|
Re: الطريق إلى الزواج بقلم عمر عثمان-Omer Gibreal (Re: عمر عثمان-Omer Gibreal)
|
الأخ العزيز / عمر عثمان التحيات لكم وللقراء الكرام خليها مستورة ومكتومة ،، حسب ظروف الناس هنا وهنالك ،، والصورة المعهودة عن السواد الأعظم من الشعب السوداني تغطيها عند العقد عبارة ( بموجب الصداق المتفق بيننا ) ،، وتلك عبارة رغم أنها غير صريحة وأمينة إلا أنها كريمة وطيبة تستر أحوال الأغلبية من الأمة السودانية ،، وكل الحاضرين في مجلس العقد يدركون مدى العمق في تلك العبارة .. حيث تسهيل الأحوال بكرامة الرجال ،، أما تلك النخب السودانية القادرة والمالكة والمتمكنة الباذخة .. فهي لا تتوارى تحت غطاء الستر والتورية .. إنما الإشهار بقوة المليار .. وفي ساحات هؤلاء الأغنياء فإن التواضع يعد جريمة وتخاذل .. ولا بد من إظهار العضلات والمقدرات .. فهؤلاء المقتدرين يتفاخرون بدفع الملايين والملايين لتأجير الصالات الفخمة .. ويقدمون القناطير من الذهب والدولارات وأفخم الثياب مهراَ للعروسة .
إلى هنا والأمر عادي جداَ ،، ويطابق المنطق بمعايير الأغنياء والفقراء .. ولكن تقع الطامة الكبرى في هذا السودان حين تصر البنت السودانية العادية ابنة الأحياء المتواضعة الفقيرة في مجاراة الأغنياء والأثرياء ،، فهي رغم أنها تعلم ظروف وأحوال أهلها وأهل العريس إلا أنها تصر على إقامة عرسها في أفخم الصالات مثلها ومثل بنات الأثرياء .. كما أنها تريد تلك ( الشيلة ) التي تماثل شيلة الأثرياء .. وهنا تقع الإشكالية الكبيرة حيث أن الجميع يعلم أن ذلك الصداق المبطن ( المتفق بينهما ) لا يغطي واحد في المائة من متطلبات العروسة المستحيلة .، وعندها يتهرب الشباب من الدخول في تجربة الزواج .. ولا توجد في السودان صالات مزيفة مقلدة غير أصلية ،، ( صناعة تايوانية ) إيجارها في حدود الصداق المتفق بينهما !!!!! .
ودائماَ وأبدا فإن المصائب في هذا السودان تأتي من تحت رأس الأغنياء .. فهم الذين يشترون أي نوع من أنواع السلع كيفما كانت الأسعار .. ويتسببون في الغلاء الفاحش .. والتاجر السوداني يدرك جيدا أن سلعته لن تبور أبدا متى ما تواجد الأثرياء في الساحات .. أما ذلك الفقير فهو يمثل العدو اللدود لتاجر السودان .. وبالتالي نجد الفقراء في هذا السودان يمرون على الأحوال مرور الكرام .. ويكتفون بالنظرات .. وتلك لحوم الأنعام متوفرة بالأشكال والألوان ولكنها فقط للمقتدرين والأثرياء .. أما هؤلاء الفقراء الذين يمثلون السواد الأعظم من الشعب السوداني فيكتفون بالنظرات والإعجاب . والحال يجري كذلك حيث الأعداد الوفيرة من الشباب السوداني الحائر والأعداد الوفيرة من الشابات السودانيات الحائرات ،، والكل يرغب في التأهل ويرغب في تكوين العش السعيد ،، لو لا إصرار الشابات السودانيات في مجاراة عادات الأثرياء والأغنياء .. حيث الاحتفالات في الصالات الفخمة وحيث الحصول على تلك الشيلة التقيلة التي تماثل أو تفوق على شيلة الأغنياء !!! .
|
|
|
|
|
|