|
اذن لماذا يكذب الصادق المهدي ؟ بقلم خضرعطا المنان
|
mailto:[email protected]@gmail.com
(الكاذب الضليل) هكذا اطلق عليه الرئيس الراحل جعفرنميري ! وهو حرفي ما يقول.
والزعيم القوي هو من يعترف بأخطائه حتى لو كان ذلك ثمنا لحياته .
على قناة ( الميادين ) الفضائية شاهدت بالامس ( الثلاثاء 23/12/2014) حوارا مع (الصادق المهدي) رئيس (حزب الامة القومي) والذي اضحى اربعة احزاب أويزيد ! .
(الصادق) الذي لايزال يقدم نفسه على اساس انه ( زعيم معارض !! ) وجميعنا يعرف اية معارضة تلك التي يتزعمها هذا الرجل الذي لم يكف يوما عن بيعنا كلاما على مدى خمسين عاما فيما يعتقد الكثيرون انه هو نفسه اصبح جزءا أصيلا من مأساة السودان المستفحلة ( حتى وان وقع آلاف الاتفاقيات وتحت كل المسميات !!) خاصة وانه متهم بكبح جماح الغضب الشعبي العارم الذي حاول مرارا وتكرارا الخروج للشارع وذلك عبرتسويفات وحلزقات وعبارات وتسميات ومسميات ما أنزل الله بها من سلطان .. وهو صاحب المقولة المعروفة : ( البشيرجلدنا .. ونحنا ما بنجر الشوك فوق جلدنا !!) او ما معناه .
ولأنه لا يمكن له ان يعيش بعيدا عن الاضواء حاكما او معارضا او حتى سجينا تظل علاقته بالاعلام كعلاقة السمكة بالماء والا فقدت حياتها !.. فقد جاء ظهوره في هذه القناة – رغم ضعف محاوره – مليئ بالكذب الصريح حتى ليخال للمرء ان الرجل ربما فقد ذاكرته او انه يظن اننا نحن من ضعفت ذاكرتهم واصابها الوهن .. حيث دافع عن نفسه بشأن ( اتفاقية الميرغني – قرنق ) الموقعة في نوفمبر العام 1988 حينما كان هو رئيسا للوزراء نافيا بأن يكون هو من رفضها وكان سببا في اجهاضها مدعيا بأن هناك غيره في حزبه واعضاء في ( البرلمان ) من كانوا وراء رفض تلك الاتفاقية وكان عليه اقناعهم وبالفعل - كما قال – تمكن من اقناعهم ولكن جاء انقلاب العسكر بقيادة الجبهةالاسلامية القومية على حكومته في 30 يونيو 1989 ليحول دون تنفيذها !! .. في حين ان الشعب السوداني بأسره ومنه الملايين التي خرجت لاستقبال الميرغني في مطار الخرطوم كان مرحبا بتلك الاتفاقية ويعلم بأن ( ابن المهدي ) رفضها وعمد الى التسويف والمماطلة و التقليل من شأنها لأنه ( فقط ) انتصار سجله ( ابن الميرغني ) ولم يكن هو جزءا منه !!.
والكذبة الاخرى لــ ( ابو الكلام ) خلال ذلك الحوار كانت نكرانه تماما بأنه كان اول من امر – وهو رئيس للوزراء آنذاك - بتسليح القبائل العربية في غرب السودان لاسيما اقليم دارفور على اعتباره احد معاقل حزبه ومرتع ولائه.. وجميعنا يعلم – بمن فيهم بعض ابناء تلك القبائل – بأن (الصادق) كان بالفعل وراء انتشار ظاهرة التسليح هناك حماية لمراكز نفوذه وحفاظا عليه من أي مهدد آنذاك .
والشاهد ان هذه المعلومة الاخيرة اكدعليها استاذنا الجليل ( الدكتور عمر القراي ) في احد مؤلفاته القيمة المتعلقة بأقدم زعيم حزب في تاريخنا السياسي المعاصر ولا يزال رغم الانشطارات المتعددة لذلك الحزب وتجزئته حتى لم يعد تحت عباءة الولاء لهذا ( الرئيس العتيق) سوى بعض افراد اسرته من بناته وصديقاتهم واصحاب المصالح الشخصية والولاء الاعمى بعد ان انفض من حوله معظم شباب حزب الامة ونفض يديه عنه وآثر الفرجة والتي اضحت – في هذا الزمان الاغبر - هواية لمن لا هواية له .. والبلد يغرق رويدا .. رويدا !!.
ختاما : كيف نفهم : رجال بقامة اساتذتي : فاروق ابوعيسى وامين مكي مدني يظلان في المعتقل لاكثر من اسبوعين من قبل اخر عصابات الاخوان الحاكمة في المنطقة والشعب يتفرج .. والسؤال : لماذا كل هذا الصمت المريب / العجيب / الغريب / من ابناء شعب لم يركع يوما الا لله تعالى ؟.
اين هم – يا أحبتي - من تم باسمهم التوقيع على ( نداء السودان ) يا ترى؟.
|
|
|
|
|
|