|
Re: سوف يمر.. غصباً عنك و عن هنادي الصديق و عني! (Re: عثمان محمد حسن)
|
الشعب السوداني ( يخم ويصر ) منذ سنوات طويلة ،، منذ أن فارق ذلك المستعمر البغيض ،، ومنذ أن أصبحت الإرادة السودانية هي سيدة المواقف ،، فأنت لم تأتي بالخبر الجديد ،، وهو ذلك إنسان السودان السبهلل العجيب ،، كومة من التسامح والغباء الشديد ،، ثم كومة من العفوية المفرطة الغريبة ،، والإنسان السوداني أينما يتواجد يتماثل نسخاً متطابقة مائة في المائة من حيث السلوكيات الغير جادة ،، تلك النعوت المتوفرة في إنسان السودان مهما كانت درجات تعلمه أو تفكيره أو ثقافته ،، فالحاكم والوزير والقاضي والغفير وأي صاحب نعت من نعوت المهن فهو ذلك الضحل الغير عميق في التفكير ،، إنسان مناكف مشاكس الحياة بالنسبة له مجرد لحظات تعني الفرصة المتاحة ،، فلن تجد في هذا السودان ذلك المفكر العميق الذي يجتهد بالرقي بإنسان السودان والرقي بأحوال الأمة بذلك القدر العالي من التفكير ،، وأنت تظن أن العلل والعيوب والشوائب تكمن في تلك الشرائع والقوانين ،، التي تمثل مجرد حبر على ورق ،، ولكن الإنسان السوداني الذي يقبض زمام الأمر هو الذي يظلم فئات ولا ينصف فئات حسب المزاج وحسب الميول الشخصي وليس حسب منطوق القوانين والشرائع ،، وتلك الثغرات الكثيرة الظالمة التي تراها في قانون العمل الجديد هي ثغرات أوجدتها عيوب ذلك الإنسان السوداني الضحل البسيط ،، فهو ذلك المجتهد الغبي الذي يجتهد بغير عدة الاجتهاد ،، ناقص التفكير ،، ناقص الرؤية البعيدة ،، ناقص التقديرات القياسية العالية ،، ناقص النظرة الثاقبة المتفحصة ،، ناقص المفاهيم الإنسانية ،، مجرد طبل من تلك الطبول التي تعج بها الساحات السودانية ،، وتلك الأحوال المزرية القاحلة تؤكد أن عيوب السودان الأساسية لا تتمثل في النظم السياسية التي مرت بالبلاد ،، ولا تتمثل في تلك الحكومات المدنية أو الحكومات العسكرية ولكن تتمثل في إنسان السودان ،، ذلك الإنسان الضار المضر بالسودان قبل كل شيء ،، والناس يرقصون ويفرحون حين يستبدلون نظام سياسي بنظام سياسي جديد في البلاد ،، ويظنون أنهم قد خرجوا من عيوب العوائق والتأخر ،، فإذا بهم يكتشفون أنهم يتعاملون مع نفس إنسان السودان ذلك المفرط الضحل الذي يتوفر في ظلال كل التجارب ،، مجرد تبديلات وتغيرات في الحكومات والأسماء ،، بينما أن القاعدة والركيزة ما زالت ترضخ تحت هيمنة ذلك الإنسان الجاهل البسيط . فيا أخي العزيز عثمان محمد حسن العيوب كل العيوب فينا نحن السودانيين قبل أن تتوفر في تلك القوانين والشرائع ،، فلما لا نعالج عيوب وشوائب السودان من جذورها ،، حيث إيجاد ذلك الكادر القدير الماهر من الإنسان ،، ذلك الكادر الذي يتعامل من منطلقات العلم والثقافة العالية ،، ذلك الكادر الذي يعمل من أجل ترقية هذا السودان وإخراجه من بؤرة البدائية والجهالة ،، ذلك الكادر النخبوي المتخصص الخالي من شوائب الضحالة والتخبط ،، ذلك الإنسان المتعالي عن السفاسف والبلطجة .
|
|
|
|
|
|