قطعت الولايات المتحدة الامريكية رسميا قول كل خطيب كما يقولون في المثل الشهير الذي يستخدم عادة عند حسم الشكوك حول موضوع او حادث معين وقطعت الطريق ايضا عمليا امام اي فرصة للمناورة او الانكار او التشكيك في صحة ذلك التقرير بواسطة حكومة جنوب السودان التي كانت قد اعلنت امس في خبر لايحتوي علي تفاصيل عن اعتزامها مقاضاة النشاط الامريكي كولني والتقدم بشكوي ضده بتهمة اشانة السمعة وذلك عبر الاعلان رسميا عن دعمها لتقرير السيد جورج كولني ومجموعة "ذي سنتري" حول فساد الدولة في جنوب السودان والجرائم والانتهاكات التي صاحبت عملية النهب المنظم للاموال وموارد دولة جنوب السودان. وجاء في الاخبار ان السيد كولني وبعض اعوانه في المجموعة التي قادت تلك التحقيقات قد التقوا الرئيس الامريكي باراك اوباما بينما ايدت وزارة الخارجية الامريكية رسميا تقرير المنظمة المعنية وحذرت حكومة جنوب السودان من اتخاذ اجراءات لكف مسؤولين عن الفساد وقال مارك تونر الناطق الرسمي باسم الخارجية الامريكية "نحن نعمل بشكل وثيق مع مجموعة ذي سنتري" لضمان استخدام المعلومات التي جمعتها في هذا الصدد من اجل هذه الغاية. وقال المتحدث باسم الخارجية الامريكية ايضا ان بلاده كانت من ابرز الدول المانحة لجنوب السودان ولعبت دورا اساسيا فيما وصفه "بدعم نضال جنوب السودان من اجل الاستقلال ولكنه عاد وقال انهم اصيبوا بخيبة امل ازاء الفوضي والحرب الاهلية واضاف قائلا " في الوقت الذي كان فيه المسؤولين ينهبون خزائن الدولة ظلت الدول المانحة ومن بينها الولايات المتحدة تؤمن دعما متوصلا لشعب جنوب السودان". ومضي الناطق الرسمي باسم الخارجية الامريكية في هجومه علي حكومة جنوب السودان قائلا.. ان سبب مايجري هناك ليس الخلاف المزعوم بين رياك مشار وسلفاكير وانما "التنافس علي الجائزة الكبري والاستيلاء علي ثروات البلاد بواسطة شبكات للنهب تابعة لسلفاكير ومشار. الي ذلك وبالتزامن مع تقرير المنظمة الامريكية حول مجريات الامور وقضايا الفساد في جنوب السودان تتداول وكلات الانباء بعض الاخبار عن تعرض عشرات الالاف من الناس لخطر المجاعة ولم يعد امامهم غير العيش في المستنقعات ومحاولة البقاء علي قيد الحياة اعتمادا علي قطرات ماء وعظام الحيوانات. وقالت وكالات الانباء ان مايقارب الاربعة ملايين شخص اصبحوا متاثرين بالمجاعة وربما ينتهي الامر بكارثة انسانية مالم يسارع المجتمع الدولة باغاثتهم و قال تقرير اخباري في هذا الصدد ان المواطنين في بعض اجزاء جنوب السودان اصبحوا يعتمدون علي طهي عظام الحيونات لانه لايوجد شي اخر يقتاتون منه. ووصف تقرير اخر الوضع في مدينة جوبا عاصمة جنوب السودان وقال ان المواطنين اصبحو يشترون "نصف قطعة الطماطم" الواحدة لانهم لايستطيعون شراء قطعة كاملة. سينتظر الناس ايضا بمزيد من الحذر والقلق تطورات الاوضاع الشائكة والمعقدة في جنوب السودان وردود الافعال المتوقعة من حكومة جنوب السودان التي حرمت عمليا من فرصة الدفاع عن نفسها بعد دخول الولايات المتحدة الامريكية علي كل المستويات وتقديمها دعما غير محدود لجورج كولني في مواصلة مهمته في هذا الصدد وهو نفس الشخص الذي اعلنت رئاسة الحكومة في جنوب السودان امس عن رغبتها في مقاضاته حيث اصبح عليها ان اردت السير علي هذا الطريق ان تستعد ايضا لمقاضاة البيت الابيض وصديقتهم القديمة التي استدارت عليهم اليوم . sudandailypress.net
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة