوا به أمام الكاميرات وقالوا له قل فقال.. *فشعارات الدين أجل من أن (نعبث) بها في واقعنا المليء بخطايا شهوات السلطة.. *وأن أتحدث هنا على مستوى الأنظمة ، لا الأفراد.. *وفي عهد الخليفة عمر نجا (الصحابي) المغيرة بن شعبة بأعجوبة من تهمة الزنا.. *لم يعصمه وضعه القيادي- ولا الديني- من المساءلة.. *فمن بين أربعة شهود (تلجلج) واحد فكان في هذا نجاته من حد الزنا.. *فكبر المغيرة فرحاً، وصرخ أتباعه بشعارات الدين.. *فما كان من عمر إلا أن صاح في وجهه (أسكت، أخزى الله مكاناً رأوك فيه).. *وبقي في نفسه شيء من (حتى) تجاهه.. *وقيل إنه كان يردد كلما صادفه (والله ما رأيتك إلا خفت أن يخسف الله بي الأرض).. *فآيات القرآن علينا أن ننزهها عن (مواطن الشبهات).. *وكذلك التكبير والتهليل وشعارات الدين حين يتعلق الأمر بشهوات السلطة.. *والآن صدر حكم ببراءة محمد حاتم (المجاهد) من تهمة السرقة.. *ولكن هذا لم ينف تسلمه مبلغ (50) ألف دولار من ديوان الزكاة.. *وحجة طلب هذا المبلغ هو إنشاء قناة دينية باسم (الضحى).. *ثم لم ير الناس (ضحاها) إلى أن (سجى ليل) محمد حاتم في التلفزيون.. *وبالأمس احتفى أتباع (المجاهد)- من المجاهدين- ببراءته.. *وكان شعار الاحتفاء (إن الله يدافع عن الذين آمنوا).. *فهل دافع الله عن صاحب (الضحى )؟!! assayha
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة