*لم يجف مداد القلم الذي كتبت به عن تفجيرات بيروت حتى فجعتنا والعالم أجمع تفجيرات باريس الدموية المؤسفة‘ وفي هذه المرة بدأت تعلو بعض الأصوات التي تمشي بين الناس بالفتنة وتلقي المزيد من الحطب في نيرانها. *لابد في البدء من الترحم على قتلى التفجيرات الإجرامية المؤسفة والتعبير عن بالغ حزننا وتعازينا الحارة لأسرهم‘ نسأل الله الرحمن الرحيم أن يشفي الجرحى‘ ونؤكد مجدداً أننا مع كل عقلاء العالم دون فرز عقدي أو إثني ضد الإرهاب والإرهابيين. *إن تفجيرات باريس الإجرامية في ١٣ نوفمبر الجاري أعادت لذاكرة العالم أحداث ١١ نوفمبر الإجرامية في أمريكاعام 2011م‘وهي تفجيرات غير مسبوقة في باريس حدثت في أكثر من موقع‘ مركز فنون باتاكلون التي تم فيه احتجاز الرهائن وشهد أكبر مجزرة دموية راح ضحيتها حوالي المائة قتيل‘ ومطعم لوكارلون ومطعم لوبتيت ولابيل ايكريب وبالقرب من استاد دي فرانس‘ لكن علينا أن نتدبر أيضاً الثمار المرة للحرب الإستباقية التي قادتها أمريكا ضد الإرهاب‘ وتداعياتها المأساوية التي مازالت تترى على العالم. * الحرب الاستباقية التي تمددت في أكثر من بلد‘ ولا نستثني من ذلك عاصفة الصحراء وغيرها من الحروب والنزاعات .. لم تنجح في القضاء على الإرهاب والإرهابيين‘ بل إنها أسهمت في قيام و تغذية جماعات أكثر دموية في كل أنحاء العالم. *لم تسلم أوروبا من هذه التداعيات السالبة فقد تم استقطاب أبناء الشباب الأوروبي بعد شحنهم بسموم كراهية الحياة والحضارة عبر وسائط الحضارة التقنية ذاتها التي أصبحت تدخل البيوت بلا استئذان وتحول ضحاياها إلى ألغام بشرية متحركة. *لذلك تحفظنا على الحرب الاستباقية ونبهنا إلى أضرارها على الأبرياء والعمران ومستقبل السلام‘ كما نبهنا إلى عدم جدوى عاصفة الصحراء .. دون أن يعني ذلك ترك المجرمين بلاعقاب‘ بل على العكس تماماً لابد من محاكمة كل من يثبت تورطهم في أعمال إرهابية أو التدبير لها وهي أفعال ظاهرة يمكن رصدها وكشفها وإنزال أقسى العقوبات على مرتكبيها‘ بدلاً من تعميم الأحكام وتأجيج النيران التي تأكل الأخضر واليابس بلا طائل. *لابد أيضاً من تكثيف التعاون المثمر مع دعاة حوار الحضارات والثقافات والتعايش الإيجابي بين الديانات بل وبين البشر أجمعين لمساندة وتعزيز تيارات الوسطية والاعتدال في مواجهة تيارات الغلو والعنف ‘ والنأي بالأديان من التصنيفات والأحكام الظالمة. *الكل يدرك أن الأديان السماوية أنزلت إلينا في الارض لبسط السلام والمحبة والرحمة والخير والعدل وعمران الدنيا دون أن نغفل التزود ليوم الحساب الاكبر. *لا تتركوا الأحزان تعميكم عن نور الخير الباقي في كل البشر المؤمنين بالله وملائكته وكتبه ورسله وباليوم والآخر وبالقدر خيره وشره .. ووسط كل محبي السلام في العالم.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة