|
Re: هل من امل في إصلاح البلد بقلم عميد معاش طب (Re: سيد عبد القادر قنات)
|
لا شك أن السودان أصبح اليوم في مقدمة الدول التي انتشر فيها الفساد المالي والعيني ،، ناهيك عن الفساد الأخلاقي ،، وذلك الفساد في السودان قد بلغ حداَ فالتاَ لا يمكن معه تحديد وتصور الحجم والكم والنوع ،، ونظام ( الإنقاذ ) القابض على مقاليد الحكم في البلاد يتحمل كامل مسئولية الفساد والتردي في الذمم والأخلاقيات ،، وتلك مسئولية تاريخية سوف تلاحق نظاماَ جاء تحت راية الإسلام ،، ثم أفسد في الأرض وأهلك الحرث والنسل تحت غطاء الشريعة الإسلامية ،، وتلك الصورة أسقطت هيبة مجموعات كبيرة من السودانيين المنتسبين لخنادق الإخوان المسلمين ،، والذين كنا نظن فيهم التقوى والصلاح ،، كما كنا نظن فيهم الحرص بالتمسك على الأخلاقيات الحميدة ،، والتمسك بالتعاليم القويمة للدين الإسلامي ،، فإذا بالأيام تكشف أنهم مجرد رموز وأفراد تملكهم الجشع والطمع ،، وهم يجعلون الدين ستاراَ وحجاباَ في ارتكاب أفظع أنواع المفاسد ،، ويرتكبون كبائر المفاسـد والسرقة والنهب والسلب ،، تلك الأفعال التي تنافي تعاليم الإسلام جملة وتفصيلاَ ،، وأكثر من ذلك فإنهم لا يبالون كثيراَ بظاهرة الفساد المالي والعيني في البلاد ،، ولا يكترثون بتردي الأخلاقيات في المجتمع السوداني ،، فالإسلام بالنسبة لهم مجرد مظلة وهمية تغطي ممارساتهم تلك الفاسدة .. وهم ليسوا بذلك العمق الإيماني والتعبدي الصادق المخلص الذي يجعلهم يخافون الله ،، والذي يبرئ ذممهم يوم القيامة ،، وأحوالهم مطابقة للنفاق الفاجر مائة في المائة ،، ونسأل الله أن يشفي ضمائرهم تلك المريضة العليلة الفاسدة .
ثانياَ : عندما نتاول الحديث عن الفساد المالي والعيني في السودان نجد أن معظم الأقلام التي تتناول الظاهرة تركز على الأمر من النواحي العاطفية ،، فتسعة وتسعون في المائة من السودانيين يظنون أن كشف المفسدين وإشهارهم ومعاقبتهم هي الغاية والوسيلة المطلوبة في الأول والأخير ،، وذلك يعـد مجرد نزعات في نفوس تريد الانتقام من المفسدين ،، ومجرد رغبات لتخفيف الغليل عن الصدور ،، ولكن العقلاء في الدول المتقدمة لا يبكون على إرهاصات الواقع المرير بقدر ما يبكون ويهتمون في تجفيف الأسباب التي تؤدي إلى انتشار ظاهر الفساد المالي والعيني في مجتمع من المجتمعات ،، وفي ذلك عادة يلجئون ويستعينون بتلك البيوتات العالمية المتخصصة التي تملك الإمكانيات العلمية والعملية والوسائل الرادعة التي تسد الثغرات وتمنع ممارسات الفساد المالي والعيني عملياَ وقطعيا ،، ومنها وسائل التكنولوجيا الحديثة التي تعتمد على الشفرات الممغنطة وعلى الأرقام السرية وكلمات المرور ،، والعالم المتقدم من حولنا منذ سنوات عديدة تخلى عن التعامل بالعملات النقدية الورقية أو المعدنية ،، كما تخلى عن خزانات الودائع النقدية في المصالح الحكومية والمراكز والمعاهد والمدارس والمشافي وغيرها من المواقع التي تتعامل في المجريات المالية ،، فالبنوك المالية فقط هي التي تحتفظ بتلك الخزائن وتحتفظ بتلك الأموال النقدية بجانب الذهب والودائع ،، وتلك الإجراءات الحديثة منعت كثيراَ ظواهر الاختلاسات المالية والسرقات والسلب والنهب في تلك الدول المتقدمة .، وبالنسبة لنا في السودان فإن تلك المرحلة ما زالت بعيدة جداَ جداَ حيث السواد الأعظم من السودانيين لا يملكون أساساَ فكرة التعامل بالبطاقات النقدية ،، كما لا يملكون البنية التحتية التي تسهل ممارسة ذلك النوع من التكنولوجيا الحديثة . ومع ذلك فبالإمكان وقف ظاهرة الفساد المالي في السودان عن طريق تطبيق التكنولوجيا الحديثة في كل المصالح الحكومية .
|
|
|
|
|
|