حملة الشيخ الطاهر الشبلي الإنتقامية لشهداء كرري بروفسير/ مكي مدني الطاهر الشبلي

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-26-2024, 04:09 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
02-24-2016, 10:53 AM

Husamuddine Ismail
<aHusamuddine Ismail
تاريخ التسجيل: 02-03-2012
مجموع المشاركات: 14

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
حملة الشيخ الطاهر الشبلي الإنتقامية لشهداء كرري بروفسير/ مكي مدني الطاهر الشبلي

    09:53 AM February, 24 2016

    سودانيز اون لاين
    Husamuddine Ismail-Umdurman أم درمان
    مكتبتى
    رابط مختصر


    يلعب التوثيق التاريخي دوراً محورياً في تطور الأمم. وعليه فإن الدقة في كتابته تحتاج لقدر كبير من التجرد والموضوعية لفهم حقائق الماضي وتتبع سوابق الأحداث دون إغفال أو تغافل. وحيث أن العديد من الجهود التوثيقية لا تعبر بدقة عن حقيقة ما جرى من أحداث لما اعتراها من عيوب متنوعة، فقد وجب إعادة زيارة هذه النصوص التوثيقية ومقارنتها بمعطيات ملموسة بهدف الوصول للحقيقة بالموضوعية والتجرد اللازمين عن طريق فحص وتحليل الأحداث والوثائق المتصلة بها، وتقديم البدائل المستندة على أدلة موثقة ومتماسكة دون إفراط أو تفريط. ونظراً لهذا الدور الكبير الذي يلعبه التوثيق في التعريف بالحقائق المجردة المتصلة بتاريخ الأمم المتمثل في الأحداث والشخوص أصحاب الفعل والإرادة الذين ساهموا جوهرياً في صنع تلك الأحداث، فإن عدم الدقة في التعامل معه سيرمي بهؤلاء النفر الأفذاذ في قبضة المجهول. وبالمقابل فإن التوثيق الانطباعي والعاطفي سيؤدي إلى إضفاء الهالة والبريق وصنع البطولات والإنجازات لمن هم أدنى عطاء وأبهت مشاركة في صنع تاريخ الأمم.
    وتشير الدلائل إلى أن الجهود الضئيلة التي بذلت لتوثيق التعليم في السودان قد أغفلت أو تغافلت مساهمات أصيلة وريادية قام بها نفر من أميز أبناء السودان، وعلى رأسهم الشيخ الطاهر إبراهيم الشبلي. وحتى لا يكون الجهد لتصحيح هذا الخطل كجهد حاطب ليل، فقد استند الطرح الموضوعي المقدم على وقائع ومساجلات وشهادات ممن لا يزالون على قيد الحياة. كما ارتكز على تمحيص التفاصيل لمراجع موثقة ارتبطت بتعليم قيادات ومفكرين وشخصيات اعتبارية في السودان لا جدال حول سفر حياتهم الموثق في سيرهم الذاتية التي ظلت على الدوام تحت دائرة الضوء الساطع، وعلى رأسهم الزعيم الخالد إسماعيل الأزهري.
    ولعل المتتبع لتاريخ الأمم المتحضرة على نطاق العالم يلحظ القدر اللافت الذي تدين به هذه الأمم من التقدير والعرفان لنفر متفرد من مواطنيها الأفذاذ الذين لعبوا دوراً محورياً في رسم المعالم البارزة لتلك الدول، وقدموا مساهمات إستثنائية أثرت جوهرياً في تكوين الشخصية الاعتبارية لشعوبها، ووضعوا اللبنات الأساسية لنهضتها وشموخها. ذلك أن هذه الأمم تحرص على أن تظل سيرة هؤلاء النفر الأفذاذ المتفردين حيّة متوهجة ينداح ألقها وضياؤها لينير طريق العزة والسؤدد للأجيال المتعاقبة. وتشير الشواهد الموثقة إلى أن الدور التربوي والتعليمي الريادي الذي لعبه الشيخ الطاهر الشبلي في رسم معالم السودان الحديث وتكوين الشخصية السودانية بمكوناتها الحالية، يؤهله بامتياز لصدارة أبناء هذا الوطن الذين استحقوا بجدارة أن تحفر الأمة السودانية سيرتهم الزاهية في ذاكرتها السرمدية. وليس أدلّ على ذلك من دوره المحوري في تأسيس مدينة أم درمان منذ ميلاده فيها في عام 1885م، وريادة التعليم الأهلي في السودان بتأسيس مدرسة الهداية الأولية في عام 1912م، وتعليم رواد الحركة الوطنية، وعلى رأسهم قائد الاستقلال، الزعيم الخالد إسماعيل الأزهري.
    فبعد أن أكمل الشيخ الطاهر دراسته في خلوة أم ضواً بان نال عدداً من الشرافات تقديراً لحفظه للقرآن الكريم على يد شيخه حسب الرسول ود بدر، عاد لمسقط رأسه بحي السيد المكي بأم درمان بجوار والده إبراهيم الشبلي في عام 1896م وقد تسلح بقدر كبير من العلم الذي تلقاه في الخلوة. وفي هذه الأثناء بدأت قوات الحكم الثنائي الإنجليزي المصري بقيادة اللورد كتشنر حملتها للقضاء على الثورة المهدية التي شارك في نجاحها الباهر والده ابراهيم وأعمامه المغاوير المدني والمطيب، حيث تجلى هذا النجاح في تحرير الخرطوم في عام 1885م.
    وعندما لاح فجر يوم 2 سبتمبر 1898م، أمر الخليفة عبد الله جنوده البواسل بالهجوم على الغزاة بقيادة اللورد كتشنر إيذاناً ببدء معركة كرري التاريخية. وما أن تردد صدى ذلك النداء في آذان الجنود الشجعان حتى تدافعت أفواجهم بجسارة منقطعة النظير في حالة كر دون فر نحو العدو المتحصن. وفي تمام الساعة الثامنة صباحاً أي بعد ساعتين فقط من بداية المعركة أمر كتشنر جنوده بوقف إطلاق النار بعد أن التهمت مدافع المكسيم أجساد جنود المهدية البواسل، وهم يتدافعون في موجات أحادية الاتجاه نحو معسكر الغزاة. وأسفرت هذه المعركة غير المتكافئة عن استشهاد نحو 18 ألف من أنصار الإمام المهدي، وجرح فيها أكثر من 30 ألف مقاتل من أصل 60 ألف مقاتل هم قوام الجيش، حيث لم ينسحب من المعركة سوى 12 ألف فرد فقط كان من بينهم الخليفة عبد الله وعدد من أمرائه. ولعل أكبر دليل على البسالة المنقطعة النظير لهؤلاء الرجال الذين رووا رمال وصخور أم درمان بدمائهم الطاهرة الزكية مقولة ونستون تشرشل الشهيرة: لم نهزمهم ولكن دمرناهم بقوة السلاح، واصفاً أياهم بأنهم أشجع من على باطن الأرض وظاهرها. كما قال عنهم المؤرخ البريطاني فيليب وارنر: ربما وجدنا في كل تاريخ الإنسانية من ماثلت شجاعتهم بسالة الأنصار، ولكن قطعا لن نجد من تفوق عليها.
    وكان في مقدمة المقاتلين في جيش الخليفة في معركة كرري وفي الصفوف الأمامية إبراهيم الشبلي، والد الشيخ الطاهر، وأصيب في المعركة إصابة بالغة أدت إلى استشهاده بعدها بفترة وجيزة. وظل إبنه الشيخ الطاهر يبره قبل استشهاده بالعناية بجراحه وهو لم يبلغ سن الرابعة عشر في ذلك التاريخ. كما استشهد في معركة كرري التاريخية عما الشيخ الطاهر وهما المدني الشبلي والمطيب الشبلي. وأصيب في معركة كرري أيضاً ابن عم الشيخ الطاهر، الشايب مصطفى الشبلي، الذي عاش متأثراً بإعاقة جسدية من نيران المستعمر الإنجليزي في تلك المعركة، ليكون شاهد عيان على البطولات التي سجلها أهله الشجعان في نصرة الدين والوطن. وقد روى الشايب الشبلي الجسارة الفائقة والثبات المذهل الذي أبداه أهله الأشاوس في الدفاع الباسل عن مدينة أم درمان في هذه المعركة غير المتكافئة.
    وقد كانت موقعة كرري منعطفاً فارقاً في حياة الفتى الطاهر الشبلي وتاريخ التعليم الأهلي في السودان، حيث تعلم من المعركة عدداً من الدروس والعبر التي ساعدته في بقية حياته ليلعب دوراً بارزاً في تشكيل تاريخ السودان الحديث. وكان أول الدروس التي تعلمها من المعركة هو التحلي بالشجاعة والتضحية التي جسدها والده وأهله الأشداء البواسل وهم يزودون عن مدينة أم درمان في مواجهة الأعداء. وتعلم الفتى من عدم تكافؤ السلاح بين الجانبين أن العلم هو الذي صنع الفارق. ومن ثم وطّن نفسه على مواصلة تعليمه إلى أقصى المراحل المتاحة، وأن يسعى بكل السبل لنشر ما تعلمه على الأجيال القادمة. كما تعلم الفتى الطاهر الشبلي من معركة كرري ونتيجتها الظالمة كراهية المستعمر الغاصب، وولّدت في نفسه بذرة الصمود والمقاومة للمستعمر، وكرست فيه رغبة عارمة في الانتقام والقصاص لأهله وذويه من ذلك العدو المستبد. ولعل من أبرز العبر التي تعلمها ذلك الفتى من نتائج معركة كرري أن المستعمر سيسعى لاستقطاب أبناء أعيان مدينة أم درمان من أمثاله لتكريس سطوته على بقية السودانيين. ومن ثم عاهد نفسه على أن أي تعاون من قبله مع الغاصبين يصب في خانة الخيانة العظمى لدماء والده وشهداء أسرته الذين سقطوا في المعركة. فقد ظل الحنق على الغازي المستعمر الذي زرعته معركة كرري في دواخل الشيخ الطاهر الشبلي دفيناً، بل وزادته السنون التهاباً واشتعالاً. ولم تفارق مخيلته أن هذه المعركة غير المتكافئة قد أدت إلى استشهاد والده إبراهيم وعمَّيه المدني والمطيب الشبلي، وجرح ابن عمه الشايب الشبلي. وبعد أن خمدت نيران الحرب وصمت صدى دوي المكسيم وبدأت الجراح الغائرة من جراء فقدان أهله في معركة كرري في الاندمال، التحق الفتى الطاهر الشبلي بحلقة ود البدوي ليواصل التعليم. ولكن صورة والده وهو مضرج بالدماء متأثراً بجراحه الغائرة من معركة كرري لم تفارق مخيلته على الدوام. فخيّم عليه الحنق على المستعمر نهاراً وليلاً. وكان يفكر طوال دراسته في كيفية الثأر لوالده ولبقية افراد أسرته البواسل الذين لم ينسحب أو ينجو منهم أحد، بل ضحوا متوشحين بالدماء في شجاعة نادرة، شهد بها العدو قبل الصديق.
    وبعد أن أكمل الشيخ الطاهر الشبلي ورفاقه الدراسة في حلقات الشيخ محمد البدوي تم تأسيس المعهد العلمي بأم درمان عام 1912م. وتخرج معه من زملائه كل من السيد محمد الباقر ابن الشيخ إسماعيل الولي، والسيد عبد الرحمن محمد أحمد المهدي، والشيخ قريب الله بن أبي صالح بن أحمد الطيب، والشيخ إبراهيم أبو الزين. وفي هذه الفترة آثر بعض زملاء الفتى الطاهر الشبلي العمل في التعليم في المعهد العلمي. ولكن الطاهر الشبلي لم يشاطرهم في هذه الفكرة لأن عقله المتقد كان يفكر في اتجاه مغاير. فقد استشعر حينها وهو لم يتجاوز السابع والعشرين من عمره أنه قد استكمل جميع حلقات الاستعداد العلمي والفكري والنفسي لتفجير ثورة وطنية مدوية تمكنه من تحقيق حلمه القديم في الانتقام لأهله وذويه شهداء وضحايا معركة كرري التاريخية. وترسخت في عقله الراجح فكرة الثأر والقصاص شاهراً سلاحاً أشد فتكاً بالغزاة من سيوف وحراب آبائه الشهداء، بل ومن مكسيم الأعداء. سلاحاً يغير واقع أهله ومدينته الباسلة أم درمان ويعيد لهم ولها الكرامة والعزة والشموخ. سلاحاً يضاهي المرتكزات العلمية والفكرية للمستعمر ويزلزل أرض أم درمان وكل السودان من تحت أقدامه. وكان هذا السلاح الذي ابتكره الشيخ الطاهر للمرة الأولى في مدينة أمدرمان وهو في هذه السن المبكرة هو سلاح التعليم الأهلي. وكانت فكرة تأسيس مدرسة الهداية كأول مدرسة أهلية في مدينة أم درمان والسودان في عام 1912م، وكأمضى سلاح يقود به حملته الإنتقامية لشهداء كرري. وأدرك الشيخ الطاهر الشبلي بحسه المستنير المبكار أن نقطة الانطلاق للخلاص من الاستعمار تبدأ من تخلص أبناء الشعب من الجهل والأمية التي خيمت عليهم في ذلك الزمان. ومن ثم أخذت تختمر في ذهنه فكرة تأسيس مدرسة نظامية أولية تكون منطلقاً لتسليح أبناء الوطن بالعلم والمعرفة والسلوك القويم بما يمكنهم من تحمل مسؤولياتهم الوطنية تجاه البلاد.
    وعندما أدرك المستعمرون خطورة ما يرمي إليه الشيخ الطاهر الشبلي عليهم مستغلاً شخصيته الكارزمية المهابة، سعوا لاستمالته لمعسكرهم بتقديم مختلف أنواع الإغراءات التي سال لها لعاب العديد من أبناء جيله. وشملت هذه الإغراءات منصب مشيخة الإسلام الذي شغر بعد وفاة أستاذه الشيخ ود البدوي. كما أرسل الحاكم العام مندوباً لمنزل الشيخ الطاهر الكائن بحي السيد المكي بأم درمان، عارضاً عليه منصب قاضى القضاة. ولكن الشيخ الطاهر الشبلي رفض بعزة وكبرياء أي منصب ينطوي على التعاون مع المستعمر الإنجليزي. واعتبر أن في تولي أي من هذه المناصب يمثل خيانة عظمى لدماء والده وبقية شهداء وضحايا موقعة كرري، التي سالت زكية فداء للدين والوطن ومدينة أم درمان. كما اعتبر الشيخ الطاهر أن قبول مثل هذه المناصب يعتبر تخذيلاً ومداهنة تؤثر سلباً على المقاومة ضد المستعمر الإنجليزي التي عاهد نفسه على إزكائها بتعليم أبناء الشعب السوداني. وكان الشيخ الطاهر على ثقة لا يراودها الشك بأن أحد تلاميذه الذين يتربون ويتعلمون على يديه في مدرسة الهداية سينتصب قريباً ليطوي العلم البريطاني للأبد، ويرفع مكانه علم السودان عالياً خفاقاً. وعند ذلك اليوم المرتجى سيهدأ بال الشيخ الطاهر بحلول ساعة الانتقام لأهله وذويه من شهداء وضحايا معركة كرري الخالدة. وحينها يتحقق الحلم الذي ظل يراود الشيخ الطاهر الشبلي منذ صبيحة معركة كرري في 2 سبتمبر 1898م بتأسيسه لمدرسة الهداية الأولية بأم درمان في العام 1912م، كأول مدرسة نظامية أهلية للبنين في أم درمان، بل وفي السودان.
    وكان الشيخ الطاهر يمنّي نفسه بأن يكون شاهداً لتلك اللحظة الفارقة في تاريخ الوطن التي يرفع فيها أحد تلاميذه النجباء من خريجي مدرسة الهداية راية الحرية التي سقط والده ابراهيم وذووه شهداء فداء لها في موقعة كرري. ولكن أرادة الله قدرت سقوط الشيخ الطاهر الشبلي في مكتبه شهيداً للعلم والتعليم الأهلي في 5 ديسمبر 1948م قبل أن يرفع تلميذه المتفرد إسماعيل الأزهري علم السودان الحر عالياً خفاقاً بثماني سنوات.























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de