هل الإسلام في أزمة أم الأزمة في الإسلام؟ - الحلقة الرابعة/عبد الحق العاني

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-26-2024, 02:28 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
11-21-2013, 10:32 PM

عبد الحق العاني


للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
هل الإسلام في أزمة أم الأزمة في الإسلام؟ - الحلقة الرابعة/عبد الحق العاني

    هل الإسلام في أزمة أم الأزمة في الإسلام؟ - الحلقة الرابعة

    إنتهيت في الحلقة السابقة بالسؤال عما فعله المسلمون بالمسلمين وبغير العرب الذين استباحوا أراضيهم. وأنوي اليوم أن أخوض في هذا الموضوع ليس رغبة مني في تسفيه ما مجده المسلمون لقرون ولكن من أجل فهم سبب ما يحدث اليوم لإرتباط ثقافة اليوم بذلك التأريخ أملاً في الاعتراف بذلك من أجل القبول بمراجعة ناقدة لتأريخنا للوصول إلى حالة عقلانية تمكننا من فهم رسالتنا للبشرية إن بقيت لنا رسالة. وأعرف أني سأغيض فيه حتى عدداً من أصدقائي لكني صادق مع نفسي وصادق في التعبير عن قناعاتي، وعسى أن يوقفني ويصحح من يجد في ما أقوله شططاً.
    فما أن رحل نبي الرحمة (ص) حتى استيقظت الجاهلية، وليس ذلك بعجيب حيث إن الأخلاق والأعراف لا تتغير بين ليلة وضحاها. فقد لا يكون من السهل على كل إمرء أن ينزع لباس الجاهلية لمجرد قوله الشهادتين.
    وأول خلق جاهلي بعث كان تمجيد القتل كما قال الشاعر الجاهلي عمرو بن كلثوم التغلبي:
    بشُبَّانٍ يَرَوْنَ القَتْلَ مَجْـدَاً وَشِيبٍ فِي الحُرُوبِ مُجَرَّبِينَا
    ولكن بفارق، فحين كانوا في الجاهلية يغيرون على بعضهم البعض ونهاهم الإسلام عن ذلك فإنهم قرروا أن يغيروا على غيرهم خارج أقوامهم وخارج أراضيهم. فجيشوا الجيوش وأرسلوها خارج أرض العرب، فقتلوا الناس بحجة الكفر وسلبوا أموالهم وسموها غنائم واغتصبوا نساءهم وأدعوا أنهن ما ملكت ايمانهم. ولكي يعطوا هذا القتل والسلب والإغتصاب شرعية إدعوا أن ذلك كان بأمر إلهي من أجل نشر الإسلام، فهل كان حقاً كذلك؟
    وأول ما أبتدئ به في الإجابة على هذا السؤال هي قناعتي بأن الإسلام جاء للعرب أو للناطقين بالعربية، وهذا خلاف ما يعتقد به أغلب المسلمين وأظن أني في قلة من المسلمين الذين يعتقدون هذا. وقد كتبت في هذا مقالاً عنوانه "لمن بُعِث الرسول النبي الأمي" بينت فيه من آيات القرآن وحده كيف أن الرسالة كانت للعرب، ولا أروم أن أعيده هنا. لكني أستعير منه ثلاثة شواهد قرآنية لإثبات هذه القناعة، فمن أراد المزيد أمكنه قراءة ذلك المقال في موضعه.
    فقد قال عز من قائل في تأكيده أنه ما من قوم إلا ولهم رسول "وَمَآ أَهْلَكْنَا مِن قَرْيَةٍ إِلَّا لَهَا مُنذِرُونَ" ثم خاطب رسولنا الأكرم (ص) "وَلِتُنذِرَ أُمَّ and#1649;لْقُرَىand#1648; وَمَنْ حَوْلَهَا and#1754; " فبين أن نبينا جاء لينذر العرب في أم القرى ومن حولها. وحتى لا يضيع الناس في إجتهاد من يتبع من وعلى من تؤخذ الحجة فإنه تعالى الزم نفسه في قوله "وَمَآ أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِand#1766; لِيُبَيِّنَ لَهُمْ and#1750; فَيُضِلُّ and#1649;للَّهُ مَن يَشَآءُ وَيَهْدِى مَن يَشَآءُ and#1754; وَهُوَ and#1649;لْعَزِيزُ and#1649;لْحَكِيمُ" بأن كل قوم لهم رسول بلسانهم حتى يتحقق عدله تعالى ويكون له في عدله هذا أن يسألهم إذا شاء عن طاعته أو سبب معصيته بعد أن كان قد أنذرهم وحذرهم بلسانهم.
    وحين كلف تعالى الرسول النبي المكي بدعوة العرب فإنه دله على طريق الدعوة بقوله "and#1649;دْعُ إِلَىand#1648; سَبِيلِ رَبِّكَ بِand#1649;لْحِكْمَةِ وَand#1649;لْمَوْعِظَةِ and#1649;لْحَسَنَةِ and#1750; وَجَـand#1648;دِلْهُم بِand#1649;لَّتِى هِىَ أَحْسَنُ and#1754; ". فلم يكلفه الدعوة سوى بهذا السبيل. ثم ذكره بحرية الإنسان في أن يختار في قوله "لَآ إِكْرَاهَ فِى and#1649;لدِّينِ and#1750; قَد تَّبَيَّنَ and#1649;لرُّشْدُ مِنَ and#1649;لْغَىِّ and#1754; ". وذكره تعالى بقوله " لَّيْسَ عَلَيْكَ هُدَىand#1648;هُمْ وَلَـand#1648;كِنَّ and#1649;للَّهَ يَهْدِى مَن يَشَآءُ and#1751; " وعقب ذلك بقوله "وَلَوْ شِئْنَا لَءَاتَيْنَا كُلَّ نَفْسٍ هُدَىand#1648;هَا وَلَـand#1648;كِنْ حَقَّ and#1649;لْقَوْلُ مِنِّى لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ and#1649;لْجِنَّةِ وَand#1649;لنَّاسِ أَجْمَعِينَ" فقرر ان نبيه غير قادر على هداية من لم يشأ هو أن يهديه، فكيف والحال هذه يمكن لمن جاء بعد الرسول المكي (ص) أن يدعي أنه يريد هداية الناس؟ فإذا كان صدقاً ما يدعيه من يدعي أنه مكلف بهداية الناس فإن لم يهتدوا فهو مكلف بقتلهم فلا بد أن الرب الذي كلفه بذلك رب غير عادل ورب عابث. فكيف يكون رباً عادلاً إذا كان قد خلق نفساً ثم شاء ألا يهديها "مَن يَهْدِ and#1649;للَّهُ فَهُوَ and#1649;لْمُهْتَدِى and#1750; وَمَن يُضْلِلْ فَأُوand#1759;لَـand#1648;and#1619;ئِكَ هُمُ and#1649;لْخَـand#1648;سِرُونَ"، ثم يرسل لها من يقتلها دون أن تكون هي قد قتلت نفساً أو إعتدت أو أفسدت في الأرض؟
    ولا بد أن نتوقف هنا قليلاً عند التدوين الذي ولد في الإسلام. وأول ملاحظة هنا هي أن القوم أجمعوا على أن الرسول الأكرم (ص) نهى عن تدوين اي شيء أثناء حياته سوى القرآن. لذا فإن أول تدوين كان عن سيرة الرسول وذلك قبل أن يجمع الحديث. وأول سيرة نبوية وصلتنا هي سيرة إبن اسحاق بن يسار المتوفى سنة(151هـ) أي ان أول ما كتب عن نبينا الأكرم كان بعد 100 عام من الهجرة مما يجعل من العسير التصديق بأن ابن إسحاق روى عن من أدرك نبينا الأكرم (ص)، فكانت تلك أول العنعنة! ولم تنل سيرة إبن إسحاق الإهتمام المرجو رغم أنها أقدم السير وذلك لأسباب ليس هذا موضع الخوض فيها لأنه يتطلب تحليلاً لما جاء في السيرة مما يخرجنا عن هدف هذا المقال بعض الشيء. ثم جاء عبد الملك بن هشام المتوفى سنة(218 هـ) فأخذ سيرة إبن اسحاق وترك بعض ما جاء فيها ثم أخرج سيرته التي ذاع صيتها وعرفت بسيرة (إبن هشام). أما جمع حديث الرسول الأعظم (ص) فإنه جاء بعد ذلك حين جمع البخاري المتوفى سنة (256 هـ) أول كتب الحديث، أما كتب التأريخ فإنها وضعت بعد ذلك.
    فما الذي نستخلصه من هذه التواريخ؟
    إن كتابة السيرة النبوية وجمع الحديث فضلاً عن وضع تأريخ صدر الإسلام لم تبدأ إلا عند نهاية الدولة الأموية في عام (132 هـ). وهذا يعني ولا شك أن خلفاء بني أمية حكموا بعقولهم واجتهادهم في فهم القرآن حيث إنه لم يكن بين يديهم ما يقيدهم بفعل غير ذلك من سيرة أو حديث أو فقه. وهذا يعني بالضرورة أن السياسة هي التي حددت معالم الدولة الإسلامية وليس الدين. وهذا يعني بشكل أدق أن السياسة هي التي أوجبت على الدين أن يتكيف على وفقها. فقد وجد المؤرخون وجامعو الحديث والفقهاء أنفسهم أمام حقيقة قائمة وهي الميراث السياسي لخلفاء بني أمية فكان عليهم أن يختاروا أحد موقفين: إما تحليل تلك السياسة في ضوء فهمهم للدين وما يمكن أن يترتب على ذلك من طعن في بعض السياسات لتعارضها مع الإسلام، وإما قبول تلك السياسة وإيجاد الحلول والمسوغات الدينية لتخريجها.
    ولا يخفى حتى على القارئ العابر أن يستخلص ما هو الموقف الذي اختاره هؤلاء المسؤولون. فقد قرروا أن يقروا بسلامة كل سياسة خلفاء بين أمية ويدعوا أنها من صلب الدين ثم عكفوا بعد ذلك على إيجاد الأعذار والتفسيرات. وقد فعل بعضهم ذلك بسبب حرصهم على الأمة كما تصوروا لأن الطعن بعدم تطابق بعض السياسات مع الدين كانت ستعرض الأمة لخلل كبير وربما كانت ستخلق فتنة "لَّا تُصِيبَنَّ and#1649;لَّذِينَ ظَلَمُواand#1759; مِنكُمْ خَآصَّةًand#1773;". وفعل بعضهم ذلك بسبب الجهل، ذلك لأن عدداً من الفرس الذين دخلوا الإسلام لم يكونوا حقاً قادرين على إستيعاب القرآن لصعوبة لغته حتى على العرب فاعتقدوا أن خلفاء المسلمين من قريش لا بد كانوا عارفين بدخائل الدين ففعلوا ما فعلوه يقيناً وصواباً.
    فأول ما أدخله المؤرخون في السلوك الإسلامي لفظة "الغزو" الجاهلية وهي كلمة لم ترد ولا الفعل "غزى يغزو" ولا اي من تصريفاته قط في القرآن بحق المسلمين ولكنه تعالى حين قال:"يا ايها الذين امنوا لا تكونوا كالذين كفروا وقالوا لاخوانهم اذا ضربوا في الارض او كانوا غزى لو كانوا عندنا ما ماتوا وما قتلوا ليجعل الله ذلك حسرة في قلوبهم والله يحيي ويميت والله بما تعملون بصير"، فإنه جعل الكافرين هم الغزى فجاءت في موضع الذم ما يؤكد ما أسلفت ولم يصف تعالى المسلمين في أي موضع في القرآن بأنهم غزى. ولم يكن خلو الكتاب منها مصادفة ولا سهوا منه تعالى وحاشاه من السهو. ولكن لعلة واضحة لكل ذي بصيرة. وسبب ذلك أن "الغزو" سنة جاهلية جاء الإسلام ليلغيها فأنكرها رب العزة على المسلمين فلم يحدثهم عنها. لكن مؤرخي المسلمين الأوائل حين وجب عليهم شرح الغزو الذي قام به خلفاء بني أمية لم يجدوا أسهل سبيل لتسويغ ذلك من نسب الغزو للرسول الكريم (ص) فكتبوا عن غزواته. وأول الغزوات عندهم كانت "غزوة بدر" كما وصفها إبن هشام في السيرة وأخذ عنه اللاحقون. لكن العرب يعرفون أن معنى الغزو هو كما عرفه ابن منظور في لسان العرب في قوله: "والغَزْوُ: السيرُ إِلى قِتالِ العَدُوِّ وانْتِهابه." وهو تماماً ما كانت تفعله القبائل في الجاهلية. والغزو هو الكلمة المهذبة "للعدوان" فكيف يكون السير نحو قوم لقتالهم ونهبهم إلا عدواناً؟ وكيف كانت "معركة بدر" بهذا المعنى غزوة؟
    فقد جمع أبو سفيان واحداً من اكبر الجيوش في تأريخ العرب القديم ليزحف به على المدينة ويقضي على دولة الإسلام التي أصبحت تهدد موقعه... لقد بلغ جيش أبي سفيان في عدده ما جعل رب العزة يرحم المؤمنين بأن أمدهم بخمسة آلاف من الملائكة يقاتلون معهم ويشدون من عزائمهم ولو كان بضعة أنفار لما احتاجوا لذلك الدعم.... فما الذي فعله رسول الرحمة (ص) سوى أن تصدى لهم دفاعاً عن نفسه وقومه ومعتقده؟ فكيف يقال أنه (ص) غزى وكانت بدر غزوة له؟ فكيف يكون المدافع غازياً؟ ثم استمروا بوصف كل حروب النبي (ص) على أنها غزوات.... فحتى معركة الخندق التي حوصرت فيها المدينة سميت غزوة، ولعمري لا أدري كيف غزى فيها النبي الأكرم (ص) وهو يجلس خلف خندقه؟
    إن استعمال هذا اللفظ لم يكن عفوياً بل كان مقصوداً في سبيل زرع مفهوم الغزو في عقول المسلمين على أنه سلوك طبيعي للرسول (ص) فمتى ما استقر هذا في أذهان الناس عندها يصبح الحديث عن غزوات الخلفاء أمراً مشروعاً ومقبولاً لا يجادل فيه أحد ما دام النبي (ص) قد مارسه... وهكذا نشأ المسلمون لألف عام وهم يدرسون هذا في كل مراحل الدراسة وفي المساجد وفي كل مناسبة دينية.
    هكذا إذن قرر واضعو كتب التأريخ أن يبدأ التدوين بجعل قاعدة الإسلام قائمة على الغزو.. أي غزو الأقوام خارج أرض العرب...لكنهم وجدوا كما وجد الفقهاء معهم حاجة في أن يجدوا دعماً للغزو في القرآن أو في الحديث فإن أمكن ذلك كان به وإن لم يمكن العثور على أي دعم لسلوك ما من القرآن فإنه لا بد من إيجاد حديث يدعمه حتى إذا اقتضى ذلك وضع الحديث! وحين عجزوا أن يجدوا نصاً صريحاً يدعو للغزو مما يجعل سلوك خلفاء بني أمية مطابقاً للدين وليس سياسة فقط فإنهم اجتزؤا بآيات خارج سياقها في القرآن وجعلوها سنداً لتسويغهم العمل. وقد تغلغل هذا في شعور ولا شعور المسلمين لقرون حتى لأعجب إن كان بالإمكان زعزعة ذلك وإيقاظ الناس للتفكر فيه... لكن دعونا نحاول!
    وليس أوضح موضع لأخذ المثال من سورة البقرة حيث ورد فيها القتال بالتفصيل في عدة آيات. فقال تعالى: "وَقَاتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلاَ تَعْتَدُواْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبِّ الْمُعْتَدِينَ." فأمر المسلمين بقتال من يقاتلهم لكنه نهاهم عن أن يعتدوا، ونهيه هذا لا رجعة فيه. فلا يقولن أحد أنه تعالى حلل العدوان في موضع آخر من أجل نشر دينه فحاشاه أن يناقض نفسه لأن أمره ليس متعلقاً بوقت ولا يدخل عليه حدوث وقوله فصل. فالنهي عن العدوان شرعة لا إجتهاد فيها لا لخليفة ولا لفقيه مهما أسلم ذلك الشخص وصلح إسلامه أو مهما علت درجته أن يغير ذلك أو يضيف عليه اللهم إلا أذا كان ذلك لحمية الجاهلية فيه! وهكذا وجب أن تقرأ وتفسر كل آية ذكر فيها القتال في ضوء النهي المطلق عن العدوان فمن لم يستطع أن يفعل ذلك فلا يخوضن في تفسير قوله تعالى لأنه يتجنى على رب العزة إن فعل ذلك. وهذا يكفيني الحاجة الى الخوض في آيات القتال.
    وأتوقف أحياناً في ذهول حين أسمع ما يقوله بعض المسلمين عن تكليفهم بنشر الإسلام ولو اقتضى ذلك قتل الناس، وأسال نفسي كيف يمكن لهؤلاء أن يؤمنوا بهذا والقرآن وسنة نبيه (ص) توجه غير ذلك.... لكني ما ألبث أن أستفيق على قوله تعالى: "أفَرَءَيْتَ مَنِ and#1649;تَّخَذَ إِلَand#1648;هَهُand#1765; هَوَىand#1648;هُ وَأَضَلَّهُ and#1649;للَّهُ عَلَىand#1648; عِلْمٍand#1762; وَخَتَمَ عَلَىand#1648; سَمْعِهِand#1766; وَقَلْبِهِand#1766; وَجَعَلَ عَلَىand#1648; بَصَرِهِand#1766; غِشَand#1648;وَةًand#1773; فَمَن يَهْدِيهِ مِنand#1762; بَعْدِ and#1649;للَّهِ and#1754; أَفَلَا تَذَكَّرُونَ". فهم لا يعرفون من الدين إلا إسمه ومن القرآن إلا رسمه..
    إن كرم رب العزة لا حدود له فقد أوصى عباده بأن الإلتزام الأخلاقي له أسبقية على التضامن الديني، فقال عز من قائل في وصف نصرة المسلم للمسلم على غير المسلم: "وَإِنِ and#1649;سْتَنصَرُوكُمْ فِى and#1649;لدِّينِ فَعَلَيْكُمُ and#1649;لنَّصْرُ إِلَّا عَلَىand#1648; قَوْمٍand#1773; بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُم مِّيثَـand#1648;قٌand#1773; and#1751; وَand#1649;للَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌand#1773;". وهل هناك أكرم من هذا الخلق العظيم الذي كلف الله به عباده المؤمنين حيث إن الميثاق وهو موقف أخلاقي غدا أكبر من حق المؤمن على المؤمن. فهل يعقل أن رباً كهذا يأمر عبده أن يقتل غير المسلم لا لشيء إلا لأنه لم يرتض الإسلام ديناً؟
    وإذا أردنا أن نأخذ العبرة من سنة النبي (ص) فإننا لا نجد في حياته عملاً أو توجيهاً قضى بجواز الإعتداء على من لايتخذ الإسلام ديناً لأنه (ص) كان على بينة من أمره الذي قال له "إِنَّمَآ أَنتَ مُنذِرٌand#1773; and#1750; وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ". فقد كان في شبه جزيرة العرب يهود ونصارى ولم يرد عنه أنه عرض عليهم الإسلام أو الموت إذا رفضوا... وحين حكمه اليهود في أمرهم فإنه وجههم للحكم بما جاءت به التوراة... ولم يقاتلهم حتى إعتدوا عليه فعمل بقوله تعالى: " فَمَنِ and#1649;عْتَدَىand#1648; عَلَيْكُمْ فَand#1649;عْتَدُواand#1759; عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا and#1649;عْتَدَىand#1648; عَلَيْكُمْ and#1754; ".
    أما نصارى جزيرة العرب فإنه (ص) حتى لم يعرض عليهم الإسلام.... وحين جاءه نصارى نجران فإن ما جرى بينهم كان محاججة بلا قتال ولا رماح ولا سيوف وانتهت بإسلام النصارى دون قتال أو عنف بعد أن باهى الرسول الأكرم (ص) في المحاججة بأهل بيته فوصف رب العزة ذلك في قوله: "فَمَنْ حَآجَّكَ فِيهِ مِنand#1762; بَعْدِ مَا جَآءَكَ مِنَ and#1649;لْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْاand#1759; نَدْعُ أَبْنَآءَنَا وَأَبْنَآءَكُمْ وَنِسَآءَنَا وَنِسَآءَكُمْ وَأَنفُسَنَا وَأَنفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَّعْنَتَ and#1649;للَّهِ عَلَى and#1649;لْكَـand#1648;ذِبِينَ". فكان إسلامهم قد تم بالحجة لا بالسيف.
    ولا بد من أخذ العبرة من خبر واقعة جاءت في سيرة إبن هشام لا يعرف عنها أكثر المسلمين لأنهم لم يقرؤا السيرة. أما الذي قرؤوها فبعضهم نسي الواقعة وبعضهم تناساها لسبب واضح وهو السبب نفسه الذي جعل عبد الملك بن مروان يتمنى ألا ينشغل المسلمون بالسيرة النبوية.
    فقد جاء في السيرة أن الرسول الأكرم (ص) بعث سرايا تدعو إلى الله ولم يأمرهم بقتال فكان ممن بعث خالد بن الوليد إلى بني جهيمة بأعلى تهامة. وانتهت المواجهة بأن القوم وضعوا سلاحهم. وقال إبن هشام عن إبن إسحاق "فلما وضعوا السلاح أمر بهم خالد عند ذلك، فكتفوا، ثم عرضهم على السيف فقتل من قتل منهم، فلما انتهى الخبر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم رفع يديه إلى السماء ثم قال:" اللهم إني أبرأ إليك مما صنع خالد بن الوليد." ولا يخفى على العربي معنى البراءة فقد بلغ حد إقصائها أنه تعالى منع أن تبدأ سورة براءة بالبسملة حتى لا ينال من تبرأ منه بعضاً من رحمة الرحمن الرحيم في البسملة. فإذا كان الرسول (ص) قد غضب حتى البراءة لأن خالداً قتل أناساً في دعوته إياهم للإسلام فأين ذلك مما فعله الخلفاء من بني أمية وبني العباس وبني عثمان بالشعوب التي غزوها؟ وإذا كان تعالى قد قضى أن ينشر الإسلام بالسيف فلماذا لم يأمر الرسول (ص) سراياه باستعمال السيف في الدعوة؟ ثم لماذا لم يقتل الرسول (ص) أياً من مشركي مكة بعد أن مكنه الله منهم؟ بل إنه حتى لم يعرض عليهم الخيار الذي جاء به الخلفاء من بعده بين الإسلام والقتل، فمن أين جاء هذا الخيار؟ وكيف أسس لثقافة القتل في الإسلام والتي تستعمل اليوم لشحن البهائم للقتل والخراب، بعد أن كان رب العزة ونبي الرحمة قد نهى عنها؟

    للحديث صلة...
    عبد الحق العاني
    21 تشرين الثاني 2013
    ملاحظة: وصلتني طلبات من عدد من الأخوة للحلقات السابقة وحيث إن كل حلقة تنشر على مدونتي لذا أرجو ممن فاتته حلقة أن يعود لمدوتني للإطلاع عليها، وهي:
    www.haqalani.com























                  

العنوان الكاتب Date
هل الإسلام في أزمة أم الأزمة في الإسلام؟ - الحلقة الرابعة/عبد الحق العاني عبد الحق العاني 11-21-13, 10:32 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de