كمال الهِدي [email protected] خلال حفل تدشين (وهم) جديد أسموه برنامج " الحديث الأسبوعي" لوزارة الإعلام" نفى الوزير أحمد بلال إخفاء وزارته لأي معلومات سرية عن الشعب ووسائل الإعلام، زاعماً أن الحكومة الراشدة هي التي توفر المعلومات لأجهزة الإعلام، وقال أن ما يقومون به ليس منحة إنما حق بموجب القانون والدستور!! وعبر وزير إعلامنا المبجل عن فخرهم بالأداء الإعلامي، متعهداً بالعمل بقلوب وصدور مفتوحة لأن الصحافة شريك أصيل في الهم الوطني، وبشر بنهوض الإعلام السوداني في مرحلة ما بعد الحوار وقدرته على مواكبة الإعلام الحديث. ومن حقنا أن نتساءل هل يضحك هذا الوزير على نفسه أم على جميع أفراد الشعب؟! لسنا أغبياء إلى هذه الدرجة التي نصدق معها كل ما تصرحون به يا وزير الإعلام، وإن كنت فعلاً تؤمن بالشفافية كان عليك أن تكمل الحديث فطالما أنك تعرف أن الصحافة شريك أصيل في الهم الوطني لابد أن تقول لنا لماذا يتم تشريد العديد من الزملاء لا لشيء سوى أنهم يعبرون عما يجيش بصدورهم بكل وضوح وصراحة لا تعجبكم، كما كان لزاماً عليك أن توضح لنا سبب مصادرة الصحف بين اليوم والآخر بعد أو قبل طباعتها ودوافع الملاحقة المستمرة للزملاء والزميلات والتحقيقات التي لا تنتهي مع كل من يتجرأ بنشر خبر من النوعية التي لا تريدون لها أن تُتداول. شخصك وأمثالك آخر من يحدثون الناس عن القانون والدستور لأنك كوزير للإعلام تصمت صمت القبور أمام حالات التشريد والإعتقالات ومنع الصحف من الصدور دون أسباب وجيهة. لقد فهمنا يا سيادة الوزير حتى دون أن تنطق بكلمة لتفسير برنامجكم الأسبوعي، فهو يستهدف الصحف التي باع رؤساء تحريرها وناشروها أقلامهم بالرخيص جداً. هؤلاء هم من سيتطوعون ويطيعونكم دوماً بنشر ما ترغبون في نشره مع الصمت التام تجاه كل ما تريدونه أن يظل حبيس صدورهم، وكأنهم مجرد تلاميذ مدارس لم يشبوا عن الطوق. ليس لدينا في دولتنا الحالية إعلاماً حراً نزيهاً يا سيادة الوزير حتى تبشرنا بنهوضه في فترة ما بعد الحوار، فالحوار نفسه كان خديعتكم الكبرى ولم يصدقه إلا الأغبياء أو النفعيين. فمن غير المنطقي أن يترافق الحوار مع القتل والإعتقالات وسط طلاب الجامعات لمجرد أنهم عبروا عن رأيهم ورفضهم لعمليات البيع التي طالت الكثير من مؤسساتنا. أنتم مستمتعون بإعلامكم الموجه وصحفييكم الذين ينفذون التعليمات والتوجيهات كما يجب من أجل أن يلمعوا كنجوم مجتمع في هذا الزمن الرديء ويكتنزوا الأموال ولو على جثث أبناء شعبهم، وتباً لمثل هؤلاء الذين انعدم عندهم الضمير وغرتهم الحياة وبريقها الزائل. وما دمتم تستمتعون بهذا الوضع لا نرى داعياً لمحاولات بيع الوهم المستمرة فدعك من مثل هذا الهراء الذي تطلقه بين الفينة والأخرى، وتذكر أنك نفس ذلك الشخص الذي تحدى الشعب في أكثر من مناسبة، فلا يستقيم عقلاً أن تتبع منهج ( لحس الكوع) في يوم ثم تتحول فجأة في يوم آخر لتبدو كليبرالي منفتح ورجل دولة شفيف، فالشفافية في اتجاه وشخصكم يسير في الاتجاه المعاكس تماماً. ونذكرك بأن غالبية أفراد هذا الشعب الأبي لم تعد تفوتهم شاردة ولا واردة وقد انكشفت لهم كل ألاعيبكم فـ ( عوسوا عواستكم) ما دمتم غير سائلين في ما يمليه الضمير أو ما يسألكم عنه رب العالمين ولا تحاولوا تبرير سوء أعمالكم أمام الشعب الذي وضحت له الصورة تماماً.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة