نظرة رجل الديَّن السُّودانِى للمرأة هى فى الغالِب تكون نظرة خاطئة لأنَّ مُعظم الرجال السُّودانِيين ينظرُون للمرأة نظرة جسدية وليست نظرة إنسانية وروحية ! ولا بـِعين السخاءةِ والمروءةِ، وكأن المرأة فريسة له يريد أنَّ يأخذ منها ما يُريد مثله كمثل الغريزة الحيوانية .. لذا فيجب على رجل السُّودانِى أنَّ يصحح نظرتُه للمرأة ويتعامل معها كإنسانة لها حقوقها الإنسانية، كما يجب التعامل مع عقلها وذكائها وفطنتِها ولا يكون التعامل محصوراً النظرة الجسدَّية .. وما الذي دَعنِي لكل هذا؟ لأنّ نظرة المُتجمع السُّودانِى كَـكُل للمرأة تُثير الإستِياء والقلق البالغ لدى الكثيرات في أوساط النساء ، "كيف؟ ؟How" .. إذا رأوا إمرأة تتحدث بصوت عالِى فهى في نظرتهم"عاهِرة" .. إذا رأوا إمْرأة تذهب مع رجل(بغض النظر أنَّ مَن هو الرجل!) فهى في نظرتهم"عاهِرة" .. إذا رأوا بنت تحمل طَرِّحَة من دون ثوب أو شعرها كاشِف فهى في نظرتهم"عاهِرة" .. إذا رأوا إمْرأة تضحكُ ضحكة مُجلّجِلَة فهى في نظرتهم"عاهِرة" .. وكل ذلك وغيرها مِنْ النظرات الخاطئِة سببها الأول والأخير هُمْ رجال الديّن وتفسيراتِهم الخاطئِة والفاسِدة وغير مُناسِبْ للآيات والأحاديث وتشوِيهم للمُواطن البسيط الغير الُمستنِيَّر .. ولآحقًا في هذا المقال سوف أتحدث عن"العاهِرة" التى قصدتها في العنوان . وهنا أذمم فيه بعضٌ رجال الديَّن الذين يتخذُون مِنْ الدين مُطية لإشباع رغباتهم المحمومة .. قبل كل شئ لا أقصد في كلامي هذا كل رجال الدين في سوداننا الحبيب .. فهنالك من رجال الدين"الشُيَّوخ" من يتسم بالنقاء والصلاح في سِرّه وعلنهُ مثل ذاك الشيخ:"للآسف لا أعرف أسمه" الذي رد لوزير المالية حينما قال:"الشعب يُستهلِك أكثر من يُنْتِج!" .. أيَّضاً فمنهم من وقف بوجه الحكام الطغاة وأعلن بصريح العبارة أنَّ أحزابهم وباء فتاك يجب على الشعب محاربتها وعدم الإنضمام إليها مثل شيخ: محمد أبكر إسحٰق خطيب مسجد قرية الـ"تابت" .. فمنهم من سُجَّن وعُذَّب ومنهم من نفى إلى خارج الوطن ومنهم من أعدم على أيدي الطغاة ، والسودان غنِي بهؤلاء الإبطال من أهل كتاب اللّٰه وسُنته مِمَن أعدمهم البشير لأنهم حزبوا الأحزاب ضده وضد حزبه الفاشي والنازي"المُؤتمر الوطني" .ولكِّنِي أعّنِي بذلك رجل الدين الذي يحل لنفسه بـ"السِر" ما حرمه على الأخرين بـ"العلن" .. أقصد بذلك رجل الدين الذي يكنز الأموال من الفقراء من خمس وزكاة ليعيش هو وأسرته مرفهاً بطراً فيتزوج صبية بعمر حفيداته بعد أنَّ ذوى الورد في خدود أم عياله .. أقصد بذلك رجُل الدين الذي باع دينه بدنياه فاحل للحكام كل الموبقات ، وغض بصره عن كل أفعالهم الشنيعة في"دارفور - النيل الأزرق - جنوب كردفان - الأنقسنا - جبال النوبة" ودعا لهم بطول العمر ولأعدائهم ولمن خالفهم (شعبهم) بالويل والثبور .. أقصد بذلك رجل الدين الذي يحل دم من يكتب كلمة شريفة تفضح فيها جرائمه بتحليل الدم الحرام وكما فعل بعض رجال الدين الذين أحلوا الدم السُّودانِى أمثال:"حسن الترابي - حسبو نسوان - الصادق المهدي - الميرغني ٠٠٠الخ" فدفع أبناء السودان الآلآف الضحايا نتيجة تلك الفتاوى المُجرمة .. أقصد بذلك رجل الديَّن الذي يصف الأحزاب التقدمية التي تسعى الى أقامة العدالة والديمقراطية بأنها كفر وإلحاد ومأجوريين وخونة ! ، فهلل أعداء الشعب لهذا التصريح الخطير وبدأ الدم الحرام يهدر هنا وهناك وبدأت السجون تعج بمئات الآلآف مِمَن ينتمون لتلك الأحزاب الإنسانية المعارضة والمناهضة .أقصد بكلامِي هذا رجل الديَّن الذي يعقد الزواج ويطلق الزوجة غيابياً ، بناءاً على رغبة الزوج وولي الأمر ، والزجة الغائبة غافلة لا تعلم شيئاً عما يحاك ضدها في الخفاء . أقصد بِرجل الديَّن ذلك الذي يجلس سنوات طوال ، يعيد الإسطوانة المشروخة ذاتها ، ليستدر دموع وخشوع البسطاء، فيلهيهم عن الدرس والتحصل الذي يرتقي بهم الى إرتشاف العلوم الإنسانية من طب وهندسة وكيمياء وإكتشافات عملاقة تصل بالإنسانية الى الذرى .أقصد بذلك رجل الدين الذي يحاول تحليل الحرام وتحريم الحلال ، الأف الفتاوى تملأ الأف الصفحات ، ناهيك عن الفتاوى التي(تطبخ تازة) أو (على الماشي) كما يقولون ، يعني القفز فوق الحراَمٍ للوصول الى الحلالٍ وذلك وفقا لحجم المبلغ الذي دفع لهم ، ومدننا المُقدّسَة غاصة بهؤلاء المشعوذين والدجاليين وضلاليين . أقصد بذلك رجل الدين الذي يجعل من نفسه حكيماً يداوي كل الأسقام والعلل ، الجسدية منها والنفسية ، فيكتب (راجيتته)التي تتكون من خطوط مبهمة وحرف متقاطعة وطلاسم يصعب حلها .أقصد بذلك رجُل الديَّن الذي يعتبر جمال المرأة عورة ، فصوتها عورة وشعرها عورة ، وعطرها عورة ، وضحكتها عورة ، فيغلف حتى الطفلة الصغيرة التي تفوح منها رائحة حليب ثدي أمها بالأسود ويكتم أنفاسها خوفاً على نفسه المريَّضة أنَّ تقع فريسة الفتنة . أنَّ إستحواذ رجال الديَّن على السُلطة ، وسرقة بعضهم ثروات السودان ليباع سراً ، وفتك القيادات السياسية منهم بمئات الألآف من الأبرياء ، وفتك رجال الدين بعضهم بِبعضٌ للوصول الى السلطة وجرائم الإختطاف والذبح التي تمت من قبل المليشيات الحكومية المختلفه جعلني أقف بشدة ضد كل من يتجلبب بالدين للفوز بالدنيا .أمَّا العاهِرة التي ذكرتها في عنواني ، فليس معناه تشجيعاً للرذِيِّلة على الإطلاق .. مجرد مثال على حماية القانون الغربِي حتى للمرأة العاهِرة، وهو حصل منذ أمد بعيد إذ أنَّ مُمَارسة الجِنس بقصد العيش ممنوع في الغرب"أوروبا - أمريكا - كندا" منعاً باتاً في وقتنا الحالي ، وعقوبة من يُشتري الجنس صارمة جداً في القانون الغربِي . أنَّ العاهرة لم تظلم إلا نفسها وذلك لظلم المُجتمع لها ، فلو أنَّ الدولة عادلة لإنصفت الأرامل واليتامى والمطلقات وإنتشلتهن من أيدي الذئاب الكاسره ، أعيدها أيضاً لو أنَّ علماء الدين يمتلكون الشجاعة الكامِلة وأردوا رضى الله عنهم بحق لطالبُوا الدولة بسَّن قانون الضمان الإجتماعي الذي يجعل الأرامل واليتامى يعشن حياة كريمة من خلال راتب سخي تجرية الدولة كما هو الحال في معظم الدول الغربية التي أقبل عليها المُسلمين فراراً من ظلم حكامهم ، ليؤدوا القسم الشريف بالولاء التام للدولة التي أعطتهم الكرامة والحريه التي حرمتهم منها بلدانهم الأصلِيِّة.أحدث المقالات
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة