أكثر من ثﻻثة آﻻف ﻻجىء سوداني (أغلبهم من إقليم دارفور) والبقية من جبال النوبة والنيل اﻷزرق وبقية أنحاء السودان ساقتهم اﻷقدار إلي المملكة اﻷردنية الهاشمية بحثا عن اﻷمان ولقمة العيش بعد أن شردتهم (حكومتهم) وحرقت قراهم وأبادت أهلهم وذويهم ، وكانوا يمنون النفس أن تكون اﻷردن أفضل حاﻻ من الجحيم الذى هربوا منه أو تكون محطة عبور للدول المتقدمة ، ولكن كل هذه اﻷحﻻم واﻵمال العراض كانت محض سراب وإصطدموا بواقع ﻻ يقل بؤسا وعنصرية عن الذى هربوا منه (كالمستجير من الرمضاء بالنار) ، فالبيئة الثقافية هى ذات البيئة في غالبها اﻷعم تحتقر كل ذى بشرة سوداء ، فلم يشفع لهم إسﻻمهم أو عضوية سودانهم في جامعة الدول العربية.
يقول محدثى من اﻷردن:
جئنا إلي اﻷردن منذ سنوات بحثا عن اﻷمان بعد أن تم حرق قرانا وقتل أهلنا وذوينا وتفرقت أسرنا داخل وخارج السودان ، ولكن للاسف منذ لحظة وصولنا للاردن و تقديم طلبات اللجوء إلى المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون الﻻجئين تعرضنا ﻷبشع أنواع الظلم واﻹنتهاكات ، وهذه المعاملة المجحفة تعرض لها كل ﻻجىء سودانى وطئت قدماه أرض اﻷردن وليست خاصة بي وحدى ، فالموظفين بالمفوضية أغلبهم من اﻷردنيين والشوام وأنهم يميزون بين اللاجئين الأفارقة (السودانيين) والﻻجئين العراقيين والسوريين ، ويستهترون بنا ويسخرون منا ﻻننا ﻻ نجيد الحديث باللهجة الشامية التى يتحدثونها . مدة انتظار المعاينات لﻻجئ الأفريقي (السوداني) أطول من التى يقضيها الﻻجئين السوريين والعراقيين وهى تتراوح بين سنة وسنة ونصف للسودانيين وستة أشهر فقط للعراقيين والسوريين ، فالﻻجئين السوريين والعراقيين لهم معسكرات إيواء تتوفر فيها كل الخدمات اﻷساسية من تعليم وصحة وغذاء مع مرتبات شهرية من المفوضية ويتلقون دعما ماليا وعينيا من الحكومة اﻷردنية ، أما الﻻجئين السودانيين يسكنون باﻹيجار في أطراف المدن وﻻ يتلقون أى دعم من المفوضية أو الحكومة اﻷردنية أسوة برصفائهم من ﻻجىء الدول العربية.
الشارع اﻷردنى غير مرحب بالﻻجئين السودانيين ونواجه يوميا السخرية واﻹستهزاء بألواننا (السوداء) وتطلق علينا النعوت واﻷوصاف التهكمية (أبو سمرة ، شوكﻻته ) وغيرها من المفردات العنصرية التى نعف عن ذكرها.
كل ما نريده ونرجوه من كل السودانيين والخيرين في العالم تسليط الضوء علي ماساتنا في اﻷردن ، وإثارة قضيتنا في كل الميديا العالمية للضغط علي المفوضية والحكومة اﻷردنية علي أن تعاملنا كآدميين وﻻ نطلب أكثر مما يتم منحه للاجئين اﻵخرين من العراق وسوريا من حقوق ، وإتاحة فرص التعليم ﻷطفالنا الذين مكث بعضهم أكثر من ثﻻثة سنوات دون تعليم ، وأن تضبط المفوضية سلوك وممارسات موظفيها ليتعاملوا معنا بالمهنية كموظفين دوليين وﻻ ينحازوا لفئة من النازحين علي حساب غيرهم.
هذه اﻹفادات المغتضبة من أحد الﻻجئين السودانيين باﻷردن وهى توضح حجم المعاناة التى يعيشها شعبنا في أرض (بنو هاشم) ، فينبغى علي كل سودانى/ة أن يلعب دورا حسب إستطاعته ﻹيصال صرخات الﻻجئين السودانيين باﻻردن الي أسماع كل الشرفاء في العالم.
الجدير بالذكر أن الﻻجئين السودانيين باﻷردن ينظمون اليوم اﻷربعاء 4 نوفمبر 2015م وقفة إحتجاجية أمام مكاتب المفوضية السامية لشؤون الﻻجئين باﻷردن تنديدا بالمعاملة السيئة والمنحازة التى يﻻقونها من موظفى المفوضية ويطالبونها بالوفاء بإلتزاماتها تجاههم ومعاملتهم بعدالة ومساواة مع الﻻجئين العراقيين والسوريين.
محمد عبد الرحمن الناير 4 نوفمبر 2015م [email protected]أحدث المقالات
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة