الكلام هنا في البدايات يعجب العقل كثيراَ .. وهو مقال يمس الحقائق على أرض الواقع السوداني .. ويجسد تلك الأخطاءات الكبيرة الجسيمة المؤسفة التي واكبت سودان ما بعد الاستقلال .. وهو الكلام المطلوب الذي يجب أن يقال وينال الاهتمام في هذه الأيام .. والتي تمثل أيام السودان السوداء .. والمقال كان في المسار السليم لو تلك الهفوة والشائبة الكبيرة التي تخلق الفجوة والشقاق من أول وهـلة .. ورغم أن العنوان يجتهد في إيجاد أرضية لحزب من الأحزاب السودانية كنا نتمنى لو أن ذلك المقال تجرد وتناول أسباب إخفاقات آباء السودان بعد الاستقلال حين لم يهتموا بالتنمية الاقتصادية .. بينما نجح آباء الهند في ذلك .. ولكن عندما تنطلق المسميات من منطلقات الليبرالية والعلمانية والإسلامية .. نحس بأن المقال والنوايا برمتها تمثل مولودا ميتاَ من داخل الرحم .. ( ومع الأسف الشديد ما كنا نريد ذلك ) .. لأن ذلك يوحي بأن الدوائر ما زالت دائرة في السودان بنفس الوتيرة والمنوال .. وأن المعارك والاتجاهات الفكرية والسياسية القديمة ما زالت تنتكس في نفس المربع الأول .
ونعود مرة أخرى لنقول أن ذلك الكلام الذي جاء في مقدمة المقال هام للغاية .. ويصيب الحقائق في الصميم .. وهو ذلك الكلام المطلوب في عصر أبتلي فيه السودان بالمناوشات الغوغائية .. ولكن البون شاسع حين يقارن الكاتب بين إنسان الهند ذلك الإنسان الراقي الواعي الذي يجعل الهنـد في حدقات العيون .. ولديه الهند قبل كل شيء في الوجود وبين إنسان السودان الذي يفقد مثقال ذرة من تلك الوطنية .. فأرض الهند هي أرض ( غاندي ) رمز الوطنية في العالم .. وهنا أرض السودان حيث عبادة المناطق والقبائل والجنسيات والاثنيات .. وحيث الحروب والمناوشات بحجة التهميش والعنصرية .. وشتان بين إنسان وإنسان .. هنالك الإنسان ابن الحضارة والتاريخ والفهم والعقل .. وهنا الإنسان ابن التخلف والبدائية والجهل والغوغائية .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة