|
موسي هلال هل سيتمرد عبر بوابة الحركة الشعبية!!!!/Adam Yagoub
|
موسي هلال برز في البدايات الاولي للصراع الذي نشأ بين السلطة المركزية في الخرطوم ومكونات شعب دارفور في عام 2003 عندما طالب اهل الاقليم بحقوقهم المشروعة من سلطة المركز وهو ما عرف بنضال الهامش الذي حاول المؤتمر الوطني قمعه بشتي الوسائل دون النظر للحلول التي يمكن ان تنهي اسباب النزاع ولم تنجح محاولاته القمعية في اخمادها . موسي هلال الذي لم تكن له معرفة تامة بأواصر الصراع القائم ، ولم يعرف عنه سواء انه زعيم لأحد القبائل ، استخدم المؤتمر الوطني وزج به في الصراع القائم لتفتيت النسيج الاجتماعي في دارفور وصرف جهود ابناء الاقليم لقضية اخري بعيدة عن مطالبهم الاساسية وخلق واقع بأن قضية دارفور هي قبلية في المقام الاول وليست قضية سياسية ، فكان هلال قائدا لما عرف بالجنجويد التي ارتكبت فظائع يندي لها الجبين فهل رجع الرجل لرشده ولكن من باب اخر ؟ منذ ان اعتكف زعيم الجنجويد بسرف عمرة ونزاعه المفترض بينه ووالي شمال دارفور محمد عثمان يوسف كبر ظل هنالك تراشق بينه ومن استخدمه في السابق كأداة لتعطيل التغيير في دارفور وامتدت لتشمل بعض المواجهات المحدودة مع الجيش الحكومي ، فقد كانت لهلال بعض الطلبات من النظام ليتراجع عن الطريق الذي سلكه ، منها اقالة كبر ولكن لم يستجب النظام لنداءات هلال واختار النظام ان يكون كبر مقربا منه علي حساب هلال وهذا ما فهمه الرجل ، فانتظر من يمد يده اليه حتي يعلن تمرده ورغم انه تمرد فعليا علي سادة السابقين وان لم يعلن ذلك صراحة من جانبه او من جانب النظام الذي لا يريد فتح جبهة اخري وخلق عدوا جديد حتي لا تتقلص سيطرة علي الارض او علي الصعيد السياسي ، لان استعدا هلال من طرف النظام ستتكشف منه بعض التفاصيل عن كيفية استخدام النظام لبعض القبائل العربية فقط من اجل البقاء علي سدة الحكم ، وربما سيلحق بعض مليشيات النظام في دارفور الي هلال او البقاء علي الحياد . بعض التسريبات طفحت الي السطح قبيل مؤتمر ام جرس عن اتصال هلال ببعض الحركات الثورية لإعلان توبة عما اقترفه من اخطاء ودوره السلبي والمعادي للثورة في دارفور ووقوفه الي جانب نظام الابادة الجماعية ولكن في تلك المرحلة لم تصل الي درجة التنسيق المشترك لانه ربما سيواجه برفض من بعض الحركات وفي الوقت ذاته سيكون في مواجهة مع النظام . العداء الذي نشأ بين كبر وهلال بسبب مناجم الذهب في جبل عامر ليس سببا قويا ليترك الاخير صفوف النظام وموالة لهم ولكن ربما اراد هلال اقتناص فرصة او سانحة ليخرج عن عباءة الطغيان الذي جر له البغض من مجتمع دارفور والعار حتي من اهله المقربين ، صمت الحركات الثورية في دارفور ازاء تحركات هلال ربما يكون له ما بعده رغم عدم تصريح اي من مكوناتها بالتعاون معه او ابقاءه علي الحياد او العودة لمواجهة في مرحلة مقبلة لان مواجهة هلال ليست ذات اهمية للحركات المسلحة في دارفور . استخدام هلال بوابة الحركة الشعبية من اجل كسب رضاء حركات دارفور الرئيسية هو اقرب احتمال وحتي لا يجد قادة الحركات حرجا في قبوله او تقديمه لأنصارهم ، والتمهيد مستقبلا ليكون حليفا لهم ضد النظام اذا كان ذلك يخدم القضية التي من اجلها رفع السلاح وهي رفع الظلم والمساواة بين مكونات الشعب السوداني ، وليس مواجهة احد في دارفور او غيره وان كان موسي هلال .
|
|
|
|
|
|