لحظه من فضلك..3

Quote: امنة بنت وهب كُتب في: 2007-02-21 عندما يصير القلم سلاحاً..! أستاذتي آمنة.. سلام من الله ورحمة منه وبركات لقلمك الذي يحارب بسلاح الكلمة، يهاجم وفي ضراوة معاناة هذا الشعب في ظل نظام إدّعى أنه جاء لإنقاذه فكان هذا الوهم الذي نعيشه، هزّتني وبصدق كلمتك التي كانت بعنوان «هل نسي الإنقاذيون أكتوبر 21» والتي زيّنت عمودك يوم السبت 17 فبراير الحالي، ذلك التساؤل الذي ظلّ يدور بأذهان الكثيرين من شهود ذلك الزمن الجميل. ولمّا كنا ننتمي إلى هذا الجيل سيئ الحظ عندما صار التعليم بالملايين وللقادرين فقط فقد أخبرنا آباؤنا عن تلك الإنتفاضة التي وحّدت الشعب السوداني فكانت تلك الملحمة والأنشودة الرائعة للموسيقار الأستاذ محمد الأمين والذي عاد من رحلة علاج قبل فترة قصيرة وشهدنا ذلك الاستقبال الرائع، كما أن فنان إفريقيا الأول مطرب الروائع محمد وردي كان أيضاً أحد فرسان أكتوبر، سمعنا الكثير عن تلك الأيام الخالدات في وجدان الأمة حين التقى جيل البطولات بجيل التضحيات.. أما نحن جيل الزمن الضائع والركشة التي هرولنا إليها كبديل يساعدنا في سداد هذه الرسوم التي قصمت ظهور آبائنا الحيارى فنحن حقاً جيل تعيس. الجميع يلهث خلف لقمة العيش والجبايات تطارده من كل جانب، عليهم سداد فاتورة المياه، عوائد، ضرائب، نفايات، تليفون.. الخ المنصرفات التي لا نهاية لها، ولو كان في البيت أكثر من عامل أو موظف لا تكفي كل تلك الرواتب لمقابلة المطالب المنزلية حتى صارت معظم الأسر تعتمد على بعض أبنائها أو معارفها من المغتربين بالخارج، كما أن وجبات الطعام تقلصت إلى وجبة واحدة أو ذلك المحظوظ الذي يعتمد على وجبتين، الشوارع امتلأت وفاضت بالمتسولين حتى صار التسوُّل مهنة وصار الفرد لا يعرف مَنْ الذي يستحق المساعدة، والإنقاذيون سادرون في غيهم، مشغولون بأعمالهم ولسان حالهم يقول فليذهب الشعب إلى الجحيم.. ولكن أستاذتي هناك خالق يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور.. لذا فنحن جميعاً في إنتظار الحرفين الكاف والنون «كن فيكون». يرعاك الله فلا تحرمينا من قلمك ابنك/ علي محمد خير جامعة السودان ـ الحاج يوسف ـ الشقلة المحررة: ابني علي رعاك الله أنت وأمثالك من الذين يرفضون الظلم وهو من ظلمات القبور.. أهل الإنقاذ يا بُنيّ نسوا كل شيء وهكذا حال المنافق والذي إذا حدَّث كَذَب وإذا اؤتمن خان، وإذا وعد أخلف.. والاختلاسات الرهيبة وبمليارات الجنيهات تؤكد ذلك بل صاروا يتغولون على التاريخ ألم تسمع بمستشار رئيس الجمهورية الذي قال لأهل سواكن إن الإنقاذ امتداد لثورة عثمان دقنة وهو يعلم جيداً أن المناضل عثمان دقنة حارب الإستعمار بينما هم فتحوا له ـ أي الاستعمار الجديد ـ أبواب البلاد وأعادوا استعماراً جديداً تمتليء بعرباته وجنوده شوارع العاصمة وسيارات الـUN «ما تديك الدرب». تحياتي لك وليبقى الود بيننا