|
Re: غباؤكم أضاع ابن خالي ! بقلم أبو البشر أبك� (Re: أبو البشر أبكر حسب النبي)
|
في هذا الزمن العصيب تفاقم الإفراط في القسوة ،، والنفوس أصبحت قاحلة مجدبة خالية من أية لفحة من لفحات الرحمة ،، وإذا أبتعد العاقل صاحب الحكمة بحكمته وجلس بعيداَ بحيادية تامة ونظر في أحداث المسرح السوداني وفي تلك الأهوال التي شاهدتها البلاد منذ سنوات وسنوات سوف يموت كمداَ وحسرة من فظاعة وهول تلك الأنفس الطاهرة النبيلة التي فقدت حياتها في مناطق السودان المتفرقة ،، حيث ساحات الحروب والتناحر والعراك ،، وبغض النظر عن تلك الخنادق التي تنتمي إليها تلك الأرواح السودانية العزيزة التي رحلت عن الدنيا فإن الخسارة هي جسيمة وكبيرة للغاية ،، حيث الملايين والآلاف من أبناء السودان الذين كانوا ذات يوم يمثلون شعلة البلاد ثم رحلوا لسواحل الموت والصمت دون وقفات عقلية من الكل ،، وحين يرحلون عن هذه الدنيا مع الأسف الشديد تصبح السيرة وكأن شيئاَ لم تكن في عرف عامة الناس ،، ولكن هنالك آخرون بأفئدة بريئة تتألم في صمت وتبكي في جوف الليالي ،، وهي التي تدفع الأثمان أولاَ وأخيراَ ،، وهؤلاء هم عائلات وأمهات وآباء وأبناء وبنات وأقرباء وأصدقاء ورفقاء وأرحام وعشيرة وقبيلة الراحلين !!! ،، آلام لا تحس بها البلاد ولا تحس بها رموز الساحات الذين يشعلون الحروب والفتن ،، فبالنسبة لهم فإن تلك الأرواح المهدورة مجرد وقود لا بد أن تقدم للنار حتى تحترق ،، أما هؤلاء الأرحام الذين يمثلون الأمهات والآباء والأبناء والأقارب فليشربوا من البحر ،، ومعاناتهم ليست في الحسبان لدى الأطراف بأي حال من الأحوال ،، ولا حوله ولا قوة إلا بالله .
وهنا يجب أن يفكر الناس ،، وأن يقولوا في أنفسهم لما تلك الحروب الطاحنة البغيضة التي تهلك الحرث والنسل ؟؟ ،، لما تلك الحروب التي تجلب الدموع في أحداق الأيتام الصغار والأمهات والآباء ؟؟ ،، ما كان يضير الناس لو أنهم زرعوا المحبة فيما بينهم ؟ ،، ما كان يضير الناس لو أنهم تناسوا الغل والأحقاد وهجروا الحروب وطلبوا السلام ؟؟؟؟،، وما الحياة الدنيا إلا مولد ثم لحظات بقاء قليلة ثم الفناء .. وتلك هي الشمس والهواء والماء تكفي لضروريات الحياة للجميع ولا تفاضل بشراَ عن بشر ؟؟ ،، وإذا غلبت نزعات الجشع والطمع صدور البعض من الناس فلما لا تجنح الأنفس للكرم والعفو والحلم والسماح ؟؟ .
|
|
|
|
|
|