إنها خطوة صائبة وجاءت في الوقت المناسب، وتدعم خطوة مشاركة السودان في التحالف العربي الذي تقوده الممكلة العربية السعودية، لإعادة السلطة الشرعية في اليمن، من خلال التصدي للفوضى، وردع مشروع الدمار والتخريب لركائز الدولة اليمنية. وقد أثبتت الأحداث أن هدف جماعة الحوثيين، هو دفع الأمور نحو الهاوية، بدلاً من الخروج منها، وتحقيق الإستقرار السياسي وتهيئة الظروف الموضوعية، من خلال الدخول عبر بوابة الحوار بين الأطراف اليمنية. لكن بسبب الدعم والتحريض الطائفي الذي تقوم به إيران، ظل يتعنت الحوثيون ويتشددون، ويضعون العراقيل بشكل متواصل، ويواصلون نشرالخراب والدمار في كل المناطق التي تطالها أسلحتهم، والوقائع في جنوب اليمن تقول إن نواياهم هي التدمير وليس البناء والتعمير، تكملة للدورالكبيرالذي تقوم به إيران منذ فترة طويلة من الزمن، في كل من لبنان، والعراق الذي تحرشت به حتى دخلت معه في حرب ضروس إستمرت ثمانية أعوام إنتهت بتجرعها العلقم، لكنها ما إنفكت تتربص به الدوائر طوال الوقت، حتى أجهزت عليه، بتؤاطها مع الإحتلال بل مشاركتها الفعلية التي سهلت مهمة إحتلاله. ومن ثم تحكمت في قراره وسيادته. وما حدث هناك، قد فتح شهيتها للتمدد في اقطار عربية أخرى، في سوريا إنحازت تماماً الى جانب نظام بشار الأسد. ومازالت تتدخل في الشأن البحريني. وفي الامارات العربية، تصر على مواصلة إحتلالها للجزرالعربية الثلاث، جزر ابوموسى وطنب الكبرى والصغرى. كل هذه الأحداث تصور حقيقة، ربما تكون غائبة عن الكثير، وهي أطماع إيران التاريخية في المنطقة العربية لإقامة امبراطورية إيرانية تستغل فيها الشيعة العرب، وفي بعض الدول التي ليس بها وجود شيعي يذكر توظف المال والمنح والسلاح لنشر توجهها الطائفي المغلف بشعارات سياسية تضليلة... إذن واهم من يظن أن إيران تكن العداء للمملكة العربية السعودية او لبعض دول الخليج فحسب، بل هي تكن العداء لكل الدول العربية ومن بينها السودان، الذي إستغلت ظروفه الإقتصادية الضاغطة، وحالة الدروشة السائدة في الساحة السودانية، لنشر مذهبها الشيعي في وسط الشباب السوداني. إذن طرد السودان للسفير الإيراني، وفي هذه المرحلة، يتعبر خطوة صحيحة وجاءت في الوقت المناسب. من جهة تقطع الطريق على إيران من إستغلال وجودها الدبلوماسي لتمرير مخخطاتها الشريرة، ومن جهة أخرى تؤكد تضامن السودان، مع كل دول الخليج لاسيما المملكة العربية السعودية، في وجه ردة الفعل الإيرانية تجاه أحكام الإعدام التي نفذتها في المتطرفين الإرهابيين الذين شكلوا تهديداً على أمنها، وأمن مواطنيها والمقيمين فيها من العرب والأجانب. وفيه ردع لكل المخططات التخريبية، وترسيخ للأمن والإستقرار. أن خطوة طرد السفير الإيراني من السودان، خطوة في الإتجاه الصحيح، ولكنها لن تقطع الطريق كلياً على المخططات الإيرانية، لذا يجب الحيطة والحذر، والأدراك ان توفير مستلزمات الحل الوطني الشامل ليس ضرورة محلية وإنما هي ضرورة حتمية لقطع الطريق على المخططات الخارجية، وصفعة لكل الاعداء، لذا يجب ان يتحلى الجميع بحسن النوايا، وقوة الإرادة للخروج من الأزمة السياسية التي تجاوزت الربع قرن، ووضع حد للأزمة الإقتصادية، بتهيأت ظروف معاشية أفضل، تشكل شبكة ضمان وأمان ضرورية للنسيج السياسي والإجتماعي والثقافي، وكل هذا لن يتم إلا بالتوصل لحل سياسي شامل، يضمن مشاركة العادلة للجميع، والإحتكام لصناديق الإنتخابات، وإحترام الدستور والقانون، للحفاظ على ما تبقى من السودان، حماية لشعبه من مخططات الأعداء. الطيب الزين
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة