|
Re: تحرير قبائل جبال النوبة - الزغاوة - الفور و (Re: حماد سند الكرتى)
|
في أي مكان فوق سطح الأرض نجد ذلك الإنسان الراقي الذي قد تحرر من كوامن النفوس الساقطة الضعيفة ،، وتحرر من عقدة الدونية عن الناس ،، وأصبح ذلك الإنسان الواثق في الخطوات والمسار ،، إلا في تلك المناطق القليلة التي ذكرتها ،، فالإنسان في تلك المناطق يحتاج إلى ألف سنة أخرى حتى يفهم أنه متحرر كالآخرين في العالم ،، فهي تلك العقدة المستأصلة في أعماق تلك النفوس حيث الشعور بعدم الوزن والمقدار في أعين الناس !! ،، وحيث البكاء كالنساء ليلاَ ونهاراَ ،، شعوب لا تجيد إلا الإحساس بالنقص والدونية ،، ولا تعرف كيف تعزز نفسها ،، وتوقر ذاتها وتحترم مقامها وتعطي الثقل لأصولها ،، فهي دائماَ وأبدا تظهر ذاتها ضعيفة هزيلة قزمة حين تشتكي ليلاَ ونهارا ،، وإنسان تلك المناطق يختلف كلياَ عن إنسان باقي المناطق السودانية ،، فالإنسان في باقي المناطق السودانية أينما تواجد فهو ذلك الإنسان الشريف العالي الهمة ،، المتحرر الذي لا يرى فوقه أحداَ من الناس ،، وهو ذلك الإنسان العزيز الشهم ،، العالي المقام ،، الذي يحس بالفخر والرجولة والكرامة ،، ولا يشتكي أبد الدهر من جور وظلم الآخرين له ،، ويفضل الموت والانتحار على التذلل والاستكانة أمام الآخرين ،، وذلك الإنسان الذي تعود الشكوى كالنساء طوال العمر باللسان والأقلام يجب أن يسأل نفسه أولا قبل كل شي ،، لماذا هم بالذات دون الناس في العالم ؟؟ ،، أليسوا بذلك القدر من الرجولة ؟؟ ،، ألا يملكون نفس الحواس مثل الآخرين من البشر في العالم ؟؟ ،، ألا يملكون العقول ؟؟ ألا يملكون الأيدي ؟؟ ،، ألا يملكون الأرجل ؟؟ ألا يملكون نفس معطيات الإنسان فوق وجه الأرض ؟؟ ،، ولماذا يتمكن الآخرون من بني البشر بالتسلط عليهم ( عرباَ وعجماَ !!) ،، هل هؤلاء يتفوقون عليهم في الرجولة وفي العقول وفي الحواس ؟؟ ،، وعزة الله فإن أي إنسان فوق وجه الأرض لا يقر بالضعف والاستكانة لمشيئة الآخرين ،، إلا إذا كان ضعيفاَ وفاقداَ للرجولة والمقدرات ولا يملك الحواس مثل باقي البشر في العالم ،، وهل الرجل الذي يثق في مقدرات الذات يهدر العمر كله في البكاء والنحيب ؟؟؟ ،، والمشكلة الكبرى أنهم يظنون بغباء شديد أن كثرة الشكاوي والبكاء كالنساء باللسان والكتابة والأقلام تكسبهم العطف وتمسح عنهم الدموع !! ،، وتلك سيرة لا تليق بالرجال الذين يثقون في مقدرات الذات ،، ولا يعلمون جيداَ أن كثرة الشكاوي والبكاء تظهرهم أقزاما ضعافاَ طوال الحياة ولا يستحقون المقام والاحترام والتقدير ،، ومن كثرة التكرار والكتابة التي تصفهم بالضعف والاستسلام فإنهم يمثلون اليوم أكثر شعوب الأرض مهانة ومذلة وسقوطاَ عن الأعين ،، وتلك هي محصلة ألسنتهم وأقلامهم الغبية ،، فيا ليتهم كانوا بذلك القدر من الذكاء والنباغة الذي يظهرهم بقوة الشكيمة وصدق المقدرات في الذات ،، ولكنهم أقوام يجهلون أسرار المواقف النبيلة والمواقف الذليلة .
|
|
|
|
|
|