د. محمد عثمان الجعلي :كلمات في حق إنسان متفرد أو محاولة الدخول لعوالم الجعلي المدهشة (1)

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-27-2024, 00:07 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
03-29-2016, 03:51 PM

عبدالله محمد سليمان
<aعبدالله محمد سليمان
تاريخ التسجيل: 01-13-2014
مجموع المشاركات: 28

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
د. محمد عثمان الجعلي :كلمات في حق إنسان متفرد أو محاولة الدخول لعوالم الجعلي المدهشة (1)

    02:51 PM March, 29 2016

    سودانيز اون لاين
    عبدالله محمد سليمان-
    مكتبتى
    رابط مختصر


    ( يا أيتها النفس المطمئنة ، إرجعي إلى ربك راضية مرضية ، فأدخلي في عبادي وأدخلي جنتي) صدق الله العظيم.
    اللهم يا حنان يا منان أرحم الصديق الوفي والأخ العزيز البروفسور محمد عثمان أحمد الجعلي "إبن نوره" رحمة واسعة وأجزل ثوابه وثقّل ميزانه وأشمله بمغفرتك وعفوك واسكنه الفردوس الأعلى من الجنة مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا. اللهم تقبل دعاء كل من دعا له من الأهل والأحباب والأصدقاء والمعارف الذين أحزنهم فقده وأبكاهم رحيله، أولئك الذين اصطفوه أخا وصديقا وحبيبا لما حباه الله به من القبول وكريم السجايا، أولئك الذين يعلمون حقا وصدقا أنها مشيئة الله وقدره المقدور ولا يقولون إلا ما يرضي الله رب العالمين ( إنا لله وإنا إليه راجعون).
    مدخل: ( يا ليت الله ما خلق العمر!)
    حين بدأت رحلتي بالقطار من محطة ويفرلي بمدينة أدنبره قبيل الكريسماس عام 1978م قاصدا ليفربول كانت بقايا الحناء في يدي وقدميّ. كنت قد أتممت مراسم زواجي في أكتوبر من ذلك العام، وكان شأني كعادة المبتعثين للدراسة بالخارج في تلك الأيام أن يتزامن زواج أغلبهم مع البعثة الدراسية لأسباب كثيرة معروفة. كنا نتهاتف منذ لحظة وصولي أدنبره، بارك لي الجعلي رحمه الله سلامة الوصول وهنأني بالزواج وسألني كعادته عن أصدقائنا وعن بعض إخواني وأقاربي تعرف عليهم حين بدأت علاقتنا في النصف الأول من سبعينات القرن الماضي. لم تكن المرة الأولى التي نلتقي فيها في بلاد العم سام، فقد إلتقينا فيها من قبل عام 1975م حين قدم إلى لندن خصيصا للسلام علينا أنا وثلة من رفاقه أبرزهم صديقنا الحبيب المغفور له الطيب عمر خالد الذي جمعتني به رفقة العمل في رئاسة المؤسسة العامة للقطاع التجاري. الطيب الذي رحل عن دنيانا الفانية في ريعان الشباب وكان حزني وحزن الجعلي عليه كبيرا. كنا قد حضرنا إلى لندن في كورسات تدريبية قصيرة، وكنا نقيم في منطقة ساوث كينجزتون واجتمع للقاء الجعلي كل أصدقائنا من أطراف لندن الواسعة.
    وجدت الجعلي في انتظاري بمحطة لايم استريت في ليفربول حين وصلها قطار أدنبره، هاشا باشا على طريقته المتفردة حين يلقى الصحاب. وكعادته رحمه الله وكعادتي أيضا حين نلتقي يأخذ كل منا الآخر في حضنه ونتمايل يمنة ويسرة كأننا نؤدي رقصة، ويدلك كل منا ظهر أخيه بيديه ويسمعني في أثناء ذلك عبارته الأشهر كلما ألتقينا (عبدالله....عبدالله...ما تبكي)! ظل الجعلي رحمه الله يردد على مسمعي هذه العبارة الأثيرة كلما ألتقينا حين جمعتنا الغربة للدراسة وحين عدنا للوطن وكنا نلتقي في الخرطوم وبحري، وحين جمعنا الاغتراب في السعودية في الرياض والمدينة المنورة وجدة ومكة، وحين كنا نسافر إلى القاهرة لحضور مؤتمرات ولقاءات الأشقاء الاتحاديين.
    أخذني الجعلي لشقته في الحي الثامن في ليفربول وهناك عرفني بنفر من أخلص أصدقائه. كان الجعلي مقصد خلق كثير من الأقران والأصدقاء. في صالونه بالشقة مجموعة من الكتب والمؤلفات تلفت الانتباه لا سيما ما يخص الثقافة والفكر السوداني ومجموعة من دواوين الشعراء السودانيين بالعامية والفصحي. لازمه هذا الاهتمام طيلة عمره المبارك فأعانه على تجويد الكتابة وخرجت مؤلفاته المبهرة للناس. كانت كتبه مبذولة لكل من يغشى داره في ليفربول من زملائه، ما أظنه كان يؤمن كثيرا بمقولة (غبيان، معير كتاب ومعيده). كان الجعلي رحمه الله حين تجمعنا به المجالس يتحدث فينتقي كلماته وكأنه يكتبها كتابة, له في القول فنون يعبر بها عن أفكاره ورؤاه بأسلوب راق محبب مبهر. هذه خاصية عرفها عنه كل أصدقائه وأحبابه حتى قبل أن تخرج للناس مقالاته الشيقة وإصداراته القيمة. قضيت أيامي برفقة الجعلي في ليفربول بعد أن طفنا على معالمها البارزة ولم ننس الميناء حيث كانت ترسو إحدى بواخر الخطوط البحرية السودانية (أظنها مريدي) ولأني كنت قد عملت بالخطوط البحرية عام 1973م بأكمله، تعرفت على القبطان والباشمهندس البحري وعدد من البحارة وجميعهم من أبناء مدينتي الحبيبة (بورتسودان). وكان الجعلي رحمه الله حفيا بهم وعلمت أنه ورفاقه في ليفربول يتواصلون من حين لآخر مع طواقم البواخر التي تصل ميناء ليفربول. وأذكر أنني حين لقيت طاقم الباخرة السودانية ومعي الجعلي رحمه الله كان تعليقه (الليله يا عبدالله لقيت ناسك !) هذا حين لاحظ فرحي وابتهاجي بلقائهم، وحقيقة هم "ناسي" وأهل مدينتي التي لا يضاهي حبي لها ، وربما يفوقه، إلا حب الجعلي رحمه الله لمدينته " الخرطوم بحري" المدينة البوتقة التي شكلت وجدانه وألهمته الكثير من إبداعاته وإشراقاته الأدبية والفكرية.
    لقد تصرمت السنين وبقي في ذاكرتي كل هذا وبقي فيها أيضا مقولة رواها لي الجعلي رحمه الله حين زرته في ليفربول أواخر عام 1978م وهي أن أحد أبناء الجالية اليمنية في تلك المدينة، وكان عدد منهم من معارف الجعلي وأصدقائه وهم يعملون في ليفربول في البقالات وغيرها يغشاهم الجعلي وأصدقاؤه لقضاء حوائجهم، قال له ذلك اليمني ذات مرة ( يا عثمان يا ليت الله ما خلق العمر، نولد على خمس وعشرين ونظل عليها!) كان الجعلي عليه الرحمة يتندر وهو يردد هذه العبارة الرامزة بأسلوبه الدرامي المحبب حين يقلد أحدا، بصوته الهادئ الأثير وهو يمزجه بضحكاته الهامسة. نعم يا عثمان (ليت الله ما خلق العمر!) تلك أمنية ذلك الصديق اليمني ولعلها أمنية العاجز، وحاشاك لم تكن ممن يتبعون النفس هواها ويتمنون علي الله الأماني. نشهد الله أنك صبرت واحتسبت وأحببت وأوفيت وبذلت وأعطيت في كل ميدان ولهذا أحبك الناس وما برحوا يدعون لك بالمغفرة ويسألون الله لك القبول. رحمك الله يا عثمان، فاليوم وقد استبد الحزن إثر رحيلك الفاجع حق لي أن أسمعك تردد مقولتك لي ( عبدالله...عبدالله... ما تبكي)! وهيهات هيهات.






    أحدث المقالات
  • تصريحات الاخوان المسلمين !! بين نقض التجربة !! واشتهاءات السلطة!! بقلم بثينة تروس
  • حالة الممارسه الديمقراطيه الاميريكيه في سباق الرئاسه بقلم دالحاج حمد محمد خيرالحاج حمد
  • ( يغلب أجاويدك ) بقلم الطاهر ساتي
  • خيوط دخان الحشيش بقلم أسحاق احمد فضل الله
  • تقرير موسع عن نشاطات النظام الإيراني الإقتصاديه في العراق بقلم صافي الياسري
  • المعلم الشهيد / محمود محمد طه الميت الحي(1) بقلم حيدر احمد خيرالله
  • حسن صادقي.. الإيراني الذي ليس لديه ما يخسره..! بقلم وائل حسن جعفر
  • أدوات التغيير( 2): حروب الجيل الرابع بقلم عثمان نواي
  • ذكري مذبحة الضعين بقلم شوقي بدري
  • سلوى ألشذى شعر نعيم حافظ
  • دور جنوب السودان فى الوُحدَةِ والإستقلال، وكيف خَذّلهُ المركز؟ (7) بقلم عبد العزيز عثمان سام























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de