ينتابني شعور بالشفقة كلما رأيت أحد ( الانقاذيين) المتسلطين يمشي الخيلاء في محفل من المحافل، و الناس تفسح له ما هو فسيح جداً، ليأخذ من الراحة ما يفيض عن حاجته.. لو لبس أحدهم جلباب أحدنا، لعرف الدرك الذي هو فيه في عيون الذين يفسحون له الأماكن و يطبطيون على مشاعره التي تطالب بالمزيد و المزيد من ( التلج المكسور). لو لبس أحدهم ذاك الجلباب لرآى بأم عينيه صورته في عيون الجميع:- لص حقير.. صاحب سلطان.. ظالم اغتني بأموال المساكين.... طاغية.. لديه أموال و ممتلكات.. و يعتبر نفسه غنيان جداً جداً.. لكنه مسكين!! و له مشكلة يوم القيامة، أمام الله! حين كتبت مقالا بعنوان:- ( في الجمارك.. ساهل جداً القفز ً من صفر إلى مليارات الدولارات)، علق أحد القراء على المقال في صحيفة " سودانيزأونلاين" الاليكترونية قائلاً:- " كم وكم تمنيت أن تكون لدي عربية ،، مجرد عربية ناهيك عن ( آخر الموديلات ) . وكم تمنيت أن تكون لدي أوداج لامعة . وكم تمنيت أن تكون لدي كرشة منتفخة . وكم تمنيت أن تكون لدي أرصدة ترتفع في البنوك . وكم تمنيت أن أقفز تعالياَ فوق الناس اجتماعيا...." .... و استمر في كيمان ( كم كم-اته) إلى أن بلغ الهدف منها قائلاً:- " ثم سألت عن الأسباب فوجدت نفسي وكذلك الأخ ( عثمان محمد فضل ) لا نملك مؤهلات الذكاء والشطارة، ولكننا نملك تلك الأقلام الزائفة التي تعيش في أوهام النزاهة والكرامة، وتلك أسلحة يستخدمها الإنسان الذي لا يملك الحيلة...... صدقني يا أخي عثمان محمد فضل لو أن أحدهم قال لي : تعال أخرجك من حياة الشقاء والغلاء والمعاناة والعيشة الضنكة بشرط أن تمسك لسانك وقلمك لفعلت ذلك عن طيب خاطر .. لأنني أرى اليوم أن دربي هو درب الأغبياء والأشقياء الذين يهدرون العمر في أوهام السراب .. ويتوهمون في المعاني السامية ,. وأرى الشطارة والمهارة في دروب هؤلاء الأذكياء". والمحصلة هي رحلة الحياة ورحلة العمر من المهد للقبر .. البعض يعرف كيف يجتاز تلك الرحلة بالشطارة والمهارة .. والبعض يعجز في عبور تلك الرحلة ،، ثم يهدر العمر في مبررات لا تسمن ولا تغني من جوع؟".. و طبعاً الأخ الكريم يقصد عثمان محمد حسن حين كتب عثمان محمد فضل! و شعور أخينا الكريم هذا ما هو إلا انعكاساً لشعور بدأ يتنامى بين بعض الشباب، و ينبئ عن بدايات عصرِ انحطاطٍ في القيم و الأخلاق قادمٍ نحونا بصورة ( تسونامي) بدأ يتكون منذ 30 من يونيو من عام الشئوم.. و يزداد نشاطاً مضاعفاً كل يوم.. و سوف نتفاجأ به يكتسح البلد كله إذا لم نتحسب له باقتلاع نظام البشير..
و أكرر قولي للأخ/ عباس مكي.. أن، لو لبس أحد - مستجدي النعمة- جلباب أي فرد في الشارع العام، لرآى بأم عينيه صورته في عيون الجميع:- لص حقير.. صاحب سلطان.. ظالم اغتني بأموال المساكين.... طاغية.. لديه أموال و ممتلكات.. و يعتبر نفسه غنيان جداً جداً.. لكنه مسكين!! و له مشكلة يوم القيامة، أمام الله!
و أطمئن الأخ بأني أملك من المؤهلات ما كان بإمكاني عبرها- إن شئت- أن أنغمس في (نعيم) لا حدود له، هنا في السودان أو في جنوب السودان.. لكن ما يؤرق عمري هو ضياع السودان شمالاً و جنوباً.. و لا أتمنى أن ألبس جلباب أي سياسي ( كافر) بحقوق السودان عليه.. و لو لثانية! و أعوذ بالله من الشيطان الرجيم..
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة