الاستاذة الفاضلة الكريمة نتابع كتابتك عن التجربة الديمقراطية في بريطانيا ومقارنة ذلك بواقع السودان السياسي وحالة الفوضي الرهيبة وعدم القدرة علي تصنيف التجربة السياسية القائمة منذ فجر الثلاثين من يونيو 1989 التجربة التي خرجت علي نص الانقلابات العسكرية السابقة التقليدية منها مثل انقلاب الفريق عبود التقليدي والعسكري الصرف وانقلاب مايو الذي احاطت به ظروف تحالفات سياسية معينة ساعدت في تدبيرة وتبريرة ومن ثم انتقل الي تحالفات بداية من سيطرة الشيوعيين القصيرة الاجل والي اشراف القوميين العرب علي مابعد تلك المرحلة ثم مرحلة التنكوقراط السياسي المتعدد الخلفيات حتي منتصف السبعينات وبداية الدولة الاخوانية السرية الموازية داخل حكومة مايو التي تمت تصفيتها علي مراحل بعد ذلك.النظام الراهن في السودان لاهذا ولاذاك ولاتوجد اي قواسم مشتركة بينه وبين حكم عبود ولانظام نميري المتعدد الاشكال ودونك ماوصلت اليه احوال الناس والعباد اليوم وحتي النخبة العسكرية والاخوانية الحاكمة التي اصبحت مادة يومية في الميديا العالمية والملفات التي عبرت الحدود والملاحقات الدولية واخرها السابقة القانونية الجديدة ضد الرئيس البشير من محكمة الاستئناف العليا في جنوب افريقيا.
المعارضة التي تتحدثين عنها تمت تصفية الجزء الاكبر منها في عملية الحل الغير معلن للمعارضة والتجمع الوطني الديمقراطي الذي تحولت اعداد مقدرة من رموزه وقيادته الي شاهد ماشافش حاجة في مرحلة مابعد اتفاقية نيفاتشا المشبوهة التي فرطت في السيادة الوطنية وجوزت التخلي عن الحق التاريخي الاصيل للدولة السودانية القومية في جنوب البلاد.
حديثك عن انقلاب دبره البعثيين غير سليم ومجافي لحقيقة ماحدث نعم كان من بين الشهداء الذين تم اعدامهم من لهم علاقة بهذا وذاك من القوي السياسية وفيهم من هم اقرب الي الحزب الاتحادي الديمقراطي وفيهم ناصريون وقوميين عرب وكل ذلك لاينفي حقهم في التحرك المبكر ضد المشروع الاخواني الذي يعيش الناس اليوم نتائجة ومايجري في السودان لا يشبه نتائج الانقلابات العسكرية التقليدية بل النتائج التي تسببها الحروب الخارجية الكبري السودان في حالة حرب واستنفار واستنزاف ومهددات بلاحدود ولاعدد منذ اليوم الاول لانقلاب الاخوان وحتي هذه اللحظة والمتبقي من الدولة السودانية اصبح في كف عفريت ولسان حال الناس اصبح يردد اللهم لانسالك رد القضاء ولكن اللطف فيه
sudandailypress.net