|
Re: دعارة دٌبي وشرب البيرة والشمبانيا مسئولية الجبهجيا بقلم عباس خضر (Re: عباس خضر)
|
..................................................................................... بسم الله الرحمن الرحيم
.................................. الغربلة والزلزلة كانت عنيفة للغاية .. والكثير من تلك الأخلاقيات والصفات الحميدة التي كانت تميز ( الزول ) عن الآخرين قد انهارت .. وإنسان اليوم الذي يحمل ذلك النعت ( الزول ) ليس بإنسان الأمس .. فالتردي في الخصال والأفعال والأقوال يدمي القلوب النبيلة .. وآثار التحول المخزي أصبحت واضحة كالشمس في الداخل وفي الخارج .. فأين ذلك الإنسان النبيل الشهم الذي كان يعطي المثالية الفاضلة حين تذكر الشعوب ؟؟ .. ذلك الصادق الأمين الذي كان لا يعرف الاحتيال والنصب والمكيدة والخيانة والكذب والغش ؟؟.. أين ذلك الإنسان الفاضل الذي كان يحرص على العفة والكرامة والشرف والسمعة الطيبة ؟؟ .. لقد تسارعت خطوات التدحرج لدى ذلك الإنسان ( الزول ) في الداخل وفي الخارج !! .. في الداخل حدث ولا حرج .. قلة من الناس تتعفف وتتقي الويلات بالصبر ومحاذاة الستر والحوائط .. وكثرة من الناس كالأسماك في البحار فالقوي يأكل الضعيف !! .. والقادر يمتطي ظهر العاجز .. والشاطر يخطف ما في أيدي الآخرين من الأبرياء والضعفاء .. بجانب المفاسد الأخلاقية التي تفشت كالنار في الهشيم .. وحتى أن ملافظ اللسان لدى الكثيرين أصبحت منكرة عاهرة عند المقال أو عند الكتابة !! .. والأحوال السائدة اليوم بين الناس في الداخل تجلب الاستغراب والذهول .. وحين يجري التعامل مع أي إنسان سوداني في أمر من الأمور فإن الشك والريب يسبق التعامل .. وتلقائيا يحسب الإنسان ألف حساب قبل الوثوق والمضي في التعامل .. حيث أن التجارب السائدة أكدت الآلاف والآلاف من حالات الاحتيال والغش والتحايل والنهب والسرقة والتلاعب وعدم الصدق في المعاملات .. بجانب صور المفاسد المالية والرشاوى والاختلاسات وبيع وشراء الذمم في مقابل المقدور من الجنيهات . ................................. وفي الخارج كذلك حدث ولا حرج .. ولقد انهارت تلك السمعة الطيبة التي بناها الرواد الأوائل عن ذلك ( الزول ) في الخارج .. ونسمع الكثير الآن عن تلك الظواهر البغيضة الكريهة التي لطخت صورة ذلك الإنسان النبيل في ماضي الأزمان .. فالإنسان السوداني في الخارج تزعزعت صورته كثيراَ عن الماضي .. وقد تعلم الكثير من تلك العيوب التي كانت معروفة عن الآخرين من الشعوب .. ومنها ذلك التردي المخزي حين نسمع أن العفة السودانية أصبحت مهتوكة في بلاد الآخرين !! .. آخر خبر سوء كان يتوقعه الإنسان في هذا الوجود !!!! .. وحين يقع مثل ذلك الخير المخزي فأن السوداني الشريف الطاهر يتمنى أن يكون تحت الثرى داخل قبره بدلاَ من أن يتواجد مع زمرة هؤلاء المفسدين .. وقد لا ننصف حين نضع الكل في سلة تلك الصفات المعيبة .. ولكن صبغة السوء حين تلطخ فإنها لا تفرز بين الصالح والطالح .. لأن السمعة تجري حين تجري باسم الوطن والمواطنين وليست باسم ذلك الفاعل النجس .. ولا نميل كثيراَ حين يميل البعض في اتهام نظاماَ قائماَ أو جهة من الجهات بأنها مسئولة كلياَ عن ذلك التردي .. فالنظام أو الجهة الحاكمة قد تكون مسئولة بالقدر حين يتهاون أو حين لا يردع أو لا يمنع المفاسد أو لا يعاقب حين تقع الواقعة .. ولكن أخلاقيات الشعوب هي ذاتية تنبع من مورثات الفضائل في النشأة وإرث الأجداد .. ثم ذلك الإحساس بالكرامة والنخوة الصادقة .. ثم ذلك الضمير والتربية والبيئة السليمة .. بجانب التوجيهات والإرشادات الدينية وغير الدينية الناصحة .. ولو أصبحت أخلاقيات الشعوب هشة طائعة تتبدل بموجب إرهاصات النظم والحكومات لكانت كارثة !! .. فكم هي تلك التحولات السياسية التي تجري في ساحات العالم دون أن تؤثر ذلك في أخلاقيات شعوبها .. ولكن الظاهرة السودانية هي فريدة من نوعها .. ولا يعقل أن تتحول الأخلاقيات بين الناس من أقصى اليمين إلى أقصى الشمال بين ليلة وضحاها !!!!! .. والسر في ذلك غامض للغاية .. والعلم في ذلك عند الله .
|
|
|
|
|
|