|
Re: الموسوعة المنسيّة د. أحمد عبد الودود كردا� (Re: Nasr)
|
عظيم شكري وتقديري وإمتناني للأستاذ طارق المصباح على هذا المقال الجيد وموضوعه المستحق!
وللعلم، برع أبناء العم عبدالودود كراداوي كلٌ في تخصصه. وهم من أنجبتهم وديان كردفان المروية فرضعوا من العلم أقصاه ومن الأدب أعمقه ومن الأخلاق أعظمها. ولقد أصابتنا حسرة ذهاب الدكتور إبراهيم كرداوي وتبعه الدكتور أحمد كرداوي.. ومضى والديهما تباعاً.. ثم ذهب بعدهما أستاذي في علم الترجمة وصديقي الرجل الفاضل محجوب كرداوي، الذي أدين له أبد الدهر لما قدمه لي من علم وما غمرني به من كرم ببيته العامر بجزيرة مالطا التي أحبها وعاش ومات على ترابها. أستاذي المحجوب هذا خير من أجاد اللغة الإنجليزية بشهادة أهلها.. وهو خير من مارس الترجمة النصية أو الصوتية... فهو خبير بلغتنا العربية وبإرثها الأدبي والثقافي وتاريخها ومستوى تطورها... كما أنه تعمق في دروب اللغة الإنجليزية وجمع فيها بين الأدب اللغوي الكلاسيك والمودرن... وتمكن من مصطلحاتها ونطقها بطلاقة!
أما أستاذنا الدكتور أحمد كرداوي، فالحديث عنه يطول... وهو بحق عالم إنساني وأديب وزاهد.. وهو قانوني ضليع يملك الحجة القانونية التي تدعمها إنسانية مفعمة بالإحساس بالآخر، أياً كان الآخر. كان رجلي أكاديمي ومهني تفانى في كليهما... حيث أجاد البحث والتنقيب في أمهات الكتب والقوانين الدولية.. ومارس التدريس وأدار مراكز البحوث والمفوضيات... ولكنه وظف حياته لخدمة البشرية. فلاجئي العالم مدينون له بالكثير... فهو خير من فسر الإتفاقية الدولية للاجئين للعام 1951، كما هو خير من أصل للبرتكولات الصادرة بعدها والتي أعطت اللاجئ كثير من حقوقه التي هدرت بوطنه الأصلي ليأتي لطلب الحماية في بلدان تعاملت معه كدخيل بل وأهانت بعضها كرامته الإنسانية وجرمته بعضها. عظيمنا الدكتور كرداوي، كما ذكر الأستاذ طارق، أسس أول مركز أكاديمي للبحث العلمي لشئون اللاجئين بجامعة أوكسفورد العريقة والذي أداره وتمكن عبره من إستعادة حقوق اللاجئين المهدرة.
عند وفاته نعته رئيسة قسم الدراسات الإنسانية بجامعة أوكسفورد بما يمكن إعتباره أعظم Eulogy يقال بحق فقيد للعلم والإنسانية... ووصلتنا كلماتها عنه عبر الفاكس فجلسنا أنا وأستاذي الراحل محجوب كرداوي نقرأءها ونحن في حيرة لأمر تلك البلاغة والوصف والشكر والعرفان لذلك العالم الراحل من رئيسته المباشرة أمام أفضل علماء العالم ممن حضروا هذا التكريم والإحتفاء بهذا الرجل العظيم... والذي خلقه الخلاق المبدع المصور ذو الجلال والإكرام!
رحم الله دكتور أحمد ورحم الله دكتور إبراهيم ورحم الله أستاذي المحجوب ورحم الله والدهم ورحم الله أمهم اللذان ربياهم فأحسنا تربيتهم. والتحية من هذا البعد للصديق عمر كرداوي الذي شغلتنا الدنيا عن السؤال عنه... كذلك التحية لأسرة المرحوم محجوب بمالطا... وأملي باق لزيارتهم قريباً وأنا من تعلم حب تلك الجزيرة عن أستاذه ومربيه ومؤدبه!
"إنا لله وإنا إليه راجعون"
صدق الله العظيم.
|
|
|
|
|
|