( الناس العملوا قروش) مبانيهم تناطح السحاب.. يغيرون عرباتهم ( آخر الموديلات) كل عام.. و أوداجهم لامعة و كروشهم منتفخة.. أرصدتهم ترتفع في البنوك.. و يقفزون في تعالٍ فوق الناس اجتماعياً.. و لا مستحيل في القفز من الصفر جنيه إلى سماوات مليارات الجنيهات بنفاثات ( التمكين) الأسرع من الضوء.. لم أتعجب حين قرأت في جريدة ( حريات) الإليكترونية عن أن التحقيقات الرسمية قد " كشفت عن وجود حوالى 20 مليار جنيه (بالقديم) فى الحساب المصرفى للمقدم / طارق محجوب. اضافة الى امتلاكه شركة دهاسير ليموزين و منزلين فخمين بالخرطوم شارع الستين وأم درمان ومزارع ضخمة بالعيلفون ووادى سيدنا." ده مقدم شرطة بس، يا ناس!
لم أستغرب عند قراءتي ما ذكرته الجريدة عن أن " شقيق المقدم / طارق ، و اسمه على محجوب ، يعمل، بالتعاون معه، فى تهريب الموبايلات . كما يستخدمان سوياً منظمة باسم والدهما (منظمة محجوب حمد الخيرية) لادخال السلع التجارية دون جمارك ". لم أستغرب لعلمي أن شبكة التهريب أوسع من المذكورين.. أفادني أحد الأقرباء، قبل فترة، بأن أحد أصدقائه يتعامل مع إبن د. عوض الجاز، الوزير السابق و النافذ جداً، ، في تهريب الذهب من السودان إلى الخارج.. و في تهريب ما خف وزنه و غلى ثمنه من الخارج إلى داخل السودان.. و كان صديقه يهاتف ابن الوزير متى أعد عدته لتهريب سلعة ما أو استقبال أخرى مهربة.. و كان التنسيق بينهما على أشده..
و صار صديق قريبي من الناس العملوا قروش فاحشة جداً..
فلا تستغرب إذا علمت أن التحقيقات الرسمية قدرت ثروة طارق، مدير مكتب مدير الجمارك ب (85) مليار جنيه . و تبلغ نِسبتها 152% من ميزانية البلد البالغة ( 56 ) مليار جنيه للعام 2015.. هذا يعني أن بإمكان ( المقدم) طارق تمويل موازنات السودان لمدة عام و نصف العام ، بمستوى الموازنة الحالية، و يتر ك تمويل الجنجويد على ( المشير) البشير..
و المقدم/ طارق سخي جداً، فلا تتعجب إذا علمت بأن سخاءه جعله يهدي عربتي ( هيونداى) على الزيرو لإبني رئيسه، مدير الجمارك اللواء / سيف الدين عمر،. و امتد السخاء إلى إشرافه على شراء قطعتى أرض للمدير بكافورى.. كافوري التي هي المركز الذي انطلق منه الفساد ( من قَيدو).. " و شاع ز عم القرى و الحضر"! و لا تستغرب من أن "... يشارك مدير الجمارك بأسطول من الليموزينات فى شركة دهاسير ليموزين..." ، المسجلة باسم المقدم طارق.. يعني ( في الحتة دي) اللواء شغال تحت إمرة المقدم في الشركة.. و تلك من الصور المقلوبة كثيراً في سودان ( الانقاذ).. و لا تستغرب من أن اللواء و المقدم قد أعفيا من الخدمة براتب تقاعدي أولاً.. و حين كثرت التساؤلات المستنكِرة لعدم إحالتهما إلى النيابة، إضطر المعنيون إلى اعتقالهما.. و لا غرابة في أن " القرار باعفائهما لم يصدر الا بعد تورطهما فى صراعات مراكز السلطة وانحيازهما السافر للوزير الاتحادى وزوجته المرتبطين بـ(طه عثمان) – مدير مكتب عمر البشير – فى مواجهة غالبية ضباط تنظيم الاسلاميين بالشرطة..." . يعني تجاوزاتهما كانت معروفةً ( و خلُّوهأ مستورة) كما حال فساد كثيرين من الذين لا خلافات بينهم تكشف عنهم بعد..
و حتى تعيين خليفة للمدير المفصول يعكس الأزمة المستأصلة في الانقاذ، حيث أن المدير الجديد- اللواء شرطة / عبد الحفيظ صالح علي هو إبن خالة اللواء المفصول سيف.. علاوة على أنهما ( عُدَلَا) .. متزوجين أخوات..!
دي معقولة دي؟ يعني اللواء المعين ما كان عارف تجاوزات اللواء المفصول؟ إذا لم يكن يعرف، فهو غير جدير بأن يطلق عليه لواء شرطة.. و إذا كان يعرف، فقد حنث بالقسم الذي أداه عند تعيينه ملازماً ثانٍ عقب تخرجه في كلية الشرطة.. و لا يستحق إدارة أي قسم من أقسام الشرطة، دع عنك الجمارك..
كان مدير الجمارك، المقال، قد صرح بأن إيرادات الجمارك بلغت ( 5 ) مليار دولار في نصف السنة المالية يناير 2015م - يونيو 2015م ، و أن الإيرادات سوف تبلغ حوالي ( 9 ) مليار دولار.. أي (90) مليار جنيه بنهاية العام المالي الحالي.. بإجراء عملية حسابية بسيطة، نجد أن نسبة الايرادات المتوقعة (90) مليار جنيه تبلغ 3 مرات الربط البالغ ( 30.3) مليار جنيه.. و هذا خلل مأساوي في التقديرات.. خلل كفيل بفتح ثغرات للتلاعب بالمال العام داخل أرقام ( مطبوخة).
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة