|
Re: عذاب !!! بقلم صلاح الدين عووضة (Re: صلاح الدين عووضة)
|
الأخ العزيز / صلاح الدين عووضة التحيات لكم وللقراء الكرام التجارب عبر السنوات الطويلة أثبتت أن أرخص عنصر في السودان هو الإنسان ،، وقيمة الإنسان مفقودة في السودان بسبب الإنسان نفسه ،، ويبدو لي أن هذا البلد مغضوب عليه في كل المسارات ،، وليس هنالك مسار واحد في السودان يمكن أن يقال له ( ذلك من مزايا السودان الطيبة ) ،، ولا ندري الأسباب لماذا هذا البلد منحوس بتلك الدرجة المبالغة !! ،، عشنا طويلاَ في بلاد الآخرين وتلك البلاد فيها الكثير والكثير من المزايا ،، وإذا اشتكت من علل فإنها تشتكي من علل معينة ثم تعالج تلك العلل ،، أما هنا في السودان فكل البلد علل في علل !! .. وقد يظن البعض أن تلك العلل أسبابها هي النظم التي تحكم البلاد وتلك فرية كاذبة للغابة .. فنحن جربنا كل نظم الحكم ( الحزبية الفالتة والعسكرية الطاغية الظالمة ) ،، ففي كل التجارب نجد تلك الجبايات الظالمة وتلك الرسوم العالية المبالغة ،، كما نجد سوء ورداءة الخدمات ،، حيث البيروقراطية والتسويف المبالغ ،، فالمساوي هي المساوي في ظلال كل تجارب الحكم في السودان .. لأن الإنسان الذي يجلس خلف الطاولة لخدمة المواطن هو نفس الإنسان السوداني صاحب العيوب القاتلة ،، الذي لا يتبدل ولا يتغير بتغيير الحكم في البلاد ،، فهو لا يجيد الوظيفة إطلاقاَ ،، ولا يملك الضمير إطلاقاَ ،، ولا يملك الشهامة في خدمة أخيه الإنسان إطلاقاَ ،، ذلك الحاقد الناقم الذي يجيد فقط احتقار الناس ،، وقد ينشط بالخدمة في حال المعرفة والقرابة والواسطة والرشوة !! .. فهو ذلك السادي الذي يتلذذ بتعذيب الناس الذين يقفون أمامه ،، ولا تهمه كثيراَ أوقات الناس التي تضيع هباءَ في التسويف والتأجيل ،، إنسان هلفوت لا يسوي مقدار الراتب الذي ينهبه دون وجه حق يمكن أن يتلاعب ويتحكم في مصائر الناس كيف يشاء .. وحسب مزاجه يمكن أن يجلس في طاولته وهو يهدر الوقت في توافه الأمور والناس تقف أمامه في إذلال وخضوع ،، ثم بعد ذلك بمنتهى التهكم والاستهتار وحسب المزاج لدى ذلك الصغير التافه يمكن أن يقول للواقفين أمامه : ( خلاص الشباك قفل ، تعالوا بكرة ) .. أو تعالوا بعد أسبوع .. أو تعالوا بعد شهر .. ذلك هو الموظف السوداني الذي نعرفه منذ استقلال السودان ،، وذلك هو إنسان الخدمة الذي نعرفه في هذا السودان الكئيب ،، وقد يقول قائل هنالك من هم في رئاسة ذلك التافه يمكن اللجوء إليهم بالشكوى ،، ولا يدرون أن ذلك الرئيس عند المحك هو أتفه من التافه نفسه !!!،، والشكوى يعني الدخول في معركة من الكيديات الظالمة التي تضر بمصلحة ذلك السوداني الذي يطلب الخدمة ،، وعليه دائماَ نجد الجمهور السوداني أمام خيارين إما الصبر وتحمل المعاناة والشقاء بالذهاب والإياب حتى يتم الفرج أخيراَ حين يوافق مزاج ذلك الذليل التافه الحقير فينجز الخدمة ،، وإما أن يتنازل عن الخدمة كلياَ حفاظاَ على الوقت المهدور أو حفاظا على الكرامة المجروحة ثم يرفع الكف بالشكوى لرب العرش العظيم ،، ذلك هو السودان بلد العذاب المهين .
|
|
|
|
|
|