الاتفاق علي انفاذ العدالة وفترة الانتقال او الفوضي والدمار
الحادث الاخير والاعتداء الذي لايشبه السودان والسودانيين والتنكيل بمواطن بهذه الكيفية التي لاقت استنكار وسط مختلف اتجاهات الرأي العام السوداني رغم طبيعتها غير السياسية ولكنها اثارت في نفس الوقت موجة من الجدل حول مستقبل العدالة في السودان في بلد لديه ارث طويل من الخصومات والحروب الداخلية وعدوان متعدد الاشكال علي الانفس والارواح وخصومات جديدة في نوعها وطريقتها وتختلف تماما عن الخصومات التقليدية والمعتادة حول القضايا العامة فيما مضي من عهود ودوام الحال بالطبع من المحال بكل تاكيد وتلك سنة ماضية الي يوم يبعثون ولاخلود لحاكم او سلطان لذلك يجب الحذر والاستعداد للتعامل مع كل الاحتمالات. بعيدا عن طبيعة الصراع السياسي المعقد في السودان الراهن وغموض مستقبل البلاد يتلاحظ انعدام الاجتهادات المهنية البحتة في الكثير من المجالات خاصة علي صعيد مستقبل البلاد القانوني وقيام كيانات استشارية مستقبلية في هذا الصدد تتعامل مع اي مستجدات وتطورات محتملة في السودان وتساعد في بناء مؤسسات عدالة انتقالية متكاملة بخبرات وطنية تقطع الطريق امام اي احتمالات لحدوث فراغ محتمل بطريقة تسمح بحدوث فوضي غير مضمونة العواقب عندما يقرر اي فرد او جماعة اخذ القانون في اليد ليصفي حساباته مع زيد او عبيد او يقوم طرف اخر في المقابل بالدفاع عن نفسه بطريقته الخاصة ويختلط الحابل بالنابل ويعم الخراب الديار في بلد شبه منهارة وتعاني ما تعاني في كل المجالات في ظروف دولية واقليمية بالغة التعقيد وفي عالم يعاني بدوره من فوضي غير مسبوقة في تاريخه المعاصر ومن انهيارات امنية واقتصادية نتجت من اهمال ادارة ازمات مشابهة في عناوينها الرئيسية مع ما يحدث في السودان اليوم من ازمات مزمنة وقضايا متراكمة سيكون لها اثار مباشرة علي ماسيحدث علي الارض في مستقبل البلاد. استباق الاحتمالات المخيفة والفوضي المحتملة يحتاج الي جهد عقلاني يمكن من خلاله تطويق المخاطر المحتملة والحد من اثارها عبر اجتهادات وتصورات من اهل الخبرة والاختصاص علي الاصعدة القانونية ومن المختصين في مجالات حقوق الانسان والسياسة والصحافة والاعلام من اجل تسهيل قيام عدالة انتقالية تقطع الطريق علي البلبلة التي تقود الي الفوضي والدمار خاصة في زمن الانترنت والمعلوماتية وسهولة التخفي وراء الاسماء والهويات الوهمية وبث السموم والفتن والتحريض علي العنف الفردي والجماعي وتدمير السلام الاجتماعي وطمس الحقائق . يقولون يوم الامتحان يوم يكرم المرء او يهان وماينطبق علي الافراد والجماعات في هذا الصدد ينطبق ايضا علي الامم والشعوب وعلينا ان نتعظ من مشاهد الدمار الشامل والدول التي تحولت الي مقابر جماعية ومشاهد الفرار الجماعي من الاوطان المحترقة دون اكتراث حتي لو كانت النهاية هي الاستقرار في قاع المحيطات والبحار ودون خوف من احتمالات الموت جوعا في الصحاري او ان ينتهي الفرد معلقا علي الاسلاك الشائكة التي تفصل بين الدول او الموت برصاص حراس الحدود . صحيح ان السودان وشعبه يختلفون عن الاخرين في طباعهم وعدم ميلهم الي العنف المطلق الي جانب قيم التكافل والتسامح والجود بالموجود وغير الموجود ولكن علينا الاقرار ايضا بان الحال لايشبه ما كان عليه بالامس بالطريقة التي ظلت تجسدها ادبياتنا السياسية والاجتماعية واناشيدنا واغنياتنا الوطنية في ازمنة الحرب والسلم وفي الظروف العادية وبالطريقة التي شهد لنا بها الاخرون في كل بقعة وصل اليها اهل السودان الذي كان. كل المعطيات الراهنة تؤكد بكل وضوح ان مستقبل السودان اصبح بين امرين لاثالث لهما وهو اما ان نلجأ عمليا الي خيارات تليق بنا وتمنع انزلاق البلاد الي الفوضي والدمار الشامل شريطة انفاذ العدالة مع الاتفاق علي عملية انتقال سياسية واضحة تلبي مطالب الاغلبية الشعبية وترد الحقوق والمظالم وتقديم المثل الاعلي للاخرين في هذا الصدد او الانتهاء الي ما انتهي اليه الاخرون نسأل الله السلامة للناس والبلاد من سوء المنقلب والمصير.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة