|
Re: هل الإنتفاضة بدون مشاركة الحركات المسلحة (Re: د. عبد المنعم مختار)
|
د . عبد المنعم مختار التحيات لكم وللقراء الكرام مقالك هذا جيد للغاية ، ولكنه مقال يفتقد الكثير والكثير من الواقعية والمصداقية ، مقال يتحايل ليركز على مجريات الأحوال الحالية في السودان وذلك بالتعمد في إغفال العديد من العثرات التي تعيق الانتفاضة الثالثة في البلاد ،
Quote: هل توفرت شروط التغيير ؟ من خلال دراساته المتعمقة للثورة المهدية، يطرح بروفسير هولت أربعة شروط لنجاح الثورة بالسودان: 1. استشراء حالة من السخط العام ضد النظام الحاكم تعم معظم طبقات وفئات الشعب 2. ارتفاع حدة السخط لدرجة كفيلة بكسر حاجز الخوف 3. توفر قيادة سياسية قادرة على تحويل هذا السخط لثورة شعبية 4. توفر قوة مسلحة لحماية الثورة الشعبية وحقن الدماء ..
|
ثم تضيف قائلا : Quote: اننا نعتقد ان شرط السخط العام قد توفر في السودان حالياً. فحالة الحنق والغبن، الناجمة أساساً من التدهور المريع والمستمر للأوضاع المعيشية، لم تعد حصراً على الموالين للحزب الحاكم بل تمددت لتشمل قطاعات عريضة من منسوبي المؤتمر الوطني. ان ارتفاع اسعار الدولار من 3 الالاف جنيه في العام 2012 الى 16 الف جنيه حالياً ادى الى تدهور القوة الشرائية حتى لكبار موظفي القطاع العام والخاص . |
ونحن نقول لكم بأن شروط السخط لم تتوفر بالكامل إطلاقاَ وخاصة عندما نراوغ ونخدع البعض بالكلام المعسول ، والشعب السوداني يدرك جيدا أن تلك الشروط الناقصة متوفرة منذ الأيام الأولى لثورة الإنقاذ ، ومع ذلك لم يبالي الشعب السوداني بالانتفاضة الثالثة . والسبب الأساسي في ذلك هو مرارة التجارب السابقة . ولسان حال الشعب السوداني يقول : ( لو كنا نعلم بديلاَ صالحا وواعياَ ما لبسنا في العذاب المهين ) ، فِأين ذلك البديل الصالح ؟؟ ، وتلك الساحات تعج اليوم بفضلات الماضي البغيض ، كما تعج بالجماعات المتمردة الفالتة الجاهلة ، فهل تكفي شروط السخط التي ذكرتها في مقالك لإزالة حالة سيئة لتحل محلها حالات أسوا وأسوا ؟؟؟ ، فأنت بمجرد الأمنيات تريد إزالة نظام البشير الظالم الفاسد لتحل محله حالات الفوضى والدمار ، ولم تعتبر إطلاقا في حساباتك ذلك البديل الأسوأ !! ، تريد فقط أن تفتح الأبواب لحثالة من البشر تعشق التمرد والانفلات ، فالحكمة لا تكمن فقط في الانتفاضة والإزالة بقدر ما هي تكمن فيما وراء ذلك !! ، ثم ثانيا وثالثا ورابعا أين نتائج الانتفاضات الأولى والثانية ؟؟ .. تضحيات من شعب عظيم في أعقابها سلمت الأحوال لفئات من الأحزاب البدائية الغبية البليدة ، والتي نحرت الانتفاضات في مهدها !! . ومازالت تلك الأحزاب تترصد عند الأبواب لتمطي صهوة الانتفاضة الثالثة ، وبجانبها تترصد جماعات غوغائية متمردة جاهلة تقف عند الأبواب كذلك ، والتفكير العميق يقود الشعب السوداني إلى فكرة السلبية المطلقة ، فلا بارك الله في هؤلاء القابضين على الزمام . ولا بارك الله في هؤلاء الحثالة المترصدين عند الأبواب . وتلك هي الحكمة التي مشى عليها الشعب السوداني منذ سنوات وسنوات رغم شدة المعاناة . وتلك هي العثرات التي أعاقت الانتفاضة الثالثة منذ الماضي البعيد .
|
|
|
|
|
|