ظل الاتحاديون عبر التاريخ الترياق الواقى والواعى لعلاقات الشعبين السودانى والمصرى وحمايته و خلق المناعة له ضد اخطاء ءالأفراد وحتى الحكومات فى البلدينوذلك إدراكا واعيا كما قلنا واستيعابا لدروس الجغرافيا والتاريخ بان من يريد زعزعة امن المنطقة وتخريب مصالح الشعبين بل المنطقة كلها فعليه ان يبدأ ذلك بتخريب علاقات الشعبين لذلك بينما كان يتحدث البعض منذ وقت مبكّر عن الاستعمار الانجليزي المصرى كان الاتحاديون يعلمون لماذا احضر الإنجليز موظفى الحكومة المصرية ليكونوا واسطة بينهم وبين الشعب السودانى ويتحملوا عنهم مساويء الاستعمار الحقيقى وسموه حكما ثنائيا وكانوا يعلمون تماما اجابة السؤال القائل كيف لدولة هى نفسها مستعمرةبفتح الواو ان تستعمر دولة اخرى لذلك وفى ذلك الظرف الدقيق من تاريخ السودان رفع الاتحاديون شعار وحدة وأدى النيل والشعار لم يكن تاكتيكا كما ذهب البعض ولكنه كان شعارا جادا ذو شكل ومضمون واصبح متجذرا فى وجدان الشعب السودانى كله وشكل عبر مسيرة التاريخ فى وجدانهم الإحساس باهمية الموقع وما يعنيه. فى هذه الأيام تابعنا بقلق بالغ تلك الحملة (الرسمية) للوقيعة بين شعبى وأدى النيل والتى بذلت فيها جهدغير محدود لجعلها حملة شعبية دون جدوى بسبب المناعة التاريخية عند للشعبين الشقيقين. تابعنا مستنكرين لما يحدث ولكننا لم نكن منزعجينأبدا لاننا نعلم أسباب افتعال الازمة ومن هم وراءها والتوقيت المختار بعناية تامة وواثقون من وعى شعبنا فى وأدى النيل الذى سيكشف كل ذلك فى الوقت المناسب وستتحطم كل المؤامرات على حائط المناعة الحصين المجربللشعبين الذى ذكرناه .ان هذه الحملة جاءت مدروسة. بعناية:-١- من حيث التوقيت جاءت ومصر تتعرض لحملة إقليمية ودولية منظمة من قبل تنظيم الاخوان المسلمين العالمي بدعم من بعض الدول الداعمة لهم مثل قطر وتركيا.٢- اختيار المكان السودان ظهر وعمق مصر المتبقى حولها جغرافيا حيث انها تتعرض من الحدود الشرقية لاعمال ارهابية منظمة تمويلا وتدريبا وتنفيذا من الاخوان والدول الداعمة لها ناهيك عما يجرى على حدودها الغربية فى ليبيا.٣- استغلال سقوط الطائرة الروسية لضرب مصر فى اهم مواردها (السياحة) سواء سقطت الطائرة او بعمل ارهابى او لأسباب فنية ويتوقع ان تفقد اكثر من ٣ مليار دولار من مواردها فى هذا الموسم واحد البدائل الاعتماد على زيادة السياحة العربية ، واحد اهم عناصرها (التى لاتذكر دائماً حتى فى احصاء وزارة السياحة المصرية )السايح السودانى والهدف هنا اضافة خسارة اخرى فى الموارد لمصر٤- السودان سوق تجارى مهم للبضائع المصرية ولذلك احد اهم شعارات هذه الحملة مقاطعة البضائع المصرية ( لأول مرة فى تاريخ الخلافات بين البلدين) لم يجيء عبطا .٥- الحلول الدولية للازمة فى ليبيا تتجه لغير صالح الجماعات الاسلامية والهدف هنااعادة السودان الى جسر يمر منه وعبره الدعم لتلك الجماعات لاستمرار الازمةوتستمر ليبيا خنجرا فى خصر مصر من الشمال وتكتملحلقة حصار مصر من كل حدودها٦ - ان استمرار وتطور العلاقات الروسية المصرية يضيفعنصر قوة جديد فى سياسات الإقليم وتقلب معادلاتتطلعات دول إقليمية مهمه فى المنطقة مثل تركيا وحليفتهاالوحيدة قطر ( يضيف الكثيرين السعودية عند الحديث عن حلفاء تركيا فى المنطقة ) وهذا خطا شائع والمطلوب هنا من هذه الجهات تخويف امريكا واوربا ممايسمونه عودة الدب الروسي الى المنطقةهذه هى بعض أسباب الحملة الحالية على مصر اما الأسباب التى اثيرت بترتيب فى اجهزة الاعلام والتواصلالاجتماعي واستغلت اقليميا من اصحاب المصلحة فى إشاعة الفتنة تلك الاحداث الفردية هىً مهمة لو اننا نريدان نعالجها فى حجمها حتى لا تتكرر باعتبارها حوادثفردية تتكرر فى البلدين مع أبناء الشعبين ومع الأجانب المقيمين او العابرين وحتى اللاجئين والأمثلة كثيرة( الغريب ان الحكومة وسفارتها لم تبدى أدنى تحرك لمقتل ٣٠ مواطن فى ميدان مصطفى محمود إبان حكم مبارك لسبب بسيط ان الذين ماتوا كانوا ممن هربوا من قهر وظلم النظام فاعتبرتهم معارضين يستحقون القتل) والان نفس السفارة والحكومة نعتبر اعتقال أفراد لا يتجاوز عددهم أصابع اليدين والاساءة لواحد منهم من الشرطة قبل الافراج عنهم جميعا تتم عن قصد وموجهة ضد شعب باكمله لأسباب واهية تجاوزناها فى القطرين عبر كثير من الجهد والعرق والدم أحياناً و يريدون استدعائها من الماضى ووضعها فىً براويز وعرضها فى معرض الفرقة الدايم معرض (جزيرة قطر) والمعرض الموسمى قناة النيل الازرق وغيرها فتلك (خيابة )ما بعدها (خيابة )اما حلايب التى يدق بها (التار) عند اللزوم فقد أصبحت مثارا التندر والسخرية عند الكثيرين " يحكى ان طالبا اعتقل زملاؤه فى مظارهرة فى السودان فأراد ان ينال شرف الإعتقال مثلهم فقال لرجال الأمن ( انا شيوعى )فلما أهملوه صرخ فيهم ( وكمان حلايب مصرية ) !! فمصر تتحدث عن حلايب وكأنها تغنيها عن السودان كله قيمة وحكومة السودان تتحدث عنها كأنها لم تتنازل عن ثلث الارض السودانية وثلث السكان وكل الثروة وضد إرادة شعب السودان فى جنوبه قبل شماله بخلاف المثلثات المرشحة بينما نايب حلايب فى البرلمان الديمقراطى الاخير يقول لى تعبيرا عن حالة اهل حلايب على الارض:"نحن قلوبنا فى السودان وعقولنا فى مصر "ولذلك كان راى البعض من امثالنا ان اجعلوها منطقة تكامل ولكن ان لم تفهموا مرجعية قولنا فلتذهبوا بهاالى اى مكان تريدون واحسموا امرها بدل ان تكون" قميص عثمان " فى علاقات البلدين دائماً .اما ان يشارك دبلوماسيين رسميين فى حمله مسؤوليتهم الاساسية فيها حل ازمتها فتلك سابقة جديدة بين دبلوماسية البلدين تحتاج للدراسة والتأمل بل والاستغراب.وأخذ العبر من تاريخ العلاقة .فى عام ١٩٦٤ وبعد ثورة أكتوبر كتب حسنين هيكل فى مقاله الاسبوعي مقالا بعنوان (ثم ماذا بعد فى السودان)تناول فيه تقييما لثورة أكتوبر قال فيه ان الثورة شعبية تلقائية لم تتبلور بعد قيادات ظاهرة لها بل ان معالجة العسكر لما حدث فى جامعه الخرطوم عجل بها وقال متسائلا (ثم ماذا بعد فى السودان) فى عنوان المقال وقامت الدنيا ولم تقعد وحشدت جبهة الميثاق الإسلامى انصارها وحلفائهم وتظاهرت امام السفارة المصرية احتجاجا على مقال صحفى مهما كبر كاتبه فهو مقال صحفى ( وأثبت التاريخ صحة ما جاء فيه وما تنبأ به هيكل لمصير الثورة )لم يكتفوا بالتظاهر بل اقتحموا السفارة واعتلوا سقفهوانزلوا العلم المصرىهذا عمل يمكن ان يحدث أزمة كبيرة بين بلدين علاقتهما عادية ولكنها مصر والسودان .استنكرنا ذلكً العمل خصوصا إنزال العلم فى اتحاد جامعة القاهرة وخرجت مظاهرة ذهبنا بها الى السفارةلمقابلة السفير ونقل موقفنا له ونحاول ان نتحسس ردةفعل مصر لكى نرى كيف نحتويه شعبيا.كان السفير لايزال محمود سيف اليزل خليفة منذ الاستقلالضابط قدير اختير سفيرا بعناية من عبد الناصر تعلمون ماذا قال :-"اتصلت بالرئيس ( عبد الناصر ) وحكيت له ما حدث وطلبت منه التعليمات كيف نرد وكنت أتوقع على الاقل ان يقول لى قدم احتجاج رسمى للخارجية ولكن رد بمفاجأة :-(آيه يا محمود يعنى ماعندكش فى السفارة علم تانىغير اللى نزلوه)"قال السفير "وفهمت الرسالة وعرفت عظمة الرجل وقلت عندى يا أفندم "حكى لنا السفير هذا وكان وفدنا لديهإعلام مصرية صنعناها للموكب ضمن الاعلام السودانية قلنا للسفير لن ترفعوا علمكم البديل ولن ترفعوه انتم ورفعنا نحن العلم فى تظاهرة وموكب نادر ومؤثر. التاريخ الان يعيد نفسه ولكن لم يبقى شىء على حالهلا فى الدبلوماسية الرسمية ولا الشعبية الا جبهة الميثاقوانصارها وان تلونوا او اختلفت أسمائهم ولا زالواغير مستوعبين لدروس التاريخ:-عبد الناصر احدث تحولا سياسيا اجتماعيا ثقافيا فكريافى مرحلة تاريخية فاصلة ومهما عددتم من مساوئها لم ولنتغيروا من الواقع شيئا كل الأحزاب القديمة يمينية يساريةدينية وسطية والتى لم تستوعب ما احدثته ثورة يوليوفى مصر والمنطقة لن تقدم شيئا لا للحاضر او المستقبلوثورة ٣٠ يونيو او قل ما حدث فى ٣٠ يونيو( للذين يحملون مصباح (ديوجين)فى منتصف النهار ولا يريدون ان يرواالحقيقة تلك الثورة ذلك الحراك سمه ما شئت احدثت تغييرافى مصر والمنطقة كلها بل العالم كله هذه المرة وسيمتداثر هذا التغيير لفترة طويلة اذا كنت متابعا لحضارة مصرالقديمة بما فيها الحضارة النوبية ثم مصر القبطية ( وليست المسيحية) ومصر الفتح الإسلامى ومصر المماليكومصر تحت الحكم العثمانى وطفرة محمد على وتعثر أسرته من بعده والاستعمار الفرنسي والإنجليزي حتى ثورة يوليو التى كانت مرحلة فاصلة مع كل تلك الحقباذا درسنا عبقرية الزمان والمكان لجمال حمدانوالتى كونت شخصية مصرواطلعنا على (الاصول الزنجية للحضارة المصرية)البروف السنغالي انتا ديوبوكذلك (نوبا رواق افريقيا) للدكتور وليم ادمزحتى ( تراث العبيد فى حكم مصر) للكاتب المجهول د/ ع ع تجد ان كل ذلك هو الذى شكل التراكم الذى أنتج مصر الحديثة بكل مزاياها وعيوبها وتعقيداتها وعظمة وإذكاء شعبهالم يفهم الاخوان المسلمين فى مصر بالذات كل ذلك وفكروا ببساطة انهم اكثر فئة منظمة فى مصر وان ثورات الربيعكلها تقريبا هبات شعبية تلقائية. لا قيادة لها فتعاملوامعها بخطة تتكون من خطوتين ان لايشاركوا علانية فى إشعالها حتى لا يتعرضوا لضرب تنظيمهم اذا فشلالحراك واذا ظهرت بشاير النجاح يقفذون الى صدارتهالأنهم الأكثر قدرة ليشكلوا البديلوهذا ما حدث من الاخوان فى مصر حراك الشباببدا قبل اسبوعين من ساعة الصفر فى مواقع التواصلالاجتماعي ولن تجد فى خلال تلك الفترة اى اشارةحتى لتأييدهم حراك الشباب ولم يشاركوا فى ساعةالصفر ٢٥ يناير ولا فى الثلاث ايام العصيبة بعدهاوعندما ظهرت بشاير النجاح يوم ٢٨ يناير نزلواالميدان لأداء دورهم والباقى يعلمه الجميع .وما ساعدهم فيما حدث بعد ذلك وورطهم فى النهاية انهم علموا ان اجهزة الأمن القومى فى امريكا قد راهنت فى مصر وشمال.افريقيا على تيار الاخوان ( الاسلام المعتدل)فخصصوا مكتبا يرأسه سفير من أسرة مشهورة وفتحوا مكتبا مقيما فى واشنطن على اتصال يومى بالكنحرسوالخارجية ومجلس الأمن القومى والبيت الأبيض ومن هنا جاء دعمهم المادى والمعنوى المباشر من إدارتهم وغير المباشر من حلفاء امريكا فى الإقليم قبيل وخلال انتخابات الرياسة.وانكفأ حزبهم فى مصر على نفسه بقلة كوادره وقصر نظر قياداته وتحت تأثير هول المفاجاة بالوصول للسلطة الذى لم يكن منتظرا أبدا فى المدى القريب .وبدا بالعمل بميكيافليتهم المعروفة بالانشغال فىهدف واحد( التمكين ) جاهلين( ولا أقول متجاهلين) بعبقرية المكان والزمان التى كونت شخصية مصر وصامين آذانهم عن نصائح المستقلين امثالي ( اقرأ مقالى قبل بدء انتخاب مرسى : مصر ليست فى خطر.. بل الاخوان ) ولم يسمعوا نصيحة الشيخ حسن الترابى ( شيخ الاخوان) بان لا يترشح الاخوان للرئاسة (الان) ولكنهم راهنوا على رهان الأمريكان وواصلوا السير فى خطة التمكين حتى دون كوادر مؤهلة وقادرة كافية فى قطاع الشباب فى المحافظات والمحليات ( الأحياء) ومارسوا هجمة شرسة على القضاء والقضاة وحاصروا المحكمة الدستورية والفن والفنانين و السياحة والثقافة والإعلام والرياضة وحاصروا مدينة الاعلام وكانت القناعة لدىً كل ذى بصيرة ان الامر لايمكن ان يستمر هكذا !وخسرت امريكا الرهان فسقط الاسلاميون فى ليبيا بالانتخابات وخسر الاخوان فى مصر بثورة ٣٠ يونيوووصلت الرسالة اخوان تونس وفهم الغنوشى الرسالةمما حدث فى مصر بعد ان كان هو وحزبه يمارس مواقف متصلبة ( فى ظل ردة فعل الاغتيالات التى تمت لبعض القيادات الوطنية ) فقبل التعديلات المطلوبة بعد تمنع فى الدستور وتنازل عن حكومة الأغلبية وساعدالاسلامين فى تونس بل أرغمتهم على تفهم الوضع الضغوط التى مارستها منظمات المجتمع المدنى العريقة فى تونس وشخصية الغنوشى ( البرجماتى )الذى عاش فى الغرب (المنفتح ) معظم فترة تواجده فى الخارج ووقف على اخطاء تجارب جماعات الاسلام السياسى وخصوصا تجربة السودان والذى منحه جواز سفره الدبلوماسى الذى كان يتحرك به عندما خرج من تونس.والذى قال عنها اثناء ندوة لهفى قاعة الزبير عندما قلت له فى مداخلتى أنكم ومعكمبعض النظم والفضائيات المؤيدة للإسلام السياسى تكيلون بمكيالين تقفون ضد النظم االعسكرية الدكتاتورية وتقفون مع الانقلاب العسكري فى السودان فرد بقولتهالمشهورة :" ان الدكتاتورية والقهر والظلم والفساد لادين لهم "وتراجع حزب الغنوشى عن محاولة التمكين والانفرادوقبلً بالتعديلات الدستورية وقبل بدولة ديمقراطية مدنيةوسط دهشة الأتراك وحلفائهم التى عبر عنها احمد منصورمذيع الجزيرة الاخوانًى بعصبية بالغة فى مقابلة مع الغنوشى:(انتوا ازاى ساكتين ما انتوا كمان استسلمتوا زى اخونافى مصر هما هزموا بانقلاب عسكرى وانتوا هزمتوا بانقلاب دستورى ) ورد الغنوشى ردا بليغا أربك منصور:(هزمنا ولكن انتصرت تونس )وفهمت امريكا انها راهنت على الحصان الخاسر فى المنطقة فأعادت حسابتها وتراجعت واعلنت مهندسة الرهان على الإسلاميين ( هلرى )انهم أخطأوا التقدير وثبتت ذلك فى كتابها فيما بعد. ولكن. تنظيم الاخوان فى مصر لم يتراجع ولم يراجع موقفه وياخذ (نفسا) لتقييم ما حدث انما اصبح الاخوان كعربات قطاريسير بسرعة وفجأة خرجت القاطرة ( امريكا) من القضبان وانفصلت عن العربات وتعطلت عربة الفرملة فى نهاية القطار فصارت الى مصيرها دون هدى ...وعلى المستوى الاقليمى كانت هناك دول داعمة لنظرية امريكا (قبل ان تتراجع(وبالتحديد دولتين احداهما دولة كانت امبراطورية ضخمة حكمت معظم الدول العربية وامتدت الى دول إسلامية بل ضمت دول أوربيًة عدة وسقطت سقوطا مدويا وتبحث دون جدوى عن مجد ضايع ولدور جديد يؤهلها لتكون عضوا مهما فى الاتحاد الاوربى بدلا من ان تكون عضوا فىً طرف حلف (الناتو) ويلعببالنار وتشعل المنطقة وتورط الأوربيين فى جهنم لا ناقةلهم فيها ولاجملودولة عربية ناشئة صاعدة صغيرة الحجم جغرافيا قليلة الحجم سكانيا كثيرة الموارد النقدية بلا حدود واسعةالتطلعات بلا نهاية استراتيجيتها انه يمكن ان تشترىكل شىء طالما لديك المالرأت ان الأمان ليس بناء الأمن الذاتى للدولة خصوصاان كانت قدراتك وخبرتك قليلة وكم ونوع كوادرك الشعبية محدودافلجأت الى القبول بالأكبر قاعدتين لامريكا فى المنطقةوحين اكتشفت بتجارب العالم المشابهة ان القواعد الأجنبية لاتحمى نظم الحكم الداخلية لجات اخيرا الى قبول انشاءقاعدة ارضية لحلف وارسوا (بالانتساب) فاتفقت على قاعدةلتركيا ( العضو فى الحلف )وان بدأت ب٣٠٠ جندى ولكن يبدوا ان الخطة تقتضى التوسع.رأت تلك الدولة الناشئة ان الاعلام هو أمضى أسلحة العصر فاشترت نسخة من ال bbc بتراثها وخبرتهاوخبرائها بمذيعيها الجاهزين وحتى برامجها المجربةوبدات من حيث انتهى الbbc وبمهنية عالية واستمر مهنيا عقد من الزمان ثم فقدت حيادها ومهنيتها بل مذيعيها ومعديها خلال المتغيرات التى حدثت فى الساحة خلال تلك الفترة ومن اثر الحروب والثورات والصدمات التى اصابت الدول والشعوب فى المنطقة.وقررت تلك الدولة النامية توسيع هذه التجربة تجربة شراءالجاهز المعلب على كل شىءفاشترت فريقا جاهزا لحمل الأثقال وفريقا لكرة اليدوألعاب القوى ولا يهم دلالة ان يحملوا اسماء اجنبية صارخة طالما يتنافسون تحت علم الدولة.وجاء ذلك بعد زمن طويل من الاعتماد على الخبرة الأجنبية والعربية فى كل مجالا ت الخدمة المدنية والإدارة والبلدياتوالجيش والشرطة والقضاء الخ فلم تكن الفكرة غريبةًاو مرفوضةأسوِّق ذلك لنفهم من اين جاء رهان قطر على الإسلاميين الدولة التى احبها ولم أراها لا لشىء الا لان نصف اهل قريتى يعملون بها فى كل مجال حتى الديوان الأميرى منذ عهد الشيخ خليفة وساهموا فى خدمة وتربية الشيوخ من حمد وحتى تميم واخوانه ولم ينسى الناس تصرف الشيختميم الذى انبهروا واشادوا به فى اثناء زيارة له للسودان قبل ان يتولى الحكم حين ترجل من عربته وأوقف الموكب ليعانق شابا عمل معه فى الديوان وتصادف ان كان هذا الشاب ابن اخت لى .ولكن للأسف فان قطر استمرت فى الرهان على تيارالاسلام السياسى فى المنطقة حتى بعد تراجع امريكا لان ذلك فى تقديرها قد يعطيها دورا اقليميا افضل ليس فى المنطقة العربية فحسب انما يمتد حتى الى طالبان أفغنستان لوحكم الاسلاميون تونس وامتدوا الى ليبيا وتمكنوا فى مصر اضافة للسودان الجاهز ولو بانقلاب عسكرى فان التغيير حتما سيمتد الى باقى الخليج وربما الى السعودية وعندها سيكون لقطر اليد العليا.ولكن الحراك الجماهيرى فى مصر فى يونيو وانحياز الجيش لهم قلب الموازين فى المنطقة رأسا على عقب.واى سياسى يعرف تركيبة مصر السياسية والبشريةوالثقافية والفنية والإعلامية وخدمتها المدنية وتركيبة قواتهاالمسلحة وثقافتها الوطنية والعسكرية ونوعية أفرادها كل تلك العوامل مجتمعة و التى سماها بعضهم (الدولة العميقة) تبسيطا كان يعرف ان الفوضى التى عمت الدولة بتعيين حكومة اقل من قيمة مصر كثيرا وبرئيس وزراءقصد ان يعين ضعيفا لكى تدار الحكومة والرئيس نفسهمن المقطم لتنفيذ فقه( التمكين) من قيادة واجهزة حزبلم يمتلك يوما كوادر يدير بها دولة فى حجم مصركان يعرف ان الاخوان مندفعين نحو مصيرهم المحتومو انطلق الاخوان وأنصارهم من جماعات الاسلام السياسى فى غياب وعيهم يحاصرون المحكمة الدستورية ويهاجمون القضاء ويحاصرون مدينة الاعلام ويكيلون الاتهامات للإعلاميين ويوجهون السباب للفن والفنانين والكتاب والمثقفين ويهاجمون السياحة التقليدية باعتبار ان الاثار اصنام وطالب بعضهم نسف ابو الهول او تغطيته علنا فى اجهزة الاعلام ومنع السياحة الترفيهية فى شرم الشيخ وغيرها باعتبارها حرام شرعا بل عملوا وطالبوا بالسياحة الاسلامية ولو كانت من ايران( الشيعية) واعتدوا على مقامات مشايخ الطرق الصوفية واضرحتهم ومنعوهم من اقامة الاحتفالات بموالدهم باعتبارها بدع يجب محاربتها وفقدوا عطف كل الطرق الصوفية ( ١٥ مليون حسب احصاء غير رسمى ) ووجهوا إشارات وإهانات للجيش بشكل مباشر او غير مباشر وكذالك استمرت الاهانات لرجال الشرطة بعد ان بدأت تلملم اطرافها بعد ان كاد ينفطر عقدها وأصبحوا يفتعلون مشاكل للداخلية مثل حق البعض إطلاق ذقونهم باعتبارها شعائر دينية وهى فوق اللوائح والنظم وكذلك ما تردد من انهم اعدوا آلاف الانصار من حملة شهادة القانون لإحلالهم محل ضباط الشرطة المحترفين وكذلك الدفع بكوادرهم الشبابية للالتحاق كطلاب حربيين او بكلية الشرطةوحولت مراكز الشباب الى أماكن لتدريب كوادرهم.ووجهت تهديدات مباشرة للكنائس ومنع بنائها ولجزء اصيل كبير ومهم من الشعب المصرى ( المسيحيين ) بل طالب البعض علنا ان تفرض عليهم الجزية. ووجهوا بعض محافظيهم بقمع اى حراك شعبى او معارضةلقراراتهم بتعيين أنصارهم من اهل الثقة فى أماكن اهلالخبرة او فى مواقع اتخاذ القرار فى المحلياتاضافة الى قيام ماليشياتهم بمهام الشرطة الرسميةفى احداث الاتحادية وقتل بعض المواطنين وإصابة اخرين وكذلك فى احداث المقطم حول مقرهموالخروج فى مظاهرات المواتر واستعراض القوةوالتهديد فى بعض مدن الصعيد.اضافة الى رصد كميات ضخمة من الأسلحة المتقدمة التى تهرب يوميا فمن الحدود مع ليبيا وكذلك من الحدود الشرقية والجنوبية.وفوق كل ذلك القرارات الرئاسية بمراسيم دستورية( غير دستورية)ثم كانت القشة التى قصمت ظهر البعير تلك التمثيلية الهزلية التى (سلقت) ذلك الدستور الساقط فى ١٢ ساعة عندما وصلت اللجنة الى طريق مسدود فى اهم موادها بحجة ان اللجنة التى عطلت الدستور وافقت على ٨٥ فى المائة من الدستور ولم يتبقى الا ١٥ فى المائة مع ان مادة واحدة لا يتم الوفاق حولها يمكن ان ينسف الدستور كلهكما يقول علماء القانون الدستورى وهذا ما حدث فى السودان نسف الحوار بين بعض احزاب المعارضةوالحكومة للاختلاف حول ثلاث موادفقط :-مادة الهوية ومادة مصادر التشريع ومادة شكل الدولةمدنية او دينية.ولذلك فان غباء الاخوان فى التعامل مع لجنة الدستور تلكهى التى ازالت ورقة التوت عن عورتهم.وكان طبيعيا ان تستفذ كل تلك التصرفات الشارع المصرىبكل تكويناته التى ذكرتها لا بل توصله الى درجة الاختناقمن تصرفاتهم والمصريون لديهم طريقتهم الخاصة فى التعبير عن اختناقهم من النظم الحاكمة على تنوعها وتعرفهم انهم وصلوا الحد عندما تبلغ السخرية والنكات على النظام ذروتها وهذا ماحدث للإخوان ورمزهم مرسىالاخوان خدعتهم نتايج الصناديق التى مورست فى جومحلى وإقليمي واخطاء مجلس عسكرى استلم بعد مباركواخطاء حكومات بلا سلطات واخطاء احزاب سياسيةوقبادات وكوادر ثورية تحالفت مع الاخوان باعتبارهماكثر الأحزاب تنظيما فى الساحة وربكة شباب ثورةبلا خبرة او قيادة تجمعها اضافة الى عامل هام وهو راى رجل الشارع العادى فى ذلك التوقيت :" جربنا كل الناس خلونا المرة دى نجرب دول ..الناس بتوع ربنا "وجاء حزب ال نصف فى المائة برئيس لدولة التسعين مليونوصدق الاخوان انهم حزب الأغلبية وقادوا على الارضانقلابا مدنيا كامل الأركان واعتقدوا انهم فى عهد المماليكحينما كان الشعب مغلوبا على أمره ويتحمل ويطلقالأمثلة ويصبر بها نفسه :-" اللى يجوز امى أقوله يا عمى ...""اذا كان ليك عند الكلب حاجة قوله ياسيدي "وفاتهم ان الشعب لم يعد ذلك الشعب وان الجيش الحارسالان ليس جيش المماليكالشعب الذى تحمل حكم المماليك ما يقرب من ثلاثة قرونلم يتحمل حكم الاخوان اكثر من عامالذى يقول ان من خرجوا فى يونيو بالملايين كانوا متفقينعلى شىء سوى ذهاب الاخوان مخطىء وألذى يقول ان الشعب لم يكن لديه دوافع للخروجضد الاخوان وان احدا فى الجيش او خارجه حرضهمودفعهم يعمى عن روية الحقيقةالشعب كان يبحث عن الية جامعة تدعوهم ووجدوا ضالتهمفى استمارات الشبابوالذى يقول ان الجيش كان له خيار اخر غير ما فعللا يعرف روية الجيش المصرى ومرجعية عقيدته على الاقل منذ ثورة يوليووالذى يقول بان الاخوان كان يمكن ان يتصرفوا بشكلمختلف عن المواجهات التى دخلوا فيها لا يعرف الاخوانكما نعرفهم بكل الاسماء واللغات فليس هناك على وجهالبسيطة دولة حكمها الاخوان اكثر من ربع قرن سوى السودان لدى شعبنا القول الفصل فيهموالذى يعتقد ان حكم الاخوان يمكن ان يعود فى مصرعلى الاقل لقرن من الزمان واهم لأنهم ( الاخوان) فقدوا المبادرة فى الداخل ونظرية الاعتماد على نموذج العراق وليبيا ( التدخل الخارجًى ) لم تعد صالحة وسقط للأبد لقناعة العالم من النتايج العملية على الارض :- التدخل فى ظل غياب بديل رشيد اسقط الدولة فى العراقوليبيا وخلق وضعا معقدا فى المنطقة كلها- سقوط نظرية دعم الاسلام السياسى (المعتدل) للتحكم فىالجماعات الاسلامية المتطرفة واختفاء الخيط الرفيع الذىيفصلهما حتى فى (سوريا ) هذا اولا وثانيا مصر ليست كأى دولة اخرى فى المنطقة.اذن اى نوع من التغيير فى مصر فى السلطة او حتى فى شخص الرييس السيسى لن ياتى بالاخوان باى حالاذن املا فى ماذا يصارع الاخوان السلطة فى مصروالى متى؟ما الفرق بين اخوان الداخل وإخوان الشتات ( خاصة فى تركيا وقطر واوربا الغربية) وهل هم جميعا تحت إرادة تلك الدول والتنظيم الدولى ام ان اخوان الداخل لديهم نوع من الاستقلالية ويمكن ان يمارسوا نقد ذاتيا يعيدهم بطريقة ماللمشهد العام؟حلفاء الاخوان ماذا يكسبون ويخسرون من هذا الصراع فى كل حالة.البشير أكد فى الخليج انه ليس جزءا من التنظيم العالمي للإخوان فهل يمكن ان يتصرف فى قضية العلاقات مع مصر من ذلك المنطلق؟ ام ان الوضع الإقتصادى والسياسى المنهار والحرب الأهلية دون نهاية ستفرضعليه واقعا اخر ؟هل تملك الحكومة المصرية الحالية استراتيجية ثابتة للتعاملمع القضايا الرئيسية التى تواجهها ومنها العلاقة مع السودان وإثيوبيا والمياه والسدود الخ ..ام انها تتعامل معها بالقطعة ( رزق اليوم باليوم )؟التأخير فى استكمال خارطة الطريق ( ٣ يوليو ) مسؤولية من ؟هل نظام السيسى ينتج من جديد نظام مبارك؟هل حالة الأحزاب السياسية فى مصر وتخلف منظمات المجتمع المدنى فيها يمكن ان يساعد على اقامة تحولديمقراطى فى مصر؟الازمة الاقتصادية فى مصر ابعادها واسبابها وآثارها على الوضع الراهن وحلولها؟ كيفية الحفاظ ألشعبى على علاقات مصر والسودان تحتمختلف النظم والى متى تظل تلك العلاقات اسيرة ( حرب الاستخبارات ) بين البلدين؟هذه الأسئلة وغيرها سنحاول الإجابة عليها حينمانواصل ؟أحدث المقالات
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة