|
Re: هل سيثور الشعب السوداني في وقفة عيد الأضح� (Re: فيصل الدابي المحامي)
|
• لقد مشينا في ذلك الدرب الطويل منذ استقلال السودان . • وقد نضجت الجلود من ضربات السياط ممن يستحق وممن لا يستحق . • وأخذت كفايتها من البطانة الواقية التي تمنع النواح والصراخ . • كما تعودت البطون تلك النزعات من الجوع والعطش . • وحياة الناس في السودان منذ استقلال البلاد وحتى هذه اللحظة هي حياة أدنى من حياة الكفاف . • وهي تلك المعاناة والشقاء والغلاء والأسقام والحروب والشتات والتناحر . • في بدايات المشوار بعد استقلال كانت طموحات الشعب السوداني كبيرة وكبيرة للغاية . • كان الشعب السوداني يتأمل في وطن يتقدم بثبات نحو الأمام ونحن الرخاء والبناء . • ومن أجل ذلك كان الشعب السوداني ينتفض ويثور من وقت لآخر . • يرفض الأحزاب حين تفشل وتوصل البلاد إلى الحضيض ثم ينادي بشعار ( العذاب ولا الأحزاب ) . • ويرفض النظم الديكتاتورية حين تقهر وتفسد وتظلم وينادي بشعار ( لن يحكمنا العسكر بالقوة ) . • فكانت الانتفاضة الأولى ،، ثم كانت الانتفاضة الثانية . • ثم خرج الشعب السوداني من الانتفاضتين خاسراَ ملوماَ خالي اليدين .، بكيد الأحزاب التي سرقت تلك المكاسب . • فالأحوال هي نفس الأحوال بل أكثر سوءَ ،، والعذاب هو نفس العذاب بل أكثر جحيماَ . • وعلة السودان الكبرى تتمثل في أهل السودان قبل كل شيء . • تتمثل في تلك الأحزاب البدائية الهزيلة ، وتتمثل في تلك النظم الديكتاتورية القاتلة التي تطل من وقت لآخر ، وذلك بكيد ومباركة الأحزاب السودانية ، كما تتمثل في حركات التمرد التي لازمت مسار السودان بعد الاستقلال دون هوادة أو رحمة . تلك الحركات التي بدأت بجنوب البلاد ، والتي كانت تشتد أحياناَ وتضعف أحياناَ ، وكذلك حركات التمرد في مناطق التهميش في الوقت الحاضر ، تلك الحركات التي تفتقد أدنى مقومات الوطنية ، والتي تتسم بقيادات ذات عقول ضحلة خاوية وفارغة . • كل تلك الظواهر السالبة وذلك القدر من الخيبة والفشل في مسار السودان بعد الاستقلال أوصل الشعب السوداني حالياَ إلى حالة نفسية محبطة للغاية ، وقد وصل الشعب السوداني إلى مرحلة قاتلة من اليأس والقنوط . • وقد ضاعت معالم التفاؤل والتباشير والطموحات والتأملات والأحلام عن قلوب السودانيين . • ولا تؤثر في الشعب السوداني تلك النداءات تلو النداءات بالانتفاضة الثالثة التي تنادي بها الأقلام والألسن . • والشعب السوداني حالياَ لا يفرح كثيراَ بتواجد البشير ونظامه ، كما لا يفرح كثيراَ بذهاب البشير ونظامه . ولا يفرح كثيرا بقدوم الأحزاب ، كما لا يفرح كثيراَ بغياب الأحزاب . • فتلك الأمور بالنسبة للشعب السوداني مجرد أحجار من الدمى تتبادل المواقع ، وذلك التبادل ليس للشعب فيه مصلحة لا من قريب أو من بعيد . • والمطلوب الآن أن نترك تلك التجارب الماضية المملة ، والتي أصبحت لا تروق ولا تواكب مزاج الشعب السوداني ، حيث ( الفشل ، ثم الإحباط ، ثم الانتفاضة ، ثم الانتكاسة ، ثم العسكر ، ثم الأحزاب ، ثم التمرد ، ثم الحروب ، ثم التفرق ، ثم الشتات ) . • المطلوب إخراج الشعب السودان من تلك الدائرة السوداء الكالحة ، وايجاد مخرجاَ يجمع الأفراد والأحزاب والنظام القائم والعساكر وحركات التمرد في بوتقة واحدة تعني الخلاص من ويلات السودان . • ودعونا من تلك الإشارات والدعوات الباهتة التي أصبحت لا تجدي ولا تحرك الشعب السوداني صاحب التجارب الطويلة .
|
|
|
|
|
|