الإنقاذ تدخل عامها السادس والعشرين، تحت حكمه. وفي كل عام ، تحتفل بعيد إنقلابها الذي تعتبره ثورة إنقاذ وطني.. الذي لم يعد أكثر من فورة إحباط وطني.. نقول: هذا، لأن الأمور تقاس بخواتيمها، فحصيلة التجربة المرة لا تقول غيرذلك.. برغم أن الذين في الضفة الأخرى، يقولون غيره.. بل يتنافسون، في تدبيج خطابات الإشادة، والمديح، يرسمون، صورة وردية زاهية للبلاد.. في وقت يسقط الآلاف، بل مئات الآلاف من العباد، كل عام، نتيجة المغامرات، وحروب قهر الفقراء، في القرى البعيدة، وفي قلب المدينة.. في كل مرة يتخذ الإنتهازيون المؤشرات العابرة ذريعة للقول أن البلد بخير، والأمور تمضي نحو الأفضل. والإعلام مطأطي رأسه، لكنه مطول لسانه، يعطي دوماً، الإنطباع بأن كل شيء على ما يرام، والبلاد حتماً ستبلغ مبتغاها.. لا يعرف أن ينقد النظام وسياساته .. كل الذي يعرفه هو لؤم وشتم كل من يعارض، يتهمه بالطابور الخامس، الذي في نظره، لا يعرف سوى التشويش، وإختلاق الأكاذيب.. رغم أن النظام قد إنفرد بحكم البلاد، لأكثر من ربع قرن، لم يشاركه فيه أحد، سوى أحزاب الفكة، التي قبلت بدور الديكور والزينه.. وما زالت شهيته مفتوحة لتزيين وجه حكمه، بوجوه جديدة، ربما يخدعها بدعايته وإرث تزييفه وخداعه، الذي برع فيه، طوال سنوات حكمه، بتضخيم بعض النجاحات البسيطة، وإخفاء الإخفاقات الكبيرة. بعدم مصارحة الشعب بحقيقة الأوضاع. وكم سمعنا الصراخ والوعود الكاذبة، حينما تم إستخرج البترول، أو الأصح يوم بدء سرقته، وتبديد عائداته، في مغامرات صبيانية، ومؤتمرات ومهرجانات عبثية.. لكنه صورالأمر وكأن البلاد قد فارقت الفقر والعوز وإلى الأبد. سمعنا ذات الصراخ والأكاذيب إبان إفتتاح السد.. مسيرة قامت على الأكاذيب وعاشت عليها للدرجة التي أفقدتها بعض صحافييها، حتى قال : البشير نحن فقدنا صحافيينا، ولذا حتمت الضرورة عليه تولي حقيبة الإعلام بنفسه..! لذا نسأل الذين يشاركون في مسرحية، ما يسمى بالحوار الوطني، هل سيجرؤ احداً منهم ويقول له كفى.. قد حان وقت الرحيل، حفاظاً على ما تبقى من السودان، وفتح باب أمل جديد، لفك طلاسم الأزمة الوطنية، ووقف شلالات الدماء، ووضع حد لعاصفة الخراب والدمار.. وتجديد دورة الحياة .. بترك الساحة السياسية السودانية لتتعايش مكوناتها السياسية والإجتماعية، بكل سلام مستفيدة من موروثها التاريخي، بتبني الخيار الديمقراطي الذي يضمن مشاركة الجميع في إطار دولة القانون، والحرية والديمقراطية، ليختار كل فرد أسلوب حياته، دون أن يفرضه على غيره. إن نجح الذين يحاورون النظام، وجعلوه يدرك هذه الحقائق، والثوابت والركائز، وقبل بهذه المعادلة، القائمة على إحترام خيارات الغير، فإننا سنبادر برفع يدنا، تحية وإحتراماً لهم، كونهم نجحوا في تغيير مسار الأحداث، بدلا من المسار الخطأ، الذي سارت فيه لأكثر من ربع قرن. إن الذي نريد أن نشير إليه، من سؤالنا الذي جعلنا منه عنوانا للمقال، هو أن الأذهان والعقول والأهداف والغايات والآمال الكبيرة، لا تعرف التحجر أوالجمود، وإنما تحمل الناس على العمل والحركة والنضال والعطاء المستمر، والطموح، ونشدان الكمال والجمال والخير والعلم والتطور والرقي والصناعة والزراعة والتجارة والصحة والعافية للوطن والإنسان، التي لن نبلغها تحت وطأة الحاكم الفرد والطغيان، الذي يسحق كرامة الإنسان، وإنما في إطار دولة القانون والحرية التي تحرر العقل وتشحذ مواهبه وتبعث إستعدادته ليأتي بأفضل ما أدوع الله فيه من كمال وجمال.. أقول هذا بحثا عن طريق، خالي من الأكاذيب وخداع الذات،طريق نسلكه كمجتمع، وشعب، ووطن.. آن له أن يأخذ مكان القيادة والريادة، بعد نوم طويل في سردايب الخوف، وجريء البعض وراء المصالح الخاصة على حساب الوطن، التي لم يجنوا منها سوى مزيداً من الخزي والعار
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة